بقلم محمد على البدوى
تغرب عن الأوطـان في طلب العـلـى ……. وسافر ففي الأسفار خمس فوائـد
تــفــريـج هـــم واكــتسـاب معـيشـةٍ …… وعـلـمٍ وآدابٍ وصــحــبــة مـــاجـــد.. (الشافعي)
على الرغم من تلك الأهمية التي يلقاها قطاع السياحة عالمياً واقليميا، ويدلل على ذلك حجم الأرقام الكبيرة في الاموال المتدفقه وعدد السياح وحجم العمالة في السياحة واعداد الفنادق والمنشئات ، إلا أنها قد لا تحظي بهذا الاهتمام الجاد والحقيقي في بلدنا الكبير مصر و على الرغم من ان مصر لديها من المقومات السياحية الطبيعية التي يمكن لو تم استثمارها بشكل صحيح لاصبحت مصر طرفاً مؤثراً ذو كلمة مسموعة في صناعة السياحة العالمية ، فمصر تمتلك الموقع الاستراتيجي الفريد الذي لا يتكرر كثيرا, و الذي يتوسط الخريطة العالمية بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، ولديها التنوع الجغرافي وما تحتويه من سلاسل الجبال والقمم الشاهقة والسهول والوديان والابار والعيون والواحات ونهر النيل والشواطئ البحرية والصحاري لتشكل تنوعاً مناخياً فريداً لا نبالغ ان قلنا انه لا مثيل له علي وجه الارض، فضلاً عن أنه يشكل مركز الحضارات الإنسانية القديمة منذ أن خلق الله الأرض ثم عاش عليها الإنسان وعمرها ، مما أكسبها تاريخاً راسخاً تدل عليه الآثار الشامخة في كل مكان.
ان التطور الذي شهده القطاع السياحي جعل منها وسيلة اتصال ثقافي واجتماعي هامة بين الشعوب.
فالانسان القديم قام بالترحال وسافر بين الاقاليم واكتشف الوديان والغابات وظل الانسان يمارس غريزة السفر والترحال ولن يتوقف ابدا .ولا ننسي رحلة الملك شارلمان الي بغداد ورحلة الايطالي ماركو بولو الي اسيا مرورا بفلسطين.ولفظ السياحة ورد في القران القريم في سورة التوبه:فسيحوا في الارض اربعة اشهر.لا يكفي أن يكون لدينا برامج سياحية، ولا يكفي أن يكون لدينا مهرجانات تسوق, هناك دول مثا ماليزيا مقوماتها السياحية متوسطةواضعف بكثير مما نمتلكه نحن ولكنها بالدعاية والتسويق والاحترافية اصبحت احد اهم المقاصد السياحية في اسيا بل والعالم.
الاصرار علي التحديث ومواكبة احدث سبل الادارة واستقدام اهل الخبرة و فهم حاجة السائح هي عوامل تساعد علي التقدم في القطاع فنحن اهل الدار ممن يعملون في القطاع مصرون علي ان ينهض القطاع مرة اخري و يواجه ويتحدي من يريدون لنا ولبلادنا السوء و الشر.
ان السئوال التقليدي لماذا ينتقل الانسان من مكان لمكان هو بداية الفهم الصحيح لمنظومة السياحة وسوف نحاول الاجابة علي السئوال في السطور القليلة القادمة:
ان الانسان يسافر لاسباب اقتصادية او سياسية او دينية او اجتماعية او علاجية او ثقافية او ترفيهية وهذه الاسباب ما هي الا عوامل الجذب التي تتميز بها بلد عن اخري .
ومصر ,اتفق القاصي والداني علي جوها البديع فعندما تكون درجات الحرارة في اقصي الشمال الاوروبي 10-20 تحت الصفر تري ابناء هذه الدول يتجولون في الغردقة او شرم بملابس صيفية خفيفة.
اما عن العيون الكبريتية و الرمال الدافئة الموجودة في مصر فحدث ولا حرج والتي من الطبيعي ان يقصدها ملايين السائحين للعلاج والاستشفاء .
و مصر فتحت ذراعيها للعديد من الاخوة العرب الذين وجدوا في مصر وطنا ثانيا لهم واكثر الامثلة وضوحا هم اهل الفن بدءا من المرحوم عبدالسلام النابلسي والمطربة صباح والموسيقار الكبير فريد الاطرش وخلافه.
ومن الناحية الترفيهية فلا يوجد دولة في العالم تمتلك شواطيء مثل شواطئنا العديدة الممتده عبر سواحل سيناء في شرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا او شواطئنا الممتده عبر سواحل البحر الاحمر من العين السخنة مرورا بالغردقة وسفاجا ومكادي والجونة وسهل حشيش ومرسي علم‘.انني اشعر بالدفء واشعر بحرارة مشاعركم “عبارة لن يفهمها الا من تعامل عن قرب مع الاجانب من زوار مصر, انها العبارة الشهيرة التي تسمعها من معظم السائحين ..هذا الدفء الناجم عن تراكم الحضارات وعن انماط مميزة من طبائع الاخلاق التي يتميز بها المصري دون غيره فاصبح جمال الشخصية المصرية من دفء وحرارة المشاعر الي كرم الضيافة الي الاسراع في خدمة الضيوف و الابتسامة الصادرة من القلب بكل فخر احد عناصر الجذب السياحي .