في الوقت الذي لا تزال وزارة البيئة تكافح فيه “السحابة السوداء” منذ سنوات عديدة، وبينما تؤكد منظمة الصحة العالمية أن تلوث الهواء يقتل ٦٠٠ ألف طفل سنويا، وأن أكثر من 90% من الوفيات من أصل 7 ملايين حالة سنوية تقع جراء التعرض للجسيمات الدقيقة في الهواء الملوث، يبدو أن مقولة “ناس هايصة وناس لايصة” تنطبق على التقرير الأخير الذي نشرته هيئة حماية البيئة في الولايات المتحدة، والذي تضمن معلومات جديدة حول البلدان التي تتمتع بأعلى نسب من الهواء النقي على وجه الأرض.
وأوضحت الهيئة أن المعلومة التي ذكرها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول أن أمريكا تتمتع بأنقى هواء على الكوكب، غير دقيقة تماما، فهناك العديد من البلدان يتفوق على الولايات المتحدة في نقاء الهواء، وبدرجات كبيرة.
وأشارت الهيئة إلى أن أفضل دولة حاليا من حيث نقاء الهواء هي نيوزيلندا، التي استطاعت الوصول إلى تلك النتائج بفضل نقل المنشآت الصناعية الكبيرة بعيدا عن التجمعات السكنية، والالتزام الصارم بالمعايير البيئية، والحفاظ على الطبيعة.
وفي الوقت نفسه، بقيت البلدان الاسكندنافية وسويسرا وفقا للهيئة، في طليعة البلدان الصديقة للبيئة التي تعتبر من الأفضل صحيا للعيش.
في المقابل كان تقرير لمؤسسة “إيكو إكسبرت” الأمريكية قد أثار غضب وزارة البيئة عندما وضع القاهرة في صدر قائمة أكثر مدن العالم تلوثا، وتبعتها كل من مدينة دلهي الهندية، والعاصمة الصينية بكين، وموسكو الروسية، ومدينة إسطنبول التركية، بحسب دراسة نشرها موقع فوربس.
وقام خبراء “إيكو إكسبرت” بإعداد دراسة حول معدلات تلوث الهواء، وشملت القائمة أيضا كلا من مدينتي جوانجو وشنغهاي بالصين، وبوينس آيريس بالأرجنتين، بالإضافة إلى العاصمة الفرنسية باريس.
ووضع التقرير القاهرة على رأس قائمة المدن الأكثر تلوثًا في العالم، حيث جاءت الأسوأ فيما يخص نسب التلوث بأشكاله سواء الهواء أو البصري أو الضوضائي.
وبحسب التقرير في المؤسسة الأمريكية فإن سكان القاهرة يستنشقون الهواء الملوث بدرجة أكثر خطورة بمعدل 11.7 مرة، مقارنة بالمعدلات الآمنة التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية.