فى يوم من الأيام قرر الضفادع إقامة مسابقة كبيرة تضم جميع الضفادع من العالم لتحديد من هو الضفدع الأقوى والأشجع والأسرع.
وقد اختاروا برجا عاليا ليكون الأول فى تسلق هذا البرج هو الفائز فى السباق، واتفقت الضفادع مع بنى آدم أن لا يتدخلوا فى السباق ولا يفسدوه أو يحاولون إعاقته.
اجتمعت الضفادع من كل بلدان العالم للتسابق للحصول على الشرف الكبير باختيارها أشجع الضفادع فى العالم، واشترك فى السباق أكثر من 2000 ضفدع من جميع الأنواع والأشكال والأعمار.
بدأ السباق واتجهت جميع الضفادع مسرعة إلى البرج و بدأوا فى التسلق ..
أثناء تسلق الضفادع كان جميع الحضور من البشر والضفادع الغير مشتركة فى السباق يرددون: ”ستقع احذر يا مجنون ستسقط ستموت احذر ..” وغيرها من عبارات التخويف والتحذير. وهكذا توالى سقوط الضفادع واحدا تلو الآخر.
المحظوظ من الضفادع قد سقط من مسافة قريبة فلم يمت ولم يحدث له شئ أو أصيب إصابة خفيفة، ولكن بعض الضفادع قد سقط من مسافة عالية فمات على الفور.
واستمر الجميع يرددون هتافاتهم: ”انتبه مات إلى الآن 10 ضفادع, احذر ستسقط ميتا”. ومع ترديد هذه الهتافات قد توالى سقوط جميع الضفادع كالمطر!
سقطت جميع الضفادع ولم يبقى إلا ضفدعا وحيدا قد واصل التسلق رغم استمرار الهتافات المحبطة والمحذرة. وهكذا استمر هذا الضفدع حتى وصل إلى قمة البرج وفاز فى السباق ونال شرف أشجع وأسرع ضفدع فى العالم.
وأراد الحضور جميعا معرفة سر هذا الضفدع وسر شجاعته وجرأته فسأله أحدهم: ”أخبرنا ما السر فى نجاحك؟ ”ولكن الضفدع لم يجيب ! فاستمروا فى سؤاله : ”كيف نجحت فى التسلق دون أن تسقط ؟ ما سر هذا النجاح وهذه الشجاعة ؟ ” ولكن الضفدع استمر فى الصمت ولم يجيب ! كرروا السؤال مرة واثنين وثلاثة واستمر سكوت الضفدع.
وكان صمته هو الإجابة .. هو خير إجابة !!
فقد كان هذا الضفدع أصم لا يسمع، ولهذا لم يتأثر بعبارات الإحباط والتحذير المخيفة، وواصل إلى القمة، وكان هذا هو سر نجاحه فى السباق.
العبرة من القصة: كن أصما ولا تهتم لعبارات التخويف والإحباط من حولك وواصل عملك واجتهادك.