انتشرت فى مجتمعاتنا العربية فى الآونة الأخيرة مفاهيم خاطئة عن الريجيم وعن السمنة، ومن أكثر هذه المفاهيم انتشارا أن الريجيم يعنى الحرمان والابتعاد عن معظم أصناف الأطعمة.
والحقيقة هى العكس تمامًا، لأن الجسم البشرى أذكى من أن يسحب من الدهون المخزنة لديه عند انقطاع السعرات الحرارية، بل ويكون الرد الوحيد للجسم هو تقليل معدلات استهلاكه للطاقة.
ولذلك نجد كثيرا من ممارسى هذا النوع من الريجيم، على الرغم من الحرمان والجوع والمعاناة لا يفقدون الدهون، وتكون النتيجة هى الإحباط نفسيا ويبدؤون فى التهام الأكل أسوأ مما قبل الريجيم.
والصح هو أن الجسم البشرى يحتاج إلى الغذاء لكى يقوم بعملية التمثيل الغذائى، بمعنى آخر أنه لكى يقوم الجسم بعملية التمثيل الغذائى يحتاج إلى أن نزوده بكل العناصر الغذائية التى يحتاج إليها.
لكن السؤال المهم هو: هل يستطيع الجسم القيام بعملية التمثيل الغذائى فى أى وقت؟ الإجابة هى لا يستطيع الجسم القيام بعملية التمثيل الغذائى إلا فى ساعات النهار وهذا بسبب الساعة البيولوجية.
وهذا معناه أنه كلما زاد عدد الوجبات النهارية زادت معدلات التمثيل الغذائى، وبالتالى زادت قدرة الجسم على حرق الدهون. فننصح بتناول من 3-5 وجبات نهارية.
أما عن القيمة السعرية لبعض أصناف الأكل وما يقال من أن الدهون تحتوى على سعرات عالية. نرد ونقول إن الدهون مهمة مثل فيتامينات (أ)، (هـ)، (د)، ولا يمكن للجسم أن يقوم بعملياته الفسيولوجية بصورة طبيعية من دون هذه الفيتامينات المهمة.
ولذلك ظهر مصطلح جديد اسمه السعرات السالبة، وهو ببساطة معناه أن المحتوى الحرارى لبعض أصناف الطعام يكون أقل بكثير من كمية الطاقة اللازمة لعملية هدمه، فيقوم الجهاز الهضمى باستهلاك كمية كبيرة من السعرات الحرارية تفوق كمية السعرات الحرارية الموجودة فى هذه الأصناف، وبذلك نحل مشكلة الحرمان حيث نستطيع أن نتناول وجبة ذات سعرات حرارية عالية مع كمية كبيرة من السعرات السالبة، فلا نحصل من الوجبة على سعرات حرارية، لكن نكون قد تخطينا مع المريض حاجز الحرمان.
ومن أمثلة السعرات السالبة الألياف الموجودة فى خضراوات السلطة مثل الخيار والطماطم والجزر.
د. حسام سماحة