بدأت حملات الاتهام تشير إلى مصطفى الصاوى فى الآونة الأخيرة بكونه “خائناً للوطن” عندما حصل على الجنسية الإماراتية.
وتبنّى الإمارات له لبناء أحد المشروعات الأكثر ابتكاراً على الأراضى الإماراتية بالإضافة إلى شبكة الإمارات للطرق الذكية.
مثّل الصاوى دولة الإمارات فى مسابقة دولية للمخترعين والمبتكرين بدلًا من تمثيله لدولته الأم مصر وذلك بسبب التجاهل التام له من قبل المسؤولين فى مصر كعادة تعاملهم مع هذه العقول النيّرة، ولم يكن هذا خيانة للوطن بل بحثاً صحيحاً عن مكان يستطيع الصاوى تحقيق آماله وطموحاته بطريقة شرعية.
من هو مصطفى الصاوي؟
مصطفى الصاوى أحد أبناء محافظة الدقهلية، يبلغ من السن حوالى 17 عام، مخترع مصرى ومبتكر عربى مثّل مصر فى بطولة العالم للمبدعين العرب فى لندن بفكرته مشروع “السد العربى الذكي”، حصل من خلالها على جائزة أفضل باحث عربى على مستوى العالم، وقد شارك فى عدة مسابقات دولية أخرى.
ما هو مشروع “السد العربى الذكي”؟
بدأت الفكرة لدى الصاوى حينما كان فى الصف الثالث الثانوى حينما أراد أن يُقدّم فكرة للقضاء على مشكلة الكهرباء واحتمالات نقص المياة بعد بناء إثيوبيا لسد النهضة، وتقوم الفكرة على إقامة أحد السدود فى بحر مالح على مستوى واحد من البحر ينقسم إلى جزأين الأول منحدر بحيث يكون السد على عمق داخلى من البحر بحوالى 35 متر ويتم إنزال المياة بإنحدار لتدوير توربينات، قدرة الواحد منهم حوالى 600 ميجاوات وبعد توليد التوربينات للطاقة هناك طاقة أخرى وهى طاقة الرياح وهى أقوى مما تتواجد على الأرض بحوالى 70% وذلك لاستغلال أطراف السد لوضع توربينات رياحية على أطرافه.
وسيتم استغلال مساحة السد كاملة بوضع خطوط خلايا شمسية لإنتاج طاقة أيضاً، وسيتم استخدام المياة التى تُدار بها التوربينات السبع وسحبها فى مجرى مائى ليتم تحليتها بتكلفة أقل فى غرفة من شرائح الألومنيوم فى منتصفها أنبوب وبنك حفاز يعمل على ضخ المياة داخل الغرفة ومتصلة بخلايا حرارية ونسبة الأملاح بهذه المياة صالحة لاستصلاح الأراضى التى لا يتم استغلالها فى مناطق قريبة من بناء المشروع وافترض الصاوى مناطق لبنائه بالقرب من السلوم وذلك بعيداً عن المناطق السياحية
وباختصار هو مشروع يوضّح طريقة ما لإنتاج طاقة كهربية متجددة على مستوى العالم، من خلال دمج ثلاث أنواع من الطاقات المتجددة مع إدخال بعض التعديلات الهندسية فى كل مصدر من الثلاثة بحيث يكون الإنتاج حوالى 33.1 جيجا فى الساعة الواحدة، بالإضافة إلى تحلية للمياه بتكلفة حوالى 20 من التحلية التى تحدث دولياً وقام بتجربة البحث لأكثر من 27 مرة على سد مساحته 4 متر مربع حتى وصل إلى التجربة النهائية التى تظهر جميع النتائج بالإيجاب ودرجة نجاح أكيدة.
ما هى قصة منحه للجنسية الإماراتية؟
بعد مسابقة المبدعين حول العالم لم يتم الإهتمام بالمشروع لكن ظل كلاماً على ورق دون تطبيق له مما أثار غضب الصاوى وبدأ فى البحث عن راعٍ ومطبق لما قام بالتعب من أجله، ووجد أمامه دولتان عربيتان هما قطر والإمارات وقدموا له الدعم المالى والتقدير العلمى بجانب منحه للجنسية الإماراتية مع الإحتفاظ بجنسيته المصرية.
طالب الصاوى فى جميع لقاءاته التلفزيونية بمقابلة الرئيس المصرى بعدما حصل على الجائزة فى أغسطس عام 2014، لكن لم يهتم به أحد، لذا اتجه إلى من يستطيع دعمه وتشجيعه بكل الوسائل الممكنة وتوفير الرعاية له.
ماذا سيقدّم الصاوى للإمارات نظير هذا الدعم الكبير؟
سيعمل الصاوى على إتمام مشروعين أحدهما عبارة عن شبكة كاملة للطرق الذكية بالإمارات وقد تم تنفيذ نظام مصغّر له وسيتم استكماله، والآخر هو مشروع السد الذكى الذى لاقى استحساناً كبيراً عند الكثيرين، وقد أشار الصاوى إلى عدم اهتمام مصر ومسؤوليها بإنجازاته وأفكاره، وأنه لم يتلق أى تكاليف مالية من قبل الدولة فى سفرياته بل كان هذا من خالص جيبه.
لم يفعل الصاوى ما هو خطأ كما أشار الكثيرين، لكنه فعل ما يستطيع أى شخص فى مثل موقفه من تخلٍ تام لأفكاره وتجاربه وبحث عن راعٍ ومُعين على إتمام مشروعه بنجاح.