خرج رجل حكيم فى يوم من الأيام يبحث عن معنى كيد النساء وماهيته، وفى طريقة وجد امرأة واقفة بجانب بئر قديم فى مكان مهجور فاقترب منها بحذر وهى خائفة، وسألها فى هدوء: هل تعرفين ما هو كيد النساء؟
نظرت له المرأة بخبث وأخدت فجأة فى البكاء والنحيب والصراخ بصوت مرتفع حتى يسمعها أهل القرية المجاورة.
اندهش الرجل كثيرا وسألها: لماذا تصرخين وتبكين هكذا؟ فأجابته: حتى يأتى أهل القرية ويقتلونك.
قال لها: ولكنى لم آتى إلى هنا كى آذيك ولكني توسمت فيكى الذكاء وسرعة البديهة، فجئت أسألك عن معنى كيد النساء، ولم تكن لدى أى نية سيئة كونك امرأة جميلة.
فقامت المرأة وأمسكت دلو الماء وسكبته على نفسها من ماء البئر، فتعجب الرجل مرة أخرى من فعلها، وسألها عن سبب فعللها ذلك؛ وبينما هو يتكلم معها ويسألها عن أفعالها آتى أهل القرية يسألونها ماذا يحدث؟ فقالت المرأة: كنت على وشك الغرق فى البئر وهذا الرجل الطيب جاء فأنقذنى.
فرح الناس كثيرا وشكروه وقدموا له الضيافة هذا اليوم لشجاعته. بعدها سألته المرأة هل عرفت ما هو كيد النساء؟ هكذا المرأة إذا أذيتها قتلتك وإذا رضيت عنك أسعدتك!