بإعلان وزير البترول طارق الملا أمس أن مصر أوقفت استيراد الغاز الطبيعي المسال من الخارج وتسلمها آخر شحناتها المستوردة الأسبوع الماضي، تدخل البلاد رسميا عهد الاكتفاء الذاتي بعد 4 أعوام من الاعتماد على الاستيراد لتلبية الطلب المحلي.
وقال الوزير لوكالة “رويترز”: “بوصول آخر شحنات الغاز المسال لمصر الأسبوع الماضي نعلن وقف استيراد الغاز من الخارج”، لكنه لم يذكر تفاصيل ولا عدد الشحنات التي تسلمتها مصر هذا العام.
وبلغ إنتاج مصر اليومي من الغاز الطبيعي 6.6 مليار قدم مكعبة يوميا هذا الشهر مقارنة مع 6 مليارات قدم مكعبة يوميا في يوليو الماضي.
وقال حمدي عبد العزيز، المتحدث باسم الوزارة إن حقل ظُهر وحده ينتج ملياري متر مكعب يومياً، بالإضافة لعدد من الحقول الأخرى التى ساهمت فى وصول إنتاج مصر من الغاز الطبيعي إلي المعدل الحالي.
وأوضح عبد العزيز، أن مصر حالياً فى مرحلة الاكتفاء الذاتى، وعند وجود فائض من إنتاج الغاز ستقوم باستثماره فى مشروعات البتروكيماويات لأنها ذات أولوية، ثم التحول إلى مركز لتداول الطاقة في المنطقة من خلال تسييل الغاز وإعادة تصديره بعد عدة اكتشافات كبيرة.
ووفقا لما قاله مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق لموقع “مصراوي” إنه مع توقف استيراد الغاز المسال من الخارج، سيتم تحقيق وفر مالي بقيمة الشحنات المستوردة خلال الفترة الماضية، إذ بلغت تكلفة استيراد الغاز المسال من الخارج خلال العام المالي الماضي نحو 1.8 مليار دولار، منخفضة عن السنوات السابقة بفضل زيادة إنتاج مصر من الغاز نتيجة الاكتشافات الغازية الجديدة.
وبلغت قيمة وارادت مصر من الغاز المسال في المالي 2015-2016 نحو 3 مليارات دولار، لتنخفض خلال العام المالي 2016-2017 الي نحو 2.5 مليار دولار.
ومن المتوقع أن تساهم حقول ظهر وشمال الإسكندرية ونورس وآتول في زيادة إنتاج الغاز الطبيعي خلال العامين المقبلين ليزيد إنتاج الغاز المصري بنسبة 100% في عام 2020 مقارنة بما كان عليه في 2016، وفقا لما قاله وزير البترول العام الماضي.
وتسعى مصر إلى استغلال البنية التحتية التي لديها من شبكات للغاز ومحطات تسييل الغاز عبر تحويل ما يزيد من الإنتاج بعد تغطية الطلب المحلي، والغاز المستورد من حقول بدول قريبة في المنطقة مثل قبرص وإسرائيل إلى صورة سائلة، وإعادة تصديره مرة أخرى.
ويوجد في مصر محطتان لإسالة الغاز الطبيعي، الأولى تتمثل في مصنع إدكو الذي يضم وحدتين للإسالة، والآخر في دمياط ويتبع شركة يونيون فينوسا الإسبانية الإيطالية ويضم وحدة واحدة فقط.
وتحولت مصر من مُصدر صافي للغاز بعد ثورة 25 يناير مع تراجع الإنتاج المحلي وزيادة الاستهلاك، وبدأت مصر في استيراد أولى شحنات الغاز المسال من الخارج أكتوبر من عام 2014.
ووقعت الشركة القابضة للغازات الطبيعية “إيجاس” في نوفمبر من عام 2014 عقداً مدته 5 سنوات مع شركة هوج النرويجية، لتزويدها بأول مركب (محطة تغييز عائمة) لاستقبال شحنات الغاز المسال وتحويله إلى غاز طبيعي.
كما فازت شركة “بي دبليو جاز” النرويجية – السنغافورية، بمناقصة توريد المحطة الثانية للتغييز لمصر، ووصلت في أكتوبر من عام 2015، وبدأ تشغيلها في نوفمبر من نفس العام.