بحثًا عن مصدر دخل مناسب ولتأمين حياة كريمة للعائلة، اضطر معظم الرجال في الأسر العربية إلى الاغتراب هروبًا من الواقع المؤلم في بلادهم وسوء الأحوال الاقتصادية بشكلٍ عام. وهنا تجد الأم نفسها هي المسؤولة عن كل كبيرة وصغيرة تخص حياتها أو حياة أطفالها، فهي الأم التي ترعى وتقدم الحب والحنان داخل المنزل، والأب الذي يلبي متطلباتهم ويعمل على القيام بكل شؤونهم خارج المنزل.
ولأن وجود الأب لا يقتصر على جلب المال فقط، إنما يحتاجه الأبناء ليقدم لهم الرعاية والدعم لسلوكياتهم، لذا فإن دور الأم خلال سفر زوجها يتضاعف وفي الوقت نفسه عليها الحفاظ على العلاقة بين الأب والأبناء والعمل على توفير الظروف للتواصل الدائم بينهما.
دور الأب في تربية الأبناء
حديثنا في هذا المقال عن كيفية التواصل مع الزوج والأب المغترب، فتابعي معنا القراءة، لتتعرفي على أفضل طريقة للتواصل معه.
ترغب الأم التي تربي الأبناء وحدها في تحقيق التوازن في عائلتها، فهي لا تريد أن يشعر هؤلاء الأبناء بغربة الأب وانفصاله عن حياتهم لظروف عمله بالخارج، خوفًا من أن يؤثر ذلك على حياة الأبناء وتوجههم نحو ممارسة سلوكيات خاطئة لعلمهم بعدم وجود رادع لهم، وهو الأب. لذا فهي تحاول مد جسور التواصل الدائم بين الأب والأبناء، حتى لا يشعر الأبناء بالحرية المطلقة ويكونوا على علم بالتضحيات الكثيرة التي يقدمها والدهم من أجل تحسين مستوى معيشتهم من ناحية، وحتى يشعر الأب بمدى قربه من زوجته وأبنائه من ناحية أخرى.
كيف يمكنكِ التواصل مع زوجكِ المغترب باستمرار؟
1. التحدث إليه:
ما أكثر وسائل الاتصال الإلكترونية الآن، خصصي وقتًا محددًا بالاتفاق مع زوجك حسب ظروف عمله لتتحدثا معًا عبر إحدى هذه الوسائل، اجعلي الجزء الأول من المحادثة مع الأبناء ليبقى على تواصل دائم معهم ومعرفة شؤون حياتهم، واخلقي جوًّا عائليًّا بسيطًا لتعويضكم عن غيابه عنكم. وفي الجزء الثاني من المكالمة اسأليه كيف يقضي يومه، وما الذي يفكر فيه، وأشعريه باهتمامك، ولا مانع من التعبير عن مدى افتقادك له أنتِ والأبناء.
2. تبادل الرسائل بينكما:
لا بد أن يحدث على مدار اليوم الكثير من الأحداث السارة أو المربكة أو غيرها، فليكن زوجك أول من يسمع منكِ هذه الأخبار السارة التي تحدث لكِ أو العائلة، حتى يشعر بأنه معكم وعوديه أن يفعل ذلك بالمثل معكِ. واحرصي على عدم إبلاغه بالأخبار غير السارة طالما لا يستحق الأمر، حتى لا يشعر بالأسى ويحزن لابتعاده عنكم.
3. مشاركته خلال أداء الأعمال المنزلية:
كي يشعر زوجكِ بوجودك معه دائمًا، احرصي على الاتصال به عبر تقنية مكالمات الفيديو خلال فترة أدائه للأعمال المنزلية من إعداد الطعام أو ترتيب المنزل، ولا تبخلي عليه بنصائحكِ عن الطبخ وأفضل الطرق والتوابل المستخدمة في إعداد الطعام. ويمكنكِ تحضير طعامك أنتِ والأبناء في الوقت نفسه، حتى تتمكنا من تناول الطعام أيضًا في الوقت نفسه وكأنكما جالسان على المائدة نفسها.
4. تبادل المفاجآت:
هناك بعض التفاصيل البسيطة يمكنكِ تنفيذها والتي ستشعر زوجك بمدى قربه منكِ ومن الأبناء، أرسلي إليه جوابًا كتابيًّا عبر البريد ستلقي هذه المفاجأة أثرًا كبيرًا على نفسه، ويمكنكِ إرسال هدية مع أحد الأقارب أو الأصدقاء المسافرين إلى الدولة نفسها التي يعمل فيها، هكذا سيشعر زوجك بمدى تقديرك وحبك له.
5. التواصل الروحي:
يجب عليكِ إدراك أن زوجك يتحمل الكثير من الضغوط اليومية في عمله، وقد لا يتمكن في أحد الأيام من التواصل معكِ أو مع الأبناء طوال اليوم، فلا تتذمري وتحلي بالمرونة في تقبل ظروفه وتفهمكِ للأمر. ويكفيكِ الشعور الدائم بالتواصل معه روحيًّا وبشعورك به حتى دون أن تتكلما، واحرصي كذلك على تعليم الأبناء كيفية مراعاة ظروف الأب، واختيار الوقت المناسب للتحدث معه في جميع ما يرغبون.
6. تسجيل لحظاتكم المهمة:
أرسلي إلى زوجك بين كل حين وآخر فيديو يحمل مشاهد وتفاصيل أجمل الأوقات في حياتكما، حتى تخففي عنه بعض آلام غربته ويشعر بوجودكِ أنتِ والأبناء بجواره. لا تفوتي توثيق أي حدث مهم مثل تكريم ابنكما لتفوقه في مسابقة السباحة، أو أول خطوة تخطيها طفلتكما الصغيرة وأرسليها لوالدها في لحظتها على الفور،ن دوني أجمل لحظات طفلكما معًا.
غربة الزوج ليست بالأمر الهين أبدًا، ولكن تذكري أن القرب دائمًا لا يُقاس بالمسافات، ويكفي وجود المشاعر الصادقة والنبيلة بينكِ وبين زوجكِ، حتى تنعما بحياة زوجية هانئة ومستقرة لا يشوبها سوى الابتعاد الجسدي بينكما فقط ولكن أرواحكما معًا دائمًا.