فى حديقة كبيرة وجميلة كانت تعيش جميع الطيور متحابة وسعيدة فى سلام وأمان، و كانت هناك دجاجة صغيرة قد باضت بيضة لها على الطرق.
فرأى البيضة عصفور صغير؛ تعجب فى نفسه وقال: ما أكبر هذه البيضة، أظن أنها تسعنى أنا و إخوتى العصافير الصغار.
و طار العصفور بعيدا خوفا من أن تكون هذه البيضة بيضة نسر أو صقر لكبر حجمها مقارنة بحجم بيضة العصفور الصغيرة.
عاد العصفور خائفا إلى أمه وأخبرها ما رأى فاضحكت العصفورة الأم وقالت له: يا بنى هذه بيضة صديقتنا الدجاجة، فأولادها الكتاكيت أكبر من العصافير، كما أن الدجاجة تكبر سريعا، وعشها أكبر كثيرا من عشنا.
قال لها العصفور ولكنك يا أمى قد حدثتينا سابقا أنا وإخوتى عن النسور والصقور وأعشاشها الكبيرة وأنواع أخرى من الطيور الجارحة، وقولتى لنا أنها كبيرة الحجم فخفت أن تكون هذة البيضة بيضة طائر جارح .
ضحكت الأم مرة ثانية لبراءة صغيرها و قالت له: يا بنى الطيور الجارحة تبنى أعشاشها فوق الجبال وفى أعالى الأشجار و ليس على الأرض، ولكن الدجاجة صديقتنا تبيض على الأرض فى عش تصنعه هى بعناية مثلها مثل صديقتنا البطة وعمتنا النعامة، ولكن على العكس بيضة النعامة كبيرة جدا وهى مثل جميع مخلوقات الله تخاف على صغارها من الأخطار، ويبدو أن الدجاجة قد باضت بيضتها على الطريق، وربما حاولت نقل البيضة فلم تستطع وأبقتها فى مكانها حتى تعود وتجلس عليها و تحرسها حتى تفقس ويخرج منها الكتكوت الصغير.
فكر العصفور الصغير قليلا ثم قال لأمه: ما رأيك يا أمى أن نساعد صديقتنا الدجاجة ونحاول نقل البيضة إلى بيتها؟
أعجبت الأم بتفكير ابنها الطيب المتعاون وقالت له: فكرة جميلة، هيا بنا يا بنى.
طار العصفوران وراحا يدحرجان البيضة بريشهما الناعم حتى أوصلا البيضة إلى عش الدجاجة حيث كانت الدجاجة تجلس على بيضها، فلما رأت بيضتها وما فعل العصفور وأمه؛ ركضت إليهما تشكرهما كثيرا على ما فعلوا.
ثم تعاونوا جميعا على حمل البيضة إلى العش بجانب باقى البيض وقد رقدت الدجاجة فوقها تمدها بالحرارة و الدفء حتى يخرج منها الكتكوت الصغير .