ألقى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية، اليوم الجمعة، كلمة، خلال المؤتمر الصحفى المشترك، مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى انعقد فى قصر الاتحادية.
جاء نص الكلمة كالتالى:”بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، فخامة الأخ العزيز، الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، أصحاب المعالى والسعادة، الحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. يسرنا اليوم، ونحن نزور أرض الكنانة، بلد التاريخ والحضارة والعلم والثقافة، أن نتقدم بالشكر لفخامتكم، وللشعب المصرى الشقيق، على ما لقيناه من حفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة.إن زيارتنا هذه، تأتى فى إطار سعينا، لتعزيز صرح العلاقات التاريخية الوطيدة بين بلدينا الشقيقين، والتى تصب فى خدمة شعبى البلدين، وتوثيق عرى التعاون المشترك، وخدمة قضايا أمتنا العربية والإسلامية، ودعم الأمن والسلم الإقليمى والدولى..فخامة الأخ الرئيس.. لقد حرص الملك المؤسس عبد العزيز، رحمه الله، على ترسيخ أساس صلب للعلاقات السعودية المصرية، وكانت زيارته إلى مصر عام 1946، هى الزيارة الخارجية الوحيدة التى قام بها طيلة فترة توليه الحكم، مما أكد الأهمية الكبيرة التى كان يوليها، رحمه الله، لهذه العلاقة الفريدة والمتميزة..ولقد وقفت المملكة العربية السعودية منذ ذلك التاريخ، إلى جانب شقيقتها جمهورية مصر العربية، بكل إمكاناتها، وفى مختلف الظروف، مما جعل بلدينا حصنا منيعا لأمتنا العربية والإسلامية..فخامة الأخ الرئيس.. أيها الأخوة الكرام.. إننا إذ نشيد بما نشهده اليوم من إبرام العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية والتى ستعود بالخير، بحول الله، على بلدينا وشعبينا الشقيقين، نود أن نعبر عن تقديرنا لرئيسى وأعضاء الجانبين، فى مجلس التنسيق السعودى المصرى، لما بذلوه من جهود موفقة، للارتقاء بمستوى العلاقات، فى مختلف المجالات، وفقا لما تم الاتفاق عليه فى إعلان القاهرة، وخدمة لمصالح بلدينا، وتطلعات شعبينا الشقيقين..وامتدادا لهذه الجهود المباركة، فقد اتفقت مع أخى، فخامة الرئيس، على إنشاء جسر برى يربط بين بلدينا الشقيقين، اللذين يقعان فى قلب العالم..إن هذه الخطوة التاريخية، المتمثلة فى الربط البرى بين القارتين الآسيوية والإفريقية، تعد نقلة نوعية ذات فوائد عظمى، حيث سترفع التبادل التجارى بين القارات إلى مستويات غير مسبوقة، وتدعم صادرات البلدين الى العالم، كما سيشكل الجسر منفذا دوليا للمشاريع الواعدة فى البلدين، ومعبرا أساسيا للمسافرين من الحجاج ومعتمرين وسياح، إضافة إلى فرص العمل التى سيوفرها الجسر لأبناء المنطقة..إننا فخورون بما حققناه من إنجازات على الأصعدة كافة، والتى جعلتنا نعيش اليوم واقعا عربيا واسلاميا جديدا، تشكل التحالفات أساسه، فلقد اتحدنا ضد محاولات التدخل فى شؤوننا الداخلية، فرفضنا المساس بأمن اليمن واستقراره والانقلاب على الشرعية فيه، وأكدنا تضامننا من خلال تحالف إسلامى عسكرى، لمحاربة الإرهاب، شمل 39 دولة، هو الأقوى فى تاريخ أمتنا الحديث، وبعثنا قبل أيام برسالة إلى العالم، عبر رعد الشمال نعلن فيه قوتنا فى توحدنا..وقد كانت جمهورية مصر العربية، وكعادتها، من أوائل الدول المشاركة بفاعلية فى هذه التحالفات، وهذا التضامن، الذى دشن لعصر عربى جديد، يكفل لأمتنا العربية هيبتها ومكانتها، كما نأمل أن تكلل بالنجاح الجهود المبذولة، لإنشاء القوة العربية المشتركة..وختاما، أدعو الله، عز وجل، أن يبارك جهودنا، وأن يوفقنا إلى ما فيه خير شعوبنا وأمتنا العربية والإسلامية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.