كتبت :هشام السروجى
بعد ان اصبجت مدينة نصر محط انظار وسائل الإعلام المحلية ، منذ إعتصام رابعة العدوية وما أحاطه من جدل واسع فى العالم ، حتى تضاعدت وتيره الاحداث بالمنطقة ، وجاءت وقائع القاء اجهزة الامن القبض على قيادات الصف الاول بالتنظيم ، امثال خيرت الشاطر ومحمد بديع فى مدينة نصر والمناطق المحيطة بها ، حيث منازل واوكار الجماعة المنتشره بكثافة فى شوارع مدينة نصر ، اضافة الى تكرار القاء القبض على جماعات ارهابية تتخذها من المنطقة الراقية مأوى لها ، والتى بدأت بخلية مدينة نصر ، ووصلت لحادثة انفجار قنبلة ، اثناء قيام احد الارهابيين بتصنيعها فى منزله ، الكائن خلف نقطة شرطة الحى العاشر ، كما حولها طلاب الارهابية بجامعة الازهر لساحة قتال .
ولانه لا يوجد مكان للصدفة فى حياة التنظيمات السرية التى تعانى من فوبيا الملاحقات ووسواس المراقبة وهواجس الاضطهاد , فكل خطواتها محسوبه وبدقة طالما يعيشون فى الظلام ويتحركون فى الخفاء ولكن اذا ظهروا الى النور تخبطوا وفشلوا , لذلك تجد اعضاء تنظيم الاخوان المسلمين لا يعيشون الا فى تجمعات , وهو ما ظهر بوضوح مؤخراً فى مسيراتهم وتظاهراتهم المسلحة التى تنطلق من المناطق ذات الكثافة السكانية الاخوانية وعلى راسها منطقة مدينة نصر التى اتخذونها مأوى لهم.
و لا ينتهى القياس على التظاهرات فقط فهناك مسجد رابعة العدوية الذى كان شاهداً على تشييع جثمان المرشد الراحل مأمون الهضيبى والتى شهد حضور كثيف اضافة الى الخطبة الاسبوعية للمرشد العام للتنظيم محمد بديع والتى لم يكن اعتباطاً اختيار منبره بمدينة نصر بل كان مدروساً دراسة وافيه حيث الدروع البشرية لاتباعه التى تحميه , وبعد ان تولى احد اعضاء التنظيم منصب رئيس الجمهورية كان العفو الرئاسى فى انتظار اعضاء الجماعات الارهابية التى اسرعت لتكوين شبكات عنقودية لممارسة العنف المسلح ضد الوطن والمواطنين حتى جاء نبأ القبض على ما سمى بخلية مدينة نصر الارهابية التى القت الاجهزة الامنية القبض على اعضاءها وكان من ضمنهم عادل عوض شحتو العقل المدبر للخلية والتى كانت تتخذ من مدينة نصر وكراً لها .
لم يكن القرار بتحويل مدينة نصر الى وكر للجماعة عفوياً , لكنه كان قرار مدروس وبعناية وله اسبابه حتى استطاعوا على مدار عشرات السنوات تحويلها الى مستعمره تجمع الاسر والشعب المكونه للصف الاول والثانى والثالث بالجماعة , فمنذ السبعينيات اصابت تنظيم الاخوان المسلمين حمى الهجرة الى دول الخليج هرباً من الملاحقات الامنية وللحفاظ على كيان الجماعة من الاندثار اضافة الى استمرار الاتصال بالتنظيم الدولى ونقل التعليمات الى قيادات الداخل والسعى الى توفير التمويل اللازم لبقاء الجماعة على قيد الحياة حيث ان المال هو السبيل الوحيد الذى تتبعه من اجل السيطرة على فقراء الوطن , ومع ارتفاع مستوى معيشتهم اصبحت مدينة نصر قبلة الاموال التى يرسلونها الى اهاليهموعشيرتهم لشراء شقق سكنية وسط الطبقة المتوسطة والراقية .
وهناك معلومات تؤكد ان مدينة نصر اصبحت ملعب لاستثمار قوى وناجح فى المقاولات والعقارات التى يستطيعون من خلالها القيام بعمليات غسيل الاموال التى تتلقاها الجماعة من الدول الاجنبية والاجهزة الاستخباراتيه والتنظيم الدولى كدعماً لمشروعها الخلافى والذى هو فى الحقيقة مشروع لهدم الوطن العربى كله , اضافة الى اموال الزكاة التى تحصلها من المصريين على سبيل اعالة الاسر الفقيرة والايتام والارامل , كما وفرت المنطقة ملاذ امناً لاعضاء التنظيم حيث ان غالبية سكانها من صفوة المجتمع سواء كانوا رجال اعمال او شخصيات عامة ومن رجال الشرطة والجيش وهو المكان الامثل للاختفاء من عيونهم بأن يكونوا جيرانهم وجاءت حادثة محاولة اغتيال اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية وهو المنهج المتبع داخل التنظيم والذى يقوم على التصفيه الجسدية للمعارضين لسياستهم ومخططاتهم الهدامة , لتكشف عن خطورة الوضع فى المنطقة والتى اصبحت مرتع للارهاب الذى عشش بها على مدار ثلاثة عقود , فالعمليات النوعية التى يمارسها الارهاب تتوجب ان تكون المنطقة مؤمنه ومدروس مداخلها ومخارجها لتأمين عمليات الهروب بعد تنفيذ العمليات , فيما يتشابه مع الوضع فى سيناء وغيرها من المناطق التى تشهد اجواء متوتره , ومن عجائب القدر ان يكون الشارع الذى شهد محاولة واقعة محاولة تصفية وزير الداخلية يحمل اسم مصطفى النحاس الذى تعرض لثلاثة محاولات اغتيال على يد ابناء نفس الجماعة الارهابية.