قال الملك عبدالله الثانى بن الحسين، عاهل الأردن ، إن المجموعات المجرمة تحاول توسيع سلطاتها لتشويه كلمة الله، مضيفاً:«نحن جميعاً متفقون على ضرورة الانتصار عليها».
وتساءل الملك عبدالله، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم، الاثنين، بنيويورك: «ماذا لو لم نستطع الانتصار على هذه القوى، كيف سيكون مستقبلنا؟، مؤكدًا أن المستقبل سيكون ملاحقة الناس وقطع الرؤوس وتدمير التراث الثقافى للإنسانية»، وقال: «يجب أن نسمى ذلك الحرب العالمية الثالثة، وعلى الدول الاتحاد لمواجهة هذه الحرب».
وأكد العاهل الأردنى، أن العصابات الخارجة عن الإسلام تستغل الوضع لبسط نفوذها، وتستخدم وسائل الإعلام لنشر الأفكار المتطرفة، متسائلاً: «كيف تسلل الإرهاب إلى قيمنا وعقيدتنا والإسلام يدعو للتسامح؟».
وتابع العاهل الأردني: «إلا أن مستقبل هذا العالم، كما نتطلع إليه جميعا، يتعرض لتهديد خطير من الخوارج، أولئك الخارجين عن الإسلام وقيمه الإنسانية النبيلة، والذين وصل بهم الأمر اليوم إلى تهديد المجتمع العالمي بأسره. فهم يستغلون الاختلافات الدينية لتقويض أسس التعاون والتراحم بين بلايين الناس، من جميع الأديان والطوائف، ممن يعيشون متجاورين في العديد من بلداننا، كما تستغل هذه العصابات، الخارجة عن الإسلام، حالة الانغلاق والشك بين أتباع مختلف الديانات والمذاهب للتوسع وبسط نفوذها، والأسوأ من كل ذلك، أنهم يمنحون أنفسهم مطلق الحرية لتحريف تأويل كلام الله وتبرير جرائمهم البشعة.»
وأضاف: «إننا مجمعون اليوم على ضرورة هزيمة هذه العصابات. ولكن قبل أن نتساءل حول كيفية تحقيق هذا الهدف، دعونا نسأل: ماذا لو لم تتم هزيمتهم؟ وكيف سيكون عالمنا حينها؟ وهل يمكن أن نرضى بمستقبل يسوده القتل الجماعي، وقطع الرؤوس، والخطف والعبودية؟ وبمستقبل شرعه السائد اضطهاد الأقليات، وحيث الإرث الحضاري والثقافي للإنسانية جمعاء، والذي تم الحفاظ عليه لآلاف السنين، يدمر بشكل ممنهج؟».
وأردف قائلا: «علينا أن نُعظّم صوت الاعتدال، فمن أعظم المفارقات العجيبة في زماننا هذا أن تستغل الأصوات المتطرفة وسائل الإعلام الحديثة لنشر الجهل! علينا ألا نسمح بأن تُحتَكَر شاشاتنا وموجات الأثير وشبكات الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي من قبل من يشكلون الخطر الأكبر على عالمنا، وعلينا أيضا أن نزرع في وسائل إعلامنا، والأهم من ذلك، في عقول شبابنا، الاعتدال ونقاءه.
وألقى العاهل الأردني الضوء على أن «التسامح لا يقبل التطرف الذي ينمو على حالة اللامبالاة لأصحاب الفكر المعتدل. لكن الاعتدال لا يعني قبول من يسيئون للآخرين ويرفضون كل من يختلف معهم. وحربنا العالمية اليوم ليست بين الشعوب أو المجتمعات أو الأديان، بل هي حرب تجمع كل المعتدلين، من جميع الأديان والمعتقدات، ضد كل المتطرفين من جميع الأديان والمعتقدات، وعلى قادة كل الدول والأديان والمجتمعات جميعا أن يتخذوا موقفا واضحا وعلنيا ضد التطرف مهما كان نوعه أو شكله، وهذا يشمل احترام جميع أماكن العبادة من مسجد أو كنيسة أو كنيس، ولا مكان أهم وأكثر تأثيرا لتجسيد هذا الاحترام والتعايش من مدينة القدس، حيث الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية واجب مقدس، وهنا نضم صوتنا إلى المسلمين والمسيحيين في كل مكان رافضين التهديدات التي تتعرض لها الأماكن المقدسة والهوية العربية لهذه المدينة».