منذ أن بدأت تتشكل ملامح الدولة المصرية فى العصور القديمة , وضحت فكرة أن السلطة هى العنصر الحيوى والحاسم لتوفير سبل المعيشة والحياة للمصريين، الذين عاشوا وما زالوا يعيشون على رقعة صغيرة جدا من مساحة أرض مصر، وتحديداً إلى جوار النهر، الذى يهبهم حصتهم من المياه لرى الأرض، لكن تحت سلطة ونظر الحاكم، الذى يضمن لهم ذلك.
ما يعطى السلطة المركزية ثقلها الساحق فى مصر، هى الوحدة الوطنية والجغرافية، التى استطاعت أن تحافظ على نفسها ضد الكبوات التى تعرضت لها خلال التاريخ. المصريون حافظوا على السلطة المركزية، وفوضوا من يستطيع الحفاظ عليها، فى مواجهة المحن والشدائد، سواء كانت داخلية أو خارجية. فى الدولة الحديثة، ومع بداية نهضة عصر محمد على باشا، مارس المصريون نفس الدور، الذى مارسه أجدادهم، وخرجوا مرات قليلة ليفوضوا من يرونه قادرًا على مواجهة المخاطر، فكان الباشا أولهم فى العصر الحديث، ويكون آخرهم المشير عبد الفتاح السيسى.
محمد على المؤسس
فوضه المصريون لإنهاء الفوضى التى استمرت ثلاث سنوات بعد رحيل الحملة الفرنسية .
محمد على أو الثعلب والأسد ، هكذا وصفه أحد الكتاب الفرنسيين فى عهده. ولد فى عام ١٧٧٠ وتوفى ١٨٤٨ . اتسم بجاذبية ويقظة وشجاعة وإنسانية نادرا ما تتكرر فى شخص، اتخذ من ذلك كله، ركيزة أساسية أقرها الجميع للتعامل مع الدولة لم ينسَ فضل من فوضوه لتولى المهمة، كان يحب الأجانب والأقليات، وكان يجدهم جديرين بالثقة استخدم قدراتهم فى تعليم المصريين، وربما كان حبه للمواهب الفرنسية يرجع إلى إعجابه الكبير بنابليون.
تعامل الباشا مع مصر برؤية طليعية ميزته عمن جاء بعده من دولته، وجعلته واحدًا من أكثر الحكام المرموقين الذين عرفتهم مصر. الرجل كان عسكريا بطبعه، لذا كان من الطبيعى أن يواجه أعداءه بوسائل عسكرية لكنه فى الوقت نفسه كان سياسيا نابها عالما بالمزاج الجماهيرى، وكان قادرا على التهدئة والسيطرة حينما يعلو صوت الغضب.
بعد جلاء الفرنسيين عن البلاد عمت حالة من الفوضى استمرت نحو ثلاث سنوات، عاد بعدها المماليك للصراع على السلطة من جديد، خصوصا بعد وفاة مراد بك فى أبريل ١٨٠١ ، واشتد الصراع بين كل من عثمان بيك البرديسى ومحمد بك الألفى، ورغم ذلك نصَّب العثمانيون محمد خسرو باشا واليا على البلاد، لكنه فشل فقامت ثورة عارمة عليه من طائفة الارناؤود الألبانيين بقيادة طاهر باشا وفى ٦ مايو ١٨٠٣ و تم اغتياله على يد الانكشارية بعد توليه.
بعدها تودد محمد على لكسب الشعب وثقة علمائه، وأمر جنوده بمهاجمة المماليك بالقاهرة فخرجوا منها وذهبوا إلى الصعيد، ونجح فى تعيين خورشيد باشا محافظ الإسكندرية واليًا على مصر وكان خامس من تولى ولاية مصر فى خلال سنتين.
استمرت الحرب بعد ذلك سجالا بين المماليك وجنود الوالى ومحمد على إلى أن ارتدوا عن القاهرة وانسحبوا مرة ثانية إلى الصعيد.
نال محمد على تأييد العلماء وخصوصا نقيب الأشراف عمر مكرم، وما أن علم العلماء بوصول فرمان يقضى بعودة الألبانيين ورؤسائهم إلى بلادهم حتى طلبوا من محمد على البقاء فى مصر لما عهدوه فيه من العدل والاستقامة فقبل محمد على ذلك لكن على الرغم من ذلك بذل خورشيد مساعيه لإقصاء محمد على عن مصر.
وفى يوم الإثنين ١٣ مايو ١٨٠٥ أجمع العلماء على عزل خورشيد باشا وتعين محمد على واليًا مكانه فامتنع محمد على فى بادئ الأمر حتى لا ينسب إليه أنه المحرض على هذه الثورة لكن عمر مكرم والشيخ الشرقاوى قلداه خلعة الولاية فقبل محمد على الشروط التى رفضها خورشيد من قبل كما أقر الرجوع إلى هؤلاء الزعماء فى
شؤون الدولة وبهذا ونزولا عن إرادة زعماء الشعب أصبح محمد على واليا على مصر.
أحمد عرابى .. الفارس
فوضه الجيش والشعب ضد استغلال السلطة ورفقائهم الأوروبيين لكل طبقات الشعب.
الكولونيل أحمد عرابى المنحدر من أصول ريفية. ولد فى قرية هرية رزنة بالشرقية سنة ١٨٤١ لأب هو شيخ البلد تعلم القراءة فى كتاَّب القرية ثم التحق بالأزهر الشريف فى عام ١٨٤٩ ليمكث فيه أربع سنوات حفظ خلالها القرآن الكريم وتعلم أصول اللغة والفقه والتفسير ثم عاد إلى قريته قبل أن يتم دراسته التحق بالجيش عام ١٨٥٤ .
فى عام ١٨٧٩ بدأت أول حركة تمرد فى الجيش المصرى عندما قام الوزير نوبر بتقليص رواتب الضباط المصريين إلى النصف وتسارعت الأحداث عندما طلب نوبر من ألفين ضابط من المقيمين فى القاهرة بترك سلاحهم فى أيدى السلطة المركزية .
وفى هذا الوقت شعرت البرجوازية المصرية بالضيق ضد تسخير الأموال المصرية لخدمة القوى الأوروبية وضد الاستبداد السياسى الذى كان يتحكم بحياة المصريين فكانت انتفاضة عرابى التى لم تكن تمردًّا داخل الجيش، بل كانت عبارة عن مشاركة الجيش المصرى بأكمله فى حركة وطنية ديمقراطية كانت تتكون فى مصر ضد استغلال كل طبقات الشعب من قبل المتولين والأوروبيين والخديو.
وفى يونيو ١٨٨٠ قام وزير الحربية عثمان رفقى باشا بمنع ترقية الضباط المصريين وقام بعزل عدد كبير منهم مما دفع الضباط بقيادة عرابى المعزول بالمطالبة بإنشاء مجلس نواب وبتقوية الجيش المصرى حتى يبلغ ١٨ ألف رجل وفى مايو ١٨٨١ طالب عرابى ورفقاؤه بإنشاء جمعية تشريعية تكون الحكومة مسؤولة أمامها، وتكون لها سلطات مطلقة لجهة تقرير الميزانية.
وانعقد البرلمان المصرى فى يناير١٨٨٢ على هيئة جمعية تأسيسية، أما الدستور الذى وضع النواب خطوطه الرئيسية فقد صدر فى فبراير١٨٨٢ ومنذ ذلك الحين أصبحت الحكومة مسؤولة أمام البرلمان الذى يحق له وحده التصويت على الميزانية
وهكذا أصبح من حق البرلمان أن يراقب أعمال السلطة التنفيذية ولا يصح أن يصدر من خارجه أى قانون. ومات فى حى عابدين عام ١٩١١ .
سعد زغلول.. وكيل المصريين
فوضه المصريون بحملة توكيلات شهيرة للتحدث باسمهم لطلب الاستقلال فى مؤتمر الصلح بباريس.
ولد سعد فى قرية إبيانة التابعة لمركز فوه بمحافظة كفر الشيخ فى يونيو ١٨٦٠ تلقى تعليمه فى الكتاب ثم التحق بالأزهر عام ١٨٧٣ وتعلم على يد الشيخ محمد عبده والتف مثل الكثير من زملائه حول جمال الدين الأفغانى، ثم عمل معه فى »الوقائع المصرية «، ثم انتقل إلى وظيفة معاون بنظارة الداخلية لكنه فصل منها لاشتراكه فى ثورة عرابى ثم اشتغل بالمحاماة لكنه قبض عليه عام ١٨٨٣ بتهمة الاشتراك فى التنظيم الوطنى المعروف ب »جمعية الانتقام وفى عام ١٩٠٧ كان سعد أحد المساهمين فى وضع حجر الأساس لإنشاء الجامعة المصرية مع كل من محمد عبده، ومحمد فريد، وقاسم أمين، وتم إنشاء الجامعة فى قصر جناكليس (الجامعة الأمريكية حاليا) وتم تعيين أحمد لطفى السيد كأول رئيس لها .
لدى عودته من المنفى، قاد زغلول القوى الوطنية المصرية حتى إجراء الانتخابات فى ١٢ يناير١٩٢٤ حيث أدت إلى فوز حزب الوفد بأغلبية ساحقة، وبعد ذلك بأسبوعين، شكلت الحكومة الوفدية برئاسة سعد زغلول وخطرت لسعد زغلول فكرة تأليف الوفد المصرى للدفاع عن القضية المصرية عام ١٩١٨ ضد الاحتلال الإنجليزى حيث دعا أصحابه إلى مسجد وصيف فى لقاءات سرية للتحدث فى ما كان ينبغى عمله للبحث فى المسألة المصرية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى فى عام ١٩١٨ .
تشكَّل الوفد المصرى الذى ضم سعد زغلول وعبد العزيز فهمى وعلى شعراوى وآخرين وأطلقوا على أنفسهم الوفد المصرى.
اعتقل سعد زغلول ونفى إلى جزيرة مالطا فى البحر المتوسط، هو ومجموعة من رفاقه فى ٨ مارس ١٩١٩ ، فانفجرت ثورة ١٩١٩ التى كانت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول. اضطرت إنجلترا إلى عزل الحاكم البريطانى وأفرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه، وعادوا من المنفى إلى مصر، وسمحت إنجلترا للوفد المصرى برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح فى باريس ليعرض عليه قضية استقلال مصر.
لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصرى، فعاد المصريون إلى الثورة وازداد حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقى الإنجليز القبض
على سعد زغلول مرة أخرى، ونفوه مرة أخرى إلى جزيرة سيشل فى المحيط الهندى، فازدادت الثورة اشتعالا، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها فشلت مرة أخرى حتى استقر البناء الثانى للحركة الوطنية المصرية سنة ١٩٢٠ ، ومات عام ١٩٢٧ بالقاهرة .
جمال عبد الناصر .. الزعيم الخالد
فوضه المصريون فى أثناء ثورة 1952 للقضاء على الملكية والاستعمار.
ولد جمال عبد الناصر فى ١٥ يناير ١٩١٨ فى منزل والده -رقم ١٢ شارع الدكتور قنواتى- بحى باكوس بالإسكندرية، قبيل أحداث ثورة ١٩١٩ فى مصر. وهو من أصول صعيدية، حيث ولد والده فى قرية بنى مر فى محافظة أسيوط، ونشأ فى الإسكندرية، وعمل وكيلا لمكتب بريد باكوس هناك، وقد تزوج من السيدة»فهيمة « التى ولدت فى ملوى بالمنيا، وكان جمال عبد الناصر أول أبناء والديه. سافرت الأسرة فى كثير من الأحيان بسبب عمل والد جمال عبد الناصر.
ففى عام ١٩٢١ ، انتقلوا إلى أسيوط، ثم انتقلوا عام ١٩٢٣ إلى الخطاطبة. التحق عبد الناصر بروضة الأطفال بمحرم بك بالإسكندرية، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بالخطاطبة فى الفترة ما بين عامى ١٩٢٣ و ١٩٢٤ ، وفى عام ١٩٢٥ دخل جمال مدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية بالقاهرة، وأقام عند عمه خليل حسين لمدة ثلاث سنوات، وكان جمال يسافر لزيارة أسرته بالإسكندرية فقط فى أثناء العطلات الدراسية.
كان ناصر متأثرا إلى حد كبير بالقومية المصرية، التى اعتنقها السياسى مصطفى كامل والشاعر أحمد شوقى، ومدربه فى الأكاديمية العسكرية، عزيز المصرى، الذى
أعرب عبد الناصر عن امتنانه له فى مقابلة صحفية عام١٩٦١ .
وقد تأثر ناصر بشدة برواية »عودة الروح « للكاتب المصرى توفيق الحكيم، التى قال فيها توفيق الحكيم إن الشعب المصرى كان فقط بحاجة إلى »الإنسان الذى سيمثل جميع مشاعرهم ورغباتهم، الذى سيكون بالنسبة لهم رمزا لهدفهم «. وكانت هذه الرواية هى مصدر إلهام لعبد الناصر لإطلاق ثورة ١٩٥٢ .
فمنذ ثورة ١٩١٩ حتى يوليو ١٩٥٢ لم يستطع الوفد صاحب الأكثرية الانتخابية أن يحكم مصر إلا سبع سنوات فقط، هذا ما أعطى ٢٥ عاما من الحكم لأحزاب الأقلية التى كانت تمثل الجناح اليمينى من البرجوازية المصرية، مثل حزب الدستورى الحر ممثل كبار المالكينوالسعديين، الذين كانوا على صلة وثيقة منذ ١٩٣٧ بقطاعين سريعى التعاظم فى البرجوازية المصرية هما الصناعى والمالى، والمستقلين الذين كانوا يمثلون القصر بالدرجة الأولى والمصالح المرتبطة بالأجانب وقطاعات الرأسمالية الكبرى، فالاحتلال العسكرى هو الذى فرض على الشعب المصرى هذا الوضع، حيث قدم البريطانيون كل دعمهم لأى قوة من شأنها أن تقف فى وجه الحركة الوطنية المناضلة من أجل التحرير، التى تمثلت حينذاك بجماعة الإخوان المسلمين.
ونجحت بالفعل هذه السياسة بفضل انعدام فاعلية الزعماء الوفديين، لا سيما بعد عام ١٩٤٥ ، وبسبب قمع اليسار منذ الثلاثينيات.
فى مايو ١٩٤٨ ، أرسل الملك فاروق الجيش المصرى إلى فلسطين، وخدم ناصر فى كتيبة المشاة السادسة. وخلال الحرب، كتب عبد الناصر عن عدم استعداد الجيش المصرى، قائلا »تبدد جنودنا أمام التحصينات ،« وكان ناصر نائب قائد القوات المصرية المسؤولة عن تأمين الفالوجة. أصيب عبد الناصر بجروح طفيفة فى القتال يوم ١٢ يوليو. وبحلول شهر أغسطس، كان عبد الناصر مع فرقته محاصرين من قبل الجيش الإسرائيلى، ولكن الفرقة رفضت الاستسلام. أدت المفاوضات بين إسرائيل ومصر أخيرا إلى التنازل عن الفالوجة إلى إسرائيل.
وفقا لإريك مارجوليس الصحفى المخضرم، تحملت القوات المصرية القصف العنيف فى الفالوجة، بالرغم من أنها كانت معزولة عن قيادتها. وأصبح المدافعون، بمن فيهم الضابط جمال عبد الناصر أبطالا وطنيين حينها.
بعد الحرب، عاد عبد الناصر إلى وظيفته مدرسا فى الأكاديمية الملكية العسكرية، وأرسل مبعوثين إلى جماعة الإخوان المسلمين، لتشكيل تحالف معها فى أكتوبر عام ١٩٤٨ ، ولكنه اقتنع بأن جدول أعمال الإخوان لم يكن متوافقا مع نزعته القومية، وبدأ الكفاح من أجل منع تأثير الإخوان على أنشطته. أرسل ناصر كعضو فى الوفد المصرى إلى رودس فى فبراير ١٩٤٩ للتفاوض على هدنة رسمية مع إسرائيل، ويقول عبد الناصر إنه اعتبر شروط الهدنة مهينة، وبخاصة لأن الإسرائيليين تمكنوا من احتلال منطقة إيلات بسهولة، بينما هم يتفاوضون مع العرب فى مارس ١٩٤٩ .
بعد عام ١٩٤٩ ، اعتمد الفريق اسم »جمعية الضباط الأحرار « .
قام عبد الناصر بتنظيم »اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار، وتألفت من أربعة عشر رجلا من مختلف الخلفيات السياسية والاجتماعية، بما فى ذلك ممثلون عن الشباب المصريين، والإخوان المسلمين، والحزب الشيوعى المصرى، والطبقة الأرستقراطية.
انتخب ناصر رئيسا للجمعية بالإجماع. انطلقت الثورة ليلة ٢٣ يوليو وأعلن نجاحها فى اليوم التالى. استولى الضباط الأحرار على جميع المبانى الحكومية، والمحطات الإذاعية، ومراكز الشرطة، وكذلك مقر قيادة الجيش فى القاهرة حيث كانت تهدف إلى تغيير بنية السلطة بغية خلق مجتمع وطنى عصرى مستقل ومصنع، وتحقق ذلك بالفعل فى أعلى مستويات البنية الاجتماعية السياسية وإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية وإزالة جميع الأحزاب والتنظيمات القائمة عدا الإخوان المسلمين، الذى استمر حتى ١٩٥٤ . أما فى أسفل الهرم فاصطدمت هذه السياسة بالإصلاحات الزراعية التى كانت تهدف إلى إضعاف القاعدة الاقتصادية، التى يرتكز عليها الرأسماليون العقاريون وهم القاعدة الاجتماعية للأحزاب التقليدية، ورفع عدد الملاك الصغار بشكل ملحوظ وإعادة توجيه نحو العقل الصناعى، وبناء المجتمع الحضارى فى مواجهة أيديولوجيا الإخوان المسلمين.
عبد الفتاح السيسى .. المنقذ
فوضه المصريون للقضاء على إرهاب الإخوان وخوض انتخابات الرئاسة .
عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسى، ولد فى ١٩ نوفمبر ١٩٥٤ ، وتولى القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، ووزير الدفاع وهو الرابع والأربعون منذ ١٢ أغسطس، ٢٠١٢ .
تخرج فى الكلية الحربية عام ١٩٧٧ وحصل على ماجستير من كلية القادة والأركان عام١٩٨٧ ، ثم درجة الماجستير من كلية القادة والأركان البريطانية عام ١٩٩٢ بنفس التخصص.
حصل على زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية عام ٢٠٠٣ وزمالة من كلية الحرب العليا الأمريكية عام٢٠٠٦ .
كان أصغر أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة سناًّ قبل اختياره لمنصبه، كما كان أول من أكد أن أفرادا من الشرطة العسكرية قد أجروا، فى مارس ٢٠١١ ، ما
عُرف إعلامياًّ بكشوف العذرية، قائلا إنها مبررة؛ لأنها تحمى الفتيات من الاغتصاب وتحمى الجنود من الاتهام بالاغتصاب.
عمل فى سلاح المشاة، وعين قائدًا للمنطقة الشمالية العسكرية، وتولى منصب مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع. فى ١٢ أغسطس ٢٠١٢ ، أصدر الرئيس المعزول محمد مرسى قرارًا بترقية السيسى من رتبة لواء إلى رتبة فريق أول، وبتعيينه وزيرًا للدفاع وقائدًا عامًّا للقوات المسلحة، خلفًا للمشير محمد حسين طنطاوى.
وفى ٣ يوليو ٢٠١٣ استجاب لإرادة الشعب وعزل محمد مرسى أول رئيس مدنى منتخب بعد اندلاع ثورة ٢٥ يناير؛ استجابة لمظاهرات حاشدة طالبت برحيله فى ٣٠ من يونيو ٢٠١٣ . أعلن عدة إجراءات صحبت ذلك عُرِفت بخارطة الطريق.
عاش المصريون بعد ثورة ٢٥ من يناير ولمدة ثلاث سنوات فى حالة من التخبط السياسى والغياب الأمنى وضعف الأحزاب السياسية الوليدة بعد الثورة، وعدم قدرتها على تلبية مطالب الجماهير، وصعود ما يسمى بالإسلام السياسى إلى سدة الحكم واستيلائه على برلمانيين، وما نتج عنه من إحساس الجماهير بتردى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للبلاد، بوصول محمد مرسى ممثل الإخوان المسلمين إلى قصر الرئاسة، الذى تسارع منذ ذلك الحين، وضياع مطالب الثورة ومحاولات التيار الإسلامى السيطرة على مؤسسات الدولة، وإقصاء التيارات السياسية الأخرى من المشهد السياسى، مما دفع المصريين فى ذكرى تولى مرسى السلطة إلى الخروج بالملايين للمطالبة برحيله، وحقنا للدماء تقدم الفريق عبد الفتاح السيسى ببيان للمواطنين يؤكد حرص القوات المسلحة على تلبية المطالب، وأن الشعب المصرى وحده هو صاحب الشرعية وهو قائد البلاد، مما دفع أنصار المعزول مرسى إلى الاعتصام ومحاولات زعزعة الأمن وترهيب المواطنين، وزيادة الأعمال الإرهابية فى سيناء، فخرجت الملايين مرة أخرى تفوض الفريق السيسى لمواجهة الإرهاب والحفاظ على الأمن القومى للبلاد ووحدة الأرض المصرية.