كان سامح طفل ذكى يبلغ من العمر 10 سنوات، وكان يحب قراءة القصص المخيفة ويحب أيضا أن يقوم بالحيل لزملائه وأصدقائه وإخافة كل أفراد منزله.
يذهب إلى المكتبة ويقوم بقراءة قصة مخيفة جديدة، ويبدأ بالتخطيط لإخافة شخص آخر أو القيام بحيلة جديدة.
وكان والداه يعرفان أنه يستعد للقيام بحيلة جديدة عن طريق لمعان عينيه الواضح، وشعره المموج الذى يزداد فى التموج عندما يقرأ قصة مخيفة.
وكان سامح على الرغم من شقاوته وحيله التى لا تنتهى محبوب بين أصدقائه وأفراد عائلته، وذلك بسبب حبه لمساعدة الغير دوما وروحه المرحة وحسه الفكاهى.
وفى يوم من الأيام فكر أصدقائه أن يردو عليه الحيلة ويقومون بإخافته، فطلب منه صديقه أن يزوره بعد المدرسة، فاستأذن سامح والده ووافق، ولكن بشرط أن يذهب ويعود قبل غروب الشمس، وأن يعود عبر الحديقة الخلفية.
ففرح سامح وذهب إلى صديقه وقضوا وقتا ممتعا فى مشاهدة الصور والقصص المخيفة وبعض أفلام الكارتون.
مضى الوقت ولم يشعر سامح.. فجأة وجد أن المساء قد حل وجاء الظلام، فركض مذعورا لأنه يجب أن يعود إلى المنزل على الفور.
سار سامح عبر الحديقة المظلمة فى الليل، وكان وحيدا وخائفا ويسأل نفسه لماذا لا يوضع أنوار ومصابيح فى هذه الحديقة؟ ولكنه تذكر أنه تم وضع مصابيح فيها من قبل، ولكن هو وأصدقاءه قاموا بكسرها جميعا، فكانوا يصنعون مسابقات؛ فمن يقوم برمى الحجارة على هذه المصابيح ويكسرها قبل غيره يكون هو البطل الفائز.
الآن اعترف سامح أن هذه لم تكن فكرة جيدة على الإطلاق، وندم على ذلك.
وفجأة أثناء سيره خائفا سمع صوت مخيف من خلفه يقول: ترى هل تعرف ما يمكننى أن أفعل بأسنانى الحادة وأصابعى الطويلة الرفيعة؟
أطلق سامح لقدميه العنان وأخذ يجرى مسرعا مذعورا، ولكن الصوت تبعه حتى تعب وتوقف، وسأله مرتجفا فى رعب: من هذا؟
ولكن الصوت المخيف أجاب مرة أخرى: ترى هل تعرف ما يمكننى أن أفعل بأسنانى الحادة وأصابعي الطويلة الرفيعة؟ فانطلق سامح راكضا مرة أخرى حتى وجد نفسه أمام منزلة، وكان الباب موصدا ولم يستطع الدخول والصوت أيضا خلفه، ولم يبقى لسامح أى قدرة على الهروب فاستدار وسأل مرة أخرى: من هذا ؟
ومرة أخرى كان الرد : ترى هل تعرف ما يمكننى أن أفعل بأسنانى الحادة وأصابعى الطويلة الرفيعة؟ ولكن هذه المرة استجمع سامح قواة وسأل: من أنت وماذا يمكنك أن تفعل بأسنانك الحادة وأصابعك الطويلة الرفيعة؟ فكان رد الوحش: ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ضحكات شريرة عميقة.
جلس سامح على باب المنزل خائفا مذهولا فى الظلام، وبعد قليل حاول رفع عينيه لرؤية الوحش الذى يقف أمامه فرأى الوحش يرتدى بنطال أسود أنيق، وعندما ركز أكثر فيه اكتشف أن الوحش الذى يقف أمامه ما هو إلا والده!
قال والد سامح: ألم أطلب منك أن تأتى مبكرا؟ قال سامح فى خجل: نعم يا أبى لقد فعلت.
قال والد سامح: ولم تسمع كلامى، ولذلك أردت أن أعلمك درسا وأن أخيفك كما تخيف الآخرين وتشعر نفس شعورهم.
اعتذر سامح لوالده ووعده أنه لن يخيف أحد مرة أخرى.
دخل سامح مع والده المنزل يضحكون ويقلدون أصوات الوحوش المخيفة، ولكن سامح قد تعلم درسا لن ينساه!