من الطبيعى أن تحمل الأمهات أطفالهن، لكن حملهم على الكتف الأيسر بالتحديد كان لغزا يحير العلماء منذ سنوات طويلة، إلى أن كشفت دراسة حديثة ما يخفيه هذا الفعل البسيط.
وأظهرت الدراسة الجديدة أن حمل الأمهات لأطفالهن على الكتف الأيسر يساعدهن على إبقاء الرضع فى وضع آمن، عن طريق السماح للجانب الأيمن من المخ بمعالجة المعلومات عن حالتهم والتفاعل مع سلوكياتهم بسرعة.
وتعرف هذه الظاهرة بالسيطرة الدماغية، وأظهرت أبحاث سابقة تفضيل ما بين 70% و85% من الأمهات حمل أطفالهن على الكتف الأيسر. بحسب روسيا اليوم.
وبحث علماء من جامعة سان بطرسبرج الحكومية فى روسيا، مدى تفضيل الأمهات لوضع أطفالهن على الكتف الأيسر، ليس فقط لدى الإنسان بل شملت الدراسة الحيوانات أيضا لفهم جدوى هذا التفضيل فى التفاعل بين الأم والطفل.
وجاء فى التقرير الذى نُشر فى “Nature Ecology and Evolution” أن حمل الطفل على الكتف الأيسر هو سمة مميزة لسلوك الأمهات لدى البشر والقرَدة العليا، إلا أن أصله التطورى ما يزال مجهولا.
وقال الباحثون إن وضع الطفل على الكتف الأيسر هو أفضل وسيلة لجعل الأم تلاحظ بسرعة ردود فعل طفلها وسلوكياته مثل البكاء والضحك وحتى التثاؤب، وهو الأمر الذى يساعد على الاستجابة سريعا للمواقف الطارئة حيث يتم إرسالها إلى الجانب الأيمن من مخ الأم وتتم معالجته بواسطة العاطفة. وشدد الباحثون على أن هذه الطريقة تسهل الترابط الحسى بين الأم وطفلها.
ودرس الباحثون عشرة أنواع من الحيوانات فوجدوا أن بعضها يفضل الحفاظ على صغاره على الجانب الأيسر مثل الدلافين وحيوان الكنغر، وهو ما يدعم النتائج التى توصل إليها الباحثون، حيث إن الجانب الأيسر يجعل من السهل على المخ معالجة المعلومات.
ويُستخدم الجانب الأيسر من الدماغ عموما فى المهام المتعلقة باللغة والتفكير التحليل، ويوصف بتفوقه فى تنفيذ العمليات الحسابية والتحليل المنطقى، أما الجانب الأيمن من المخ فهو المسؤول عن التعرف على الوجوه والتعبير عن الشعور وهو أيضا المسؤول عن الوعى بالمكان والحدس وسرعة البديهة والاستماع إلى الموسيقى، ويساعدنا على إدراك ما نراه وفهم المشاعر، ولذلك فإن اعتماد حمل الطفل على الجانب الأيسر يساعد فى التعرف بسهولة على ما يحتاجه الطفل وتفسيرِه والتعامل معه بسرعة.