كان هناك فتاة صغيرة نشيطة ومهذبة تدعى ليلى، وكانت ليلى تطيع أمها فى كل طلباتها، ولذلك كانت أمها تحبها كثيرا، وتدللها دائما.
وكانت ليلى محبوبة أيضا من جميع أصدقائها وجيرانها لأنها ذكية وطيبة، وفى يوم من الأيام صنعت أم ليلى الكعك، وطلبت من ليلى أن تعطيه إلى جدتها العجوز فى الغابة.
قالت ليلى على الفور: سمعا وطاعة يا أمى. وأخدت الكعك وذهبت إلى الغابة، وكانت ليلى تحب زيارة جدتها، ومسرورة لزياتها، حيث أنها لم تراها منذ مدة طويلة، وكانت ترقص وتعنى وهى تسير فى الطريق إلى الغابة، وبينما هى فى منتصف الطريق سمع الذئب صوتها فى الغابة فذهب للاستكشاف فوجد ليلى فقال لها الذئب إلى أين تذهبين؟
قالت ليلى: أنا ذاهبة إلى جدتى فى آخر الغابة. قال لها الذئب: ولماذا تذهبين إلى هناك؟ قالت ليلى: لأعطيها الكعك التى صنعته لها أمى.
فكر الذئب بسرعة وقرر أن يسبق ليلى إلى بيت جدتها، فسلك طريقا مختصرا ووصل إلى الجدة قبل أن تصل ليلى، ودق الباب فجاء صوت الجدة ضعيفا من الداخل: من بالباب؟ قال الذئب مقلدا صوت ليلى: أنا ليلى يا جدتى أحضرت لك الكعك.
قالت الجدة: أنا لا استطيع النهوض من السرير، قومى يا ابنتى بسحب الحبل الذي بجوار الباب، وبذلك تستطيعين فتح الباب، ففتح الذئب الباب، ودخل إلى البيت، وقام بأكل جدة ليلى، ولبس ملابسها، وجلس محلها في السرير.
وعندما بلغت ليلى بيت الجدة دقت الباب: فقال لها الذئب مقلدا صوت الجدة: من بالباب؟ أجابت ليلى: أنا ليلى يا جدتى أحضرت لكِ بعض الكعك الذى صنعته أمى.
قال الذئب: أنا لا يمكننى النهوض، قومى بسحب الحبل الذى بجوار الباب وادخلى. وبالفعل سحبت ليلى الحبل وفتحت الباب ودخلت إلى المنزل.
وعندما ذهبت إلى سرير الجدة استغربت كثيرا من منظرها فقالت ليلى: لماذا عينيك كبيرة يا جدتى هكذا؟ قال الذئب: حتى أراك جيدا يا ليلى.
قالت ليلى فى تعجب: ولماذا أذنيك كبيرتين يا جدتى؟ قال الذئب : حتى اسمعك جيدا يا ابنتى.
قالت ليلى: ولماذا أنفك كبيرا هكذا؟ قال الذئب: حتى اشمك جيدا يا ليلى.
فقالت ليلى: “ولماذا فمك كبير يا جدتي؟!”، فعندها صرخ الذئب عالياً، وقال: “حتى آكلك به يا ليلى” !ونهض من السرير، وهجم على ليلى يريد أكلها، فصرخت ليلى وهربت، وأخذت تجري، والذئب يجري خلفها يريد التهامها وبالصدفة رأى هذا المشهد صياد بجوار الغابة، فحمل بندقيته، وأطلق النار على الذئب فقتله، سرت ليلى بهذا كثيراً، وشكرت الصياد على فعلته، وقالت للذئب : “أنت تستحق هذا لأنك شرير”.