جميع الأديان تنبذها، رسلا وكتبا، أنها إراقة الدماء، دماء الإنسان أصبحت رخيصة لاثمن لها، والخلاف بين بنى الإنسان أصبح علاجه باستخدام السلاح لا بالحوار والمداولات، فالنتعرف على حجم المأساة التى نعانى منها.
1- مجزرة للمتطرفين ضد الأقلية فى رواندا :
اندفعت جموع من قادة الهوتو المتطرفين فى أبريل 1994 الذين يمثلون الأغلبية فى رواندا، فى حملة لإبادة الأقلية من توتسى، ولم يمض 100 يوم حتى قُتل ما يزيد عن 800 ألف شخص اختلطت دماؤهم بقذارة اغتصاب الآلاف من النساء.
وتوقفت حملة الإبادة الجماعية فى يوليو 1994، عندما نجحت قوة من المتمردين ذات قيادة توتسية من الجبهة الوطنية الرواندية، فى طرد المتطرفين وحكومتهم المؤقتة المؤيدة للإبادة الجماعية إلى خارج البلاد.
ولكن للأسف توقفت الإبادة ولم تتوقف آثارها البغيضة على بقايا الأقلية المصدومة التى لازالت تعانى نفسيا مما واجهته من وقائع العنف والبشاعة، وتحولت البنية التحتية فى رواندا إلى أنقاض.
وأودع أكثر من 100 ألف من مرتكبى أحداث العنف والقتل والاغتصاب فى السجون.
2- مجزرة الصرب ضد مسلمى البوسنة:
قتل أكثر من 8 آلاف رجل وطفل بوسنى مسلم، بمدينة سريبرينيتسا فى البوسنة والهرسك، فى يوليو 1995 م من قبل وحدات قوات الدفاع الصربى، بقيادة الجنرال “راتكو ملاديتش” خلال حرب البوسنة.
وفى أبريل 1993 أعلنت الأمم المتحدة أن “جيب سريبرينيتسا” المحاصر فى وادى درينا فى شمال شرق البوسنة “منطقة آمنة” تحت حماية الأمم المتحدة، ولكنها فشلت فى منع الاستيلاء على المدينة من قبل الصرب، حتى يوليو 1995 ومثلت قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام وجودها على أرض الواقع، لمنع جيش الصرب من إتمام المجزرة المزمع تنفيذها ضد الرجال فى سن الخدمة العسكرية، وطرد باقى السكان من المنطقة.
وفى عام 2004 صدر قرار بالإجماع بشأن قضية “الإدعاء العام ضد كريستيتش” ، وغرفة الاستئناف فى المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، التى تقع فى لاهاى، بأن المذبحة التى تعرض لها مجموعة من الأطفال والمسنين والرجال فى “جيب سريبرينيتسا” تشكل أركان جريمة الإبادة الجماعية والنقل القسرى لمواطنين يتراوح عددهم ما بين 25 ألف وحتى 30 ألف إمرأة بوسنية، كما وجدت أدلة تؤكد نية الإبادة الجماعية لدى هيئة الأركان الرئيسية لقوات جيش الصرب.
وظهر ذلك جليا فى تصريح القاضى “تيودور ميرون” رئيس المحكمة الذى قال فيه: (من خلال السعى للقضاء على جزء من المسلمين البوسنيين، ارتكبت قوات صرب البوسنة جريمة الإبادة الجماعية، مستهدفين اجتثاث 40 ألف من مسلمى البوسنة بـ”سريبرينيتسا”، وانتزعوا الممتلكات الشخصية وأماكن إقامة كل مسلم ذكر عذبوه وسجنوه، بالإضافة للعسكريين والمدنيين وكبار السن والشباب، عمدا وبشكل ممنهج، لقد تم قتلهم فقط على أساس ديانتهم.
3-مجزرة ” تسافو”نفذها أسدان:
فى عام 1898م ، هاجم أسدان مجموعة من عمال سكة حديد أوغندا التى تربطها بكينيا، من الهنود والأفارقة أثناء مبيتهم، قيل أن عددهم كان 28 عاملا، بينما أكد آخرون أن عددهم وصل إلى 150 قتيلا، وكانت مجزرة بشعة سميت بمجزرة “تسافو” لم يتضح سببها الحقيقى الذى دفع الأسدان لمهاجمة العمال بهذا الشكل.
وتمكن أحد البريطانيين من قتل الأسدين وحول جلودهما إلى سجادة باعها للمتحف الأمريكى بهدف التوثيق لهذه المجزرة .
قصد بالمذبحة أو المجزرة «عملية قتل جماعي لمدنيين أو عسكريين عزل في الحروب، أو في مواقف خيانة».. وتعرف مفوضيات حقوق الإنسان المذبحة بأنها قتل وتصفية 5 أشخاص أو أكثر في مكان محدد وعملية محددة لأفراد غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم.
ولم تكن مصر كغيرها من البلدان بمنأى عن المجازر والمذابح الدموية حيث شهدت على مر العصور العديد من المذابح، وسواء كانت هذه المجازر قد ارتكبت من قبل دول معادية بحق مصر أو وقعت نتيجة لصراع أو اقتتال سياسي داخلي إلا أنها ستظل تشكل مواقف من الألم والمعاناة لن ينساها المصريون.
4-مذابح سيفو :
مذابح سيفو وتعرف كذلك بالمذابح الآشورية أو مذابح السريان، تطلق على سلسلة من العمليات الحربية التي شنتها قوات نظامية تابعة للدولة العثمانية بمساعدة مجموعات مسلحة شبه نظامية استهدفت مدنيين آشوريين/سريان/كلدان أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى، أدت هذه العمليات إلى مقتل مئات الآلاف منهم كما نزح آخرون من مناطق سكناهم الأصلية بجنوب شرق تركيا الحالية وشمال غرب إيران.
لا توجد إحصائيات دقيقة للعدد الكلي للضحايا، غير أن الدارسين يقدرون أعداد الضحايا السريان/الآشوريين بين 250,000 إلى 500,000 شخص، كما يضاف إلى هذا العدد حوالي مليوني أرمني ويوناني بنطي قتلوا في مذابح مشابهة معروفة بمذابح الأرمن ومذابح اليونانيين البونتيك، لكن على عكسهما، لم يكن هناك اهتمام دولي بمجازر سيفو، ويعود السبب إلى عدم وجود كيان سياسي يمثل الآشوريين في المحافل الدولية. كما لا تعترف تركيا رسمياً بحدوث عمليات إبادة مخطط لها.
بدأت هذه المجازر في سهل أورميا بإيران عندما قامت عشائر كردية بتحريض من العثمانيين بالهجوم على قرى آشورية فيه، كما اشتدت وطأة المجازر بسيطرة العثمانيين عليه في كانون الثاني 1915،غير أن عمليات الإبادة لم تبدأ حتى صيف 1915 عندما دفعت جميع آشوريي جبال حكاري إلى النزوح إلى أورميا كما تمت إبادة وطرد جميع الآشوريين/السريان/الكلدان من ولايات وان وديار بكر ومعمورة العزيز.
أدت سلسة المجازر هذه بالإضافة إلى المجازر الأرمنية وعمليات التبادل السكاني مع اليونان إلى تقلص نسبة المسيحيين في تركيا من حوالي 33% قبيل الحرب إلى 0.1 حاليا ونزوح مئات الآلاف من الآشوريين/السريان إلى دول الجوا.
5- مذابح الأرمن:
مذابح الأرمن، وتعرف أيضا باسم المحرقة الارمنية والمذبحة الارمنية أو الجريمة الكبرى، تشير إلى القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن من قبل الامبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى،وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل، والترحيل القسري وهي عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية مصممة لتؤدي إلى وفاة المبعدين..
ويقدّر الباحثين ان اعداد الضحايا الأرمن تتراوح ما بين 1 مليون و 1.5 مليون نسمة مجموعات عرقية مسيحية أخرى تم مهاجمتها وقتلها من قبل الإمبراطورية العثمانية خلال هذه الفترة كالسريان والكلدان والآشوريين واليونانيين وغيرهم، يرى عدد من الباحثين ان هذه الاحداث، تعتبر جزء من نفس سياسية الإبادة التي انتهجتها الإمبراطورية العثمانية ضد الطوائف المسيحية.
ومن المعترف به على نطاق واسع ان مذابح الارمن تعتبر من جرائم الإبادة الجماعية الأولى في التاريخ الحديث، والباحثون يشيرون بذلك إلى الطريقة المنهجية المنظمة التي نفذت من عمليات قتل هدفها القضاء على الأرمن، وتعتبر مذبحة الأرمن ثاني أكبر قضية عن المذابح بعد الهولوكست، وكلمة الإبادة الجماعية قد صيغت من أجل وصف هذه الاحداث.
توجد اليوم العديد من المنشآت التذكارية التي تضم بعض رفات ضحايا المذابح، ويعتبر يوم 24 نيسان من كل عام ذكرى مذابح الارمن، وهو نفس اليوم التي يتم فيه تذكار المذابح الآشورية وفيه تم اعتقال أكثر من 250 من أعيان الأرمن في إسطنبول، وبعد ذلك طرد الجيش العثماني الأرمن من ديارهم، وأجبرهم على المسير لمئات الأميال إلى الصحراء من ما هو الآن سوريا، وتم حرمانهم من الغذاء والماء، المجازر كانت عشوائية وتم مقتل العديد بغض النظر عن العمر أو الجنس، وتم اغتصاب والاعتداء الجنسي على العديد من النساء اليوم أغلبية مجتمعات الشتات الارمني نتيجة الإبادة الجماعية.
جمهورية تركيا، الدولة التي خلفت الإمبراطورية العثمانية، تنفي وقوع المجازر التي تؤكدها الأمم المتحدة؛ وفي السنوات الأخيرة وجهت دعوات متكررة لتركيا للاعتراف بالأحداث بأنها إبادة جماعية. حتى الآن، فقد اعترفت عشرون دولة رسميا بمذابح الارمن بأنها إبادة جماعية، ومعظم علماء الإبادة الجماعية والمؤرخين يقبلون بهذا الرأي.
6- مجزرة الدامور:
مجزرة الدامور هي مجزرة وقعت في 20 يناير 1976 خلال الحرب الأهلية اللبنانية، هاجم مقاتلين منظمة التحرير الفلسطينية بلدة الدامور المسيحية،وقتل جزء من سكان البلدة أثناء القتال وفي مجزرة لاحقة وأجبر باقي السكان على الفرار بحراً حيث كانت الطرق مقطوعة.
جاءت مجزرة الدامور كرد فعل على مجزرة الكرنتينا التي وقعت في 18 يناير 1976.
هاجم المقاتلون الفلسطينون بلدة الدامور ودار قتال على أطراف البلدة بين (المقاتلين الفلسطينيين ضد مسلحين حزب الكتائب) وتمكن المقاتلون الفلسطينون من اجتياح البلدة وقام المقاتلين الفلسطينين بأعدام 20 عنصر من حزب الكتائب، و بعد ذالك تم اسكان اللاجئين الفلسطينيين في البلدة الا انهم طردوا منها أثناء حرب لبنان 1982
من ضحايا المجزرة كانت خطيبة إيلي حبيقة وعائلته ووصل عدد القتلى 684 قتيل، و بعد المجزرة ب 7 سنوات انتقمت كتيبة ميليشيات الكتائب التابعة لدامور بقيادة إيلي حبيقة بارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا.
هناك الكثير من الادعاءات المتناقضة حول الميليشيات المسؤولة عن الحادث بالتحديد. من الواضح أن الميليشيات كانت فلسطينية لكن هناك مصادر ترجح مشاركة فصائل فلسطينية مدعومة من سوريا، يدعي روبرت فيسك أن سعيد مراغة القيادي في فتح، والذي انشأ لاحقاً فتح الانتفاضة المنشقة من فتح والمدعومة من سوريا، هو من قاد الهجوم، بينما يدعى آخرون ان منظمة الصاعقة المتمركزة في سوريا والمدعومة منها هي التي قامت بالمجزرة بأوامر مباشرة من سوريا، ولكن الواضح ان المليشيات كانت من منظمة التحرير لانها قامت بوضع بوسترات لياسر عرفات على جدران المنازل.
7- مجزرة حماة :
أحداث حماة أو مجزرة حماة: هي أوسع حملة عسكرية شنها النظام السوري ضد الإخوان المسلمين في حينه, وأودت بحياة عشرات الآلاف من أهالي مدينة حماة. بدأت المجزرة في 2 شباط عام 1982 م واستمرت 27 يوماً. حيث قام النظام السوري بتطويق مدينة حماة وقصفها بالمدفعية ومن ثم اجتياحها عسكرياً, وارتكاب مجزرة مروعة كان ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين من أهالي المدينة.[1] وكان قائد تلك الحملة العقيد رفعت الأسد شقيق الرئيس حافظ الأسد.
ورغم مضي الأعوام إلا أن ما شهدته تلك المدينة التي تتوسط الأراضي السورية ويقطنها قرابة 750 ألف نسمة يعتبر الأكثر مرارة وقسوة قياساً إلى حملات أمنية مشابهة. فقد استخدمت حكومة الرئيس السوري حافظ الأسد الجيش النظامي والقوات المدربة تدريباً قاسياً ووحدات من الأمن السري في القضاء على المعارضة واجتثاثها.
وتشير التقارير التي نشرتها الصحافة الأجنبية عن تلك المجزرة إلى أن النظام منح القوات العسكرية كامل الصلاحيات لضرب المعارضة وتأديب المتعاطفين معها. وفرضت السلطات تعتيماً على الأخبار لتفادي الاحتجاجات الشعبية والإدانة الخارجية.
وتطالب المنظمات الحقوقية بتحقيق دولي مستقل في أحداث حماة، ومعاقبة المسؤولين عن المجزرة التي تعتبر الأعنف والأكثر دموية وقسوة في تاريخ سوريا الحديث.
8- مجزرة الجوازي:
مذبحة الجوازي هي تسمية تطلق على مذبحة شهيرة ارتكبت ضد قبيلة الجوازي في مدينة بنغازي في ولاية برقة وقتها شرقي ليبيا، وذلك في سنة 1816، قتل فيها أكثر من عشرة آلاف فرد من قبيلة واحدة.
كان موقع المذبحة القلعة التركية في المدينة انتقاما من الثورة التي اندلعت ضد حكم أسرة القره مانللي ورفضهم دفع الضرائب المفروضة، حيث يذكر أن الباشا بعد ادعائه مهادنة قبيلة الجوازي ودعوة 45 من أعيانها وشيوخهاإلى القلعة بغرض الإنعام عليهم، وبمجرد جلوسهم حتى هجم الحرس الخاص بالباشا عليهم وذبحوهم، فيما هوجم أفراد القبيلة والذين كانوا يرابطون خارج أسوار القلعة وتم ذبح أعداد كبيرة منهم بينهم أطفال ونساء.
9- مذبحة صبرا وشاتيلا:
مذبحة صبرا وشاتيلا هي مذبحة نفذت في مخيمي صبرا وشاتيلا لللاجئين الفلسطينيين في 16 أيلول 1982، واستمرت لمدة ثلاثة أيام على يد المجموعات الانعزالية اللبنانية المتمثلة بحزب الكتائب اللبناني، وجيش لبنان الجنوبي ، والجيش الإسرائيلي.
وعدد القتلى في المذبحة لا يعرف بوضوح وتتراوح التقديرات بين 750 و3500 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين ولكن من بينهم لبنانيين أيضا، في ذلك الوقت كان المخيم مطوق بالكامل من قبل جيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي الذي كان تحت قيادة ارئيل شارون ورفائيل ايتان، أما قيادة القوات المحتله فكانت تحت إمرة المدعو إيلي حبيقة المسؤول الكتائبي المتنفذ، وقامت القوات الانعزالية بالدخول إلى المخيم وبدأت بدم بارد تنفيذ المجزرة التي هزت العالم ودونما رحمة وبعيدا عن الإعلام وكانت قد استخدمت الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم العزل وكانت مهمة الجيش الإسرائيلي محاصرة المخيم وإنارته ليلا بالقنابل المضيئة.
10- مجرزة الكرنتينا:
مجرزة الكرنتينا هي مجزرة وقعت في 18 يناير 1976 في أوائل الحرب الأهلية اللبنانية, وراح ضحيتها حوالي 1000 فلسطيني ولبناني إثر هجوم قامت به ميليشيات الكتائب ،نمور الأحرار وحراس الأرز على منطقة الكرنتينا – المسلخ، كانت المنطقة التي يسكنها حوالي 30,000 شخص،تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية.
وقد حاولت القوى اليمينية في يوليو 1975 اجتياحها دون جدوى. جاء رد القوات المشتركة للفلسطينيين وميليشيات الحركة الوطنية اللبنانية سريعا إذ قاموا باجتياح بلدة الدامور بعد يومين فيما يعرف بمجزرة الدامور.
11- مذبحة دير ياسين:
مذبحة دير ياسين في قرية دير ياسين، التي تقع غربي القدس في 9 أبريل عام 1948 على يد الجماعتين الصهيونيتين: أرجون وشتيرن، أي بعد أسبوعين من توقيع معاهدة سلام طلبها رؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة ووافق عليها أهالي قرية دير ياسين، وراح ضحية هذه المذبحة أعداد كبيرة من السكان لهذه القرية من الأطفال، وكبار السن والنساء والشباب، عدد من ذهب ضحية هذه المذبحة مختلف عليه، أذ تذكر المصادر العربية والفلسطينية أن ما بين 250 إلى 360 ضحية تم قتلها، بينما تذكر المصادر الغربية أن العدد لم يتجاوز 109 قتلى.
كانت مذبحة دير ياسين عاملاً مهمّاً في الهجرة الفلسطينية إلى مناطق أُخرى من فلسطين والبلدان العربية المجاورة لما سببته المذبحة من حالة رعب عند المدنيين. ولعلّها الشعرة التي قصمت ظهر البعير في إشعال الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1948، وأضافت المذبحة حِقداً إضافياً على الحقد الموجود أصلاً بين العرب والإسرائيليين.
12- مجزرة قانا الأولي والثانية:
هجوم قانا الأول في 18 أبريل 1996 تمت في مركز قيادة فيجي التابع ليونيفل في قرية قانا جنوب لبنان، حيث قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف المقر بعد لجوء المدنيين إليه هربا من عملية عناقيد الغضب التي شنتها إسرائيل على لبنان، أدى قصف المقر إلى مقتل 106 من المدنيين وإصابة الكثير بجروح. وقد اجتمع أعضاء مجلس الأمن للتصويت على قرار يدين إسرائيل ولكن الولايات المتحدة أجهضت القرار باستخدام حق النقض الفيتو.
مجزرة قانا الثانية 30-7-2006 حدثت أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان 2006، سقط جراءها حوالي 55 شخصا، عدد كبير منهم من الأطفال الصغار الذين كانوا في مبنى مكون من ثلاث طبقات في بلدة قانا حيث انتشلت جثة 27 طفلا من بين الضحايا الذين لجؤا إلى البلدة بعد أن نزحوا من قرى مجاورة تتعرض للقصف بالإضافة إلى سكان المبنى، وقد قصفت إسرائيل المدينة للمرة الثانية بحجة أنها كانت منصة لاستخدام الصواريخ التي كانت تطلق على إسرائيل من حزب الله خلال عملية الصيف الساخن في لبنان وأكد حزب الله أن المبنى لم يكن فيه مقاتلين من حزب الله وأن جل من قتلوا هم من النساء والأطفال والشيوخ، فيما حمّلت إسرائيل على لسان الناطق باسم الجيش المسؤولية لحزب الله.
13- مذابح الأقصي الأولي والثانية والثالثة :
حدثت مذبحة الأقصى الأولى في مسجد الأقصى بمدينة القدس في تمام الساعة 10:30 من صبيحة يوم الاثنين الموافق 10 أكتوبر من عام 1990، قبيل صلاة الظهر، فقد حاول متطرفون يهود مما يسمى بجماعةأمناء جبل الهيكل بوضع حجر الأساس بما يسمى للهيكل الثالث في ساحة المسجد الأقصى، فقام أهل القدس على عادتهم لمنع المتطرفين اليهود من ذلك، فوقع اشتباك بين المصلين وعددهم قرابة أربعة آلاف مصل وبين المتطرفون اليهود الذين يقودهم غرشون سلمون، فتدخل على الفور جنود الاحتلال الإسرائيلي الموجودون في ساحات المسجد وأمطروا المصلين بزخات من الرصاص دون تمييز، مما أدى إلى استشهاد 21 وإصابة 150 بجروح مختلفة واعتقال 270 شخصاً، تم إعاقة حركة سيارات الإسعاف وأصيب بعض الأطباء والممرضين أثناء تأدية واجبهم، ولم يتم إخلاء القتلى والجرحي إلا بعد 6 ساعات من بداية المذبحة.
مذبحة الأقصى الثانية كما وتسمى انتفاضة النفق. حدثت هذه المذبحة بعد إعلان سلطات الاحتلال فتح النفق المجاور للجدار الغربي للمسجد الأقصى يوم الاثنين 23/9/1996م حيث وقعت اشتباكات عنيفة الفلسطينيين و الشرطة الفلسطينية ضد جنود الاحتلال اليهودي في كافه أرجاء فلسطين دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك، وقد أسفرت هذه المواجهات العنيفة عن استشهاد 51 فلسطينيًا وإصابة 300 و مقتل 15 إسرائيلي و إصابة 78، واستمرت مواجهات ثلاثة أيام.
مذبحة الأقصى الثالثة حيث قام شارون بزيارة إلى المسجد الأقصى يوم الخميس 28/9/2000م الأمر الذي اعتبره الفلسطينيون تدنيس لأرض المسجد الطاهر هذا أدى إلى قبام الشباب الفلسطيني المسلم بالتصدي له لإفشال زيارته رغم أنه كان بحماية 3000 جندي محتل.
وفي اليوم التالي الجمعة 29/9/2000م قام جنود الاحتلال بفتح النيران على رؤوس المصلين قبل التسليم من صلاة الجمعة وجرت مواجهات في ساحات الأقصى بين المصلين وجنود الاحتلال أسفرت عن 7 شهداء و250 جريحا، ثم امتدت الاشتباكات إلى كل أرجاء فلسطين والضفة الغربية وقطاع غزه ومناطق الـ 48 مما شكل بداية للانتفاضة المباركة الثانية، وقدم فيها المسلمون في الأرض المباركة مئات الشهداء وآلاف الجرحى دفاعًا عن دينهم وأقصاهم.
(وعلي الصعيد المصري نرصد أبرز المجازر التاريخية التي شهدتها مصر)
1. مذبحة القلعة «عندما فكر الشيطان مع محمد علي للقضاء على المماليك»:
مذبحة القلعة، أو مذبحة المماليك، وتعد أشهر المذابح التي شهدها التاريخ المصري، دبرها محمد على باشا عام 1811م للتخلص من أعدائه المماليك وللانفراد بسلطة مصر، فقام بدعوة زعماء المماليك إلى القلعة بحجة حضور حفل لتوديع الجيش الخارج لمحاربة الوهابيين، وذهبت الدعوة إلى المماليك ولم يشك زعماء المماليك في نية محمد علي بل استعدوا وارتدوا الملابس الرسمية استعدادًا للحفل، وبعد انتهاء الحفل أمر محمد على جنوده بإغلاق أبواب القلعة وإطلاق النار عليهم فأبادوهم جميعًا، وتقول بعض الروايات إن بعض المماليك استطاعوا الهرب ولجأوا إلى الصعيد المصري من بينهم إبراهيم بك الذي هرب بالسودان ثم رجع بعدها بحوالي 3 سنوات ليقتل بخدعة شبيهة بمذبحة القلعة .
2. مذبحة الإسكندرية «أشعلها (عربجي) وانتهت باحتلال دولة»:
مذبحة وقعت في 11 يونيو 1882 بين المصريين والإنجليز والفرنسيين المقيمين بها بعد افتعال مشادة بين أحد أهل الإسكندرية ويعمل «مكاري» (عربجي باللغة العامية) وبين رجل أجنبي يعيش بها تحول على إثرها الموقف إلى مذبحة دامية راح ضحيتها 250 مصريًا و50 أوروبيًا، واختلفت الآراء حول من أشعل نيران الفتنة هل هو عمر لطفي باشا محافظ الإسكندرية بالاتفاق مع الخديو توفيق أم رعايا الإنجليز في مصر.
ونتج عن هذا الحادث خروج الأجانب من البلاد، وكان أهم ما سببه هذا الحادث هو اتخاذه من قبل إنجلترا كذريعة للتدخل في شؤون مصر الذي انتهى بضرب الإسكندرية والاحتلال البريطاني لمصر.
3. مذبحة شاكيد «مجزرة الأسرى المصريين التي تباهى بها اليهود»:
مجزرة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق عدد من الأسرى المصريين عام ١٩٦٧ عقب انتهاء القتال في شبه جزيرة سيناء، راح ضحيتها ٢٥٠ مجندًا مصرياً تم ذبحهم ودفن بعضهم أحياء على أيدي حملة «شاكيد» العسكرية التي قادها الضابط الإسرائيلي، بنيامين بن آليعازر، الذي شغل مناصب رفيعة في بعض الحكومات الإسرائيلية.
وقام الإسرائيليون بتحويل هذه المجزرة إلى فيلم وثائقي تمحور حول وحدة الدوريات «شاكيد» التي أنشئت عام 1954 وأنيطت بها مهمة حراسة الحدود مع مصر والأردن، وتحدث في الفيلم الوثائقي عدد كبير من الجنود الذين خدموا في صفوف الوحدة وكشفوا عن عمليات القتل التي قاموا بها ضد جنود مصريين وهم في طريق انسحابهم للغرب داخل سيناء بعد توقف القتال، وروى «بن إليعازر» الذي شارك بعمليات ملاحقة الجنود المصريين وقتلهم عقب هزيمة 67 كيف تمت مطاردة الجنود المصريين بمروحية كانت تنزل جنودا على الأرض فيرمونهم بالنار رغم عدم قدرتهم على القتال بعد انتهاء المعركة ونفاد ذخائرهم.
4. مذبحة دنشواي «مذبحة الفلاحين التي رويت الحقول بدمائهم»:
مجزرة نفذتها قوات الاحتلال الإنجليزي في ظل صمت إن لم يكن تعاون النظام السياسي المصري آنذاك في يونيو 1906 وتتلخص قصتها في أن بعض الضباط الإنجليز خرجوا لصيد الحمام بالقرب من قرية دنشواي، إحدى قرى محافظة المنوفية، فحذرهم الأهالي أن اقتراب البارود من أجران القمح يمكن أن يشعل حرائق كبيرة، ولكن الضباط الإنجليز لم يلقوا بالاً لكلام الفلاحين فحدث أن أخطأت إحدى طلقات البنادق فأصابت امرأة وقتلتها فهاج الأهالي على الضباط وطاردوهم، حتى أصيب أحد الإنجليز بضربة شمس ومات، ولكن الإدارة البريطانية استغلت هذه الحادثة لإظهار قسوة شديدة ترهب الحركة الوطنية الصاعدة فأحالت 52 فلاحاً للمحاكمة وانتهت المحاكمة إلى الحكم بشنق 4 منهم ومعاقبة 12 بالأشغال الشاقة المؤبدة وجلد 5 آخرين.
5. مذبحة مصنع أبوزعبل «الخسة مبدأ إسرائيل في التعامل»:
مجزرة قام بها العدو الإسرائيلي بحق عمال مصنع أبوزعبل والذي كانت تملكه الشركة الأهلية للصناعات المعدنية وكان يعمل بطاقة 1300 عامل صباحاً، حيث قام طيران العدو الإسرائيلي بقصف المصنع في صباح 12 فبراير عام 1970 مما أسفر عن استشهاد 70 عاملاً وإصابة 69 آخرين، بالإضافة إلى تدمير المصنع، وكان الهدف من هذه العملية الضغط على الحكومة المصرية آنذاك للتوقف عن عمليات الاستنزاف التي كان ينفذها الفدائيون والقوات المسلحة.
6. مذبحة بحر البقر «عندما جعل الصهاينة الأطفال يكتبون حروفًا من دم»:
مجزرة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق طلاب مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة، التي تقع بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، حيث قامت 5 طائرات إسرائيلية من طراز «فانتوم» بالتحليق فوق المدرسة وقذفتها في الساعة 9.20 صباح الأربعاء الموافق 8 أبريل 1970 ما أسفر عن مقتل 30 طفلاً ومُدرسًا، وإصابة 11 شخصًا من العاملين بالمدرسة، وجاءت هذه المجزرة للضغط على الحكومة المصرية وردًا على تدمير قوات البحرية المصرية للمدمرة «إيلات» وخسائر إسرائيل المتوالية في حرب الأشراف، الأمر الذي إلى دفع مصر لإنشاء سلاح للدفاع الجوي كقوة مستقلة في عام 1968 وتبعه إنشاء حائط الصواريخ الشهير بالاعتماد الكلي على الصواريخ السوفيتية سام.