بعد يوم واحد فقط من توقعات مؤسسة “فوكس إيكونوميكس” البحثية الإسبانية بارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه نهاية العام الجاري، قالت مؤسسة “كابيتال إيكونوميكس” إنَّ ارتفاع الجنيه “على الأرجح لن يستمر”، رغم كونه أفضل العملات أداءً من بداية العام، متوقعة أن يفقد جميع مكاسبه ويعود إلى مستوى 18 جنيها بنهاية 2019.
وأشارت المؤسسة البحثية التي يقع مقرها فى لندن ـ في تقرير نقلته صحيفة “البورصة” ـ إلى أن ارتفاع الجنيه نحو 7% منذ بداية العام مستقرا عند أعلى مستوياته منذ أوائل 2017، يوضح وجود تباين مع أداء عملات الأسواق الناشئة التى عانت مخاوف بشأن تعافى الاقتصاد العالمى، وتجدد المناوشات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ورفعت المؤسسة توقعاتها للجنيه المصرى لينخفض إلى 18 جنيها بنهاية 2019 و19 جنيها بنهاية 2020 بدلاً من 19 و20 جنيها على الترتيب.
وذكرت أن تحسن الجنيه يعكس جزئيا تحسن وضع ميزان المدفوعات منذ التعويم الذى أفقد العملة 50% من قيمتها، وعزز القدرة التنافسية نتيجة انخفاض سعر الصرف الحقيقى الفعال الذى يراعى فروقات التضخم.
وأوضحت أن ارتفاع تنافسية مصر عزز الصادرات وأضعف نمو الواردات بجانب تعافى قطاع السياحة، مؤكدة أن إنتاج غاز “ظُهر” ساهم في دعم تحسن ميزان الطاقة فى مصر، وأدى لخفض عجز الحساب الجارى من ذروته عند 6.5% من الناتج المحلى الإجمالى إلى 2.3% العام الماضى، بينما أسهمت التدفقات من الاستثمارات المباشرة المستمرة فى تمويل ذلك العجز.
وأوضحت أن هناك عدة أسباب تجعل الجنيه غير قادر على الاحتفاظ بمكاسبه؛ أبرزها ارتفاع التضخم عن مستوياته لدى الشركاء التجاريين باستثناء تركيا، مشددة على أنه للحفاظ على تنافسية العملة يجب خفض سعر العملة الاسمى. وقالت إنه مع تعافى الاقتصاد العالمى ستزداد الضغوط على الأسواق الناشئة وعملاتها.
وتوقعت المؤسسة تدخل البنك المركزى لضمان أن يكون التراجع فى قيمة العملة تدريجيا، فى ظل احتفاظه باحتياطيات قوية تعادل واردات أكثر من 7 أشهر.