البحث عن السعادة الزوجية شاغل لكثير من الناس، وقد يكون البعض محظوظا في هذا الشأن، والبعض الآخر أقل حظا، لكن الغريب أن حتى أولئك المحظوظين من السعداء في حياتهم الزوجية قد يواجهون مخاطر صحية نتيجة تلك السعادة.
هذه الحقيقة “الصادمة” كشفت عنها دراسات علمية حديثة، تتبعت ملاحظة شائعة لدى المتزوجين حديثا، تتعلق باكتسابهم الوزن الزائد في السنة الأولى أو الثانية أو حتى العاشرة من العلاقة طويلة الأمد.
يقول عدد من هؤلاء الأشخاص أن السبب يكمن في الروتين، أو تناول وجبات خفيفة أكثر، في حين يشير آخرون إلى ارتباط الأمر بعدم ممارسة التمارين الرياضية.
وقد أراد الباحثون معرفة ما إذا كان اكتساب الوزن في العلاقة الزوجية أمرا حقيقيا، فعملوا على مدى السنوات القليلة الماضية على تحليل الأمر بصورة علمية دقيقة.
وأشارت دراستان في هذا المجال إلى أن الأمور المحببة لنا في الحياة تؤدي إلى زيادة الوزن.
وأوضحت الأبحاث أن الأشخاص الذين يشعرون بالرضا في علاقاتهم الزوجية، يتمتعون بصحة أفضل، ولكن في يوليو 2013، بدأ الباحثون في جامعة Southern Methodist في دالاس، دراسة حالة 169 من الأزواج الجدد مدة أربع سنوات، ووجدوا شيئا مختلفا تماما، حيث اتضح أن الأشخاص الأقل سعادة في علاقتهم، هم أكثر عرضة لإنقاص الوزن.
ويؤكد الباحثون أن الأزواج الذين يشعرون بالرضا في العلاقة الزوجية، هم في الواقع أقل عرضة لمتابعة وزنهم، لأنهم لا يتطلعون إلى ترك شريكهم، فهم سعداء ومرتاحون بكيفية سير الأمور.
ويقول الباحث الرئيسي، أندريا ميلتزر: “يرتبط الرضا بشكل إيجابي مع زيادة الوزن، ويميل الزوجان اللذان يشعران بالرضا، إلى اكتساب وزن أكبر”.
وفي دراسة أخرى نُشرت، هذا العام، في مجلة PLOS One، استمرت 10 سنوات، وشملت 15 ألف أسترالي، أراد الباحثون معرفة ما إذا كان الناس في العلاقات أكثر عرضة لزيادة الوزن، مقارنة بالأفراد الذين كانوا “عازبين”.
ووجدت الباحثة الرئيسية، ستيفاني شوبه، أن “العازبين” لديهم معدل زيادة في الوزن يبلغ 1.8 كجم في السنة، في حين يكسب الأزواج زيادة في الوزن تبلع 5.8 كجم في المتوسط.
ويقول الباحثون إنه عندما لا يحتاج الأزواج إلى ضرورة لجذب الشريك، قد يشعرون براحة أكبر في تناول المزيد من الطعام، أو تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالدهون والسكر.
وبالطبع، هناك العديد من العوامل التي تدخل في الاعتبار عند تحديد سبب زيادة الوزن، وهذا يمكن أن يشمل: الضغط العصبي، وعادات الأكل والشرب، وكمية النشاط البدني اليومي وعادات الجلوس.