«من أكتر من 30 سنة، العرافة بصت في عين مبارك وقالتله: (خد بالك.. نهايتك هتكون في السويس)، وفي 25 يناير، انطلقت شرارة الثورة من السويس، اللي اتضاف لألقابها الكتيرة لقب جديد.. شعلة الثورة المصرية».. كلمات خرجت بتلقائية من أحمد نور، مُخرج الفيلم التسجيلي «موج»، في الثواني الأولى من «00:2:10» تمثل عُمر الإعلان التشويقي للفيلم.
البداية الكفيلة بأن تجذبك للاستمتاع بمزيج الموج والغربان، والمزيج الخاص من الصور بين مشاهد الرسوم المتحركة، وصور توثيق الثورة، ولقطات مصورة بشاعرية الأبيض والأسود، وضجيج الألوان، تتركك خلفها في ارتباك محبب إلى النفس، بين تساؤل عن مدى صحة تصنيف الفيلم كتسجيلي، وبين فضول كبير لاستكمال «الحدوتة»..
وإلى نص الحوار مع المخرج:
في البداية.. كثيرون يرغبون في معرفة شخصية أحمد نور؟ اسمي أحمد نور، مخرج، تخرجت في كلية الآداب قسم الإعلام، وبعدها درست دراسات سينمائية حُرة، وعملت كمساعد مخرج لسنوات خصوصًا مع المخرج خالد الحجر.. لي عدة أعمال تسجيلية للتليفزيون، وبعض الأفلام متوسطة الطول، لكن «موج» هو أول فيلم طويل.
الفيلم تدور أحداثه كلها داخل مدينة السويس، مدينتي، وسعيد جدًّا بفوزه بجائزة أحسن فيلم تسجيلي طويل من مهرجان الإسماعلية وبحصولي على جائزة على شكل «سمسمية» ذهبية.
الجملة الافتتاحية للفيلم الخاصة بمبارك.. هل فعلا متداولة في مدينة السويس؟
بالفعل هي جملة متعارف عليها، لا أعلم تحديدًا إن كانت حقيقية أم لا، لكن كونها حقيقية أم لا فهو أمر غير مهم، ففي الحالتين الجملة لها نفس الدلالة، لأن معنى ابتداع قصة كتلك تعني أن الناس لجئوا لتلك الطريقة للتعبير عن تجاهل رئيس الدولة لمدينتهم.
استخدام الرسوم المتحركة في فيلم تسجيلي فكرة جديدة لكن ألم يكن ذلك مكلفًا؟ بالطبع الرسوم المتحركة مُكلفة جدًّا ومُجهدة، لكن توظيف استخدامها بشكل محدد في الفيلم، ولم يكن لمجرد الإبهار أو استعراض الإمكانيات، كما أن فريق العمل المتألف من عدة فنانين من المغرب وسوريا، قاموا بعمل دقيق ورائع في جدول زمني دقيق جدًّا.
وأحب أن أتوجه إلى جميع من شاركوا في هذا الفيلم جميعًا بالشكر، خصوصًا للفريق السوري الذي كان يعمل في ظل ظروف قاسية في الشام ومع ذلك أنجز العمل بدقة متناهية.
البعض يتحدث عن تدخل السياسة في اختيار الأفلام المشاركة بالمهرجانات وعلى رأسها المهرجانات العالمية.. ما تعليقك على ذلك؟
لا أحد يستطيع إنكار أن اختيار الأفلام له عدة عوامل غير المستوى الفني، وتلك ليست بدعة.
ما السبب وراء اختيارك لمشهد محاكمة مبارك كنهاية لأحداث الفيلم؟
محاكمة مبارك مشهد تاريخي أو «ماستر سين»، يستحق التوقف عنده فهو يمثل انتهاء عصر مصري ينطوي على آلاف السنين وليس فقط عصر مبارك وحده، ويعد نقطة تحول هامة في حياتنا، فلحظة دخول مبارك القفص غيرت تغيير «جيني» عند المصريين، وهو أن لا أحد فوق القانون، وبعده أصبح من الصعب تصديق أن هناك مستحيلات.
حدثنا عن الصعوبات التي تواجه صانعي الأفلام الشباب بمصر؟
التصوير في مصر صعب جدًّا، ومن الصعب السماح لهم بالتصوير دون قلق، أيضًا شراء المواد الأرشيفية من الصعوبات الضخمة التي تواجه صناع الأفلام الشباب، فأنا على سبيل المثال اشتريت المواد من «ماسبيرو» بأغلى سعر للدقيقة في العالم، في الوقت الذي لا أجد فيه أي تمويل من الدولة، والإنتاج ذاتي بحت.
وفكرة أنه لا يوجد فرص لعرض الأفلام التسجيلية في دور العرض يجب أن تنتهي، على الأقل تتاح لنا الفرصة للفشل، نجرب مجرد تجربة عرض فيلم من الأفلام التسجيلية في إحدى دور العرض وننتظر رد فعل الجمهور، حتى لو لم يلق النجاح المطلوب، يكفي التجربة.
ماذا عن مشاريعك القريبة؟ وأحلامك كمخرج؟
الأفكار كثيرة جدًّا، أتمنى مثلًا إنتاج أفلام أكثر عن السويس، تحديدًا فترة ما بين 1967 و1970، من منظور إنساني ولقطات مختلفة بعيدًا عن الحرب، ومهتم بعمل فيلم عن النوبة، فالنوبة مجتمع ثري جدًّا، يمكن تناول عدة جوانب منه بعيدًا عن فكرة التهجير.. أما أكثر ما أتمناه حاليًّا، هو تصوير قصة بليغ حمدي ووردة
أسماء مصطفى.