اضطرتها ظروفها الصحية ووظيفتها الحكومية الى اللجوء للتأمين الصحى للحصول على إجازة مرضية ذهبت الى هناك ولم تكن تعلم انها ستجد مجموعة من الامثلة للمعاناة التى يمكن ان يتلقاها الفرد فى هذا المكان بدءا من عم يس وصولا الى ام أحمد.
بعد إجراء بعض الإمضاءات والاجراءات الروتينية طلب منها المجئ لمستشفى التامين مرة اخرى فى اليوم التالى فى تمام الساعة السابعة والنصف لإجراء بعض الفحوصات لإثبات مرضها كى تحصل على الإجازة وهناك وجدت حشدا كبير من الوجوة المتعبة التى تكسوها تجاعيد السنين منتظرين أمام البوابات الضخمة للمسشفى .
من بينهم كان “يس” لم يكن هذه المرة شابا يانعا مكافحا بل كان كهلا عجوزا يكافح من أجل صعود درجات السلم مستعينا بعكاذه القديم ,ليصل فيجد أحد عاملى النظافة يصرخ فى وجهه ” انت رايح فين ياحج ” يجيبه عم يس مضطربا ” يابنى الدكتورة قالتالى تيجى 7.30 وانا بقالى نصف ساعة مستنى وجسمى نشف من البرد ” مش دلوقتى ياحاج استنشى شوية لسة مفتحناش مش شايفنا بنضف ؟ “
وبعد نصف ساعة اخرى سمح لهم بالدخول فتدافعوا على السلم محاولين اللحاق بالمصعد الكهربى الوحيد حيث لم يستطع عم يس اللحاق به وبعد انتظار قرر الصعود عبر السلم وبعد ساعة اخرى من الإنتظار يكتشف انه يجلس فى المكان الخطأ وذلك بعد ان سأل موظفا والذى اشار عليه ان بالذهاب لمكان أخر ويسأل عما يريد دون ان يجهد ذاته فى مساعدته حتى بالإجابة ولا تعلم حتى الأن إن كان عم يس قد وجد مايريد ام مل وعاد الى منزله دون جدوى .
يوم أخر وانتظار أخر وعيادة أخرى لترى هناك أم أحمد والتى جاءت وجلست بجوارها قائلة ” دكتورة القلب وصفتلى الدكتورة دى الله يباركلها عشان تكتبلى علاج يريحنى اصلى منبنمش يابنتى من الكحة بتطلع منى بطلوع الروح ” أنفتح الباب ودخلت أم أحمد مستأذنة لتسأئل سوألا بسيطا بخصوص الدواء ليفاجأ الجميع بالدكتورة الله يباركلها تصرح قائلة ” انتى ايه الى دخلك انا مش فضيالك هو كل شوية يلا ياست بعد اذنك انا عندى شغل الدوا تسألى عليه الصيدلية “
هل هذا ماينتظرة المواطن عندما يذهب لتلقى جزءا من حقه فى التأمين الصحى الذى كفله له القانون ؟ علما بأنه كان يدفع تكاليفه بالخصم من راتبه عندما كان بصحته يعمل ويجتهد
هل إننا فى حاجة الى قانون يكفل معاملة أدمية للفرد فى عيادات ومستشفيات التأمين الصحى ؟ أم أننا فى حاجة الى إعادة تأهيل للعاملين بها من موظفين وأطباء وممرضين لتعلم كيفية التعامل مع الأخرين ؟ أم انهم فى حاجة الى من يذكرهم ان كل منهم سيأتى يوم ويقف موقف هولاء وينتظر من يعامله برفق مراعيا ظروفه الصحية والعمرية ؟