أن يسرقْ “باسم يوسف” مقالا، فقد سرق أخوةٌ له من قبلُ، ولم يمسسهم سوءٌ، ولم ينلهم ما ناله، ولم يتم التشهير بهم فى كل واد، السرقات الأدبية والعلمية والفنية فى مصر، لم تعد عارا، بل مهارة وذكاء، كثيرون غير “باسم” يسرقون أفكار ومقالات وأعمال غيرهم، ويحصلون بها على جوائز وأوسمة ونياشين، الذين يتحدثون عن الشرف فى مصر، هم من يفتقدونه، ولم يعرف يوما طريقا إلى ضمائرهم، الراقصات أيضا يتحدثن عن الشرف، إحداهن تفوز بلقب “الأم المثالية”، منذ 6 سنوات.
إن يسرقْ “باسم يوسف”، مقالين أو اثنين أو ثلاثة أو أكثر، لينشرها فى صحيفة “الشروق”، ليحصل بها على مقابل كبير، يزيد على ما يحصل عليه 10 محررين بالصحيفة نفسها، التى تُسرح صحفييها، وترجئ مرتباتها، منذ فترة لأسباب مادية، فقد سبقه إلى ذلك رؤساء تحرير وصحفيون كبار، ممن أوسعوا المذكور بذميم الأوصاف، فما أقبح حديث الغوانى عن الشرف، “باسم” ينُهى فى برنامجه، عن خُلق، ويأتى مثله، وقديما قالوا: لا تنه عن خُلق وتأتى مثله، عارٌ عليك، إن فعلت، عظيمُ.
الذين وجدوا فى سقطة “باسم يوسف”، وصمة للتشفى والثأر منه، سبقوه إلى ذلك، ومنهم من صعد إلى منصات التكريم، بجهد وعرق صحفيين صغار، ومنهم من لم يكتب مقاله يوما، ومنهم من يضع اسمه فوق أسماء محررين صغار، فى عملية سطو مسلح متكررة، لأنه يملك وحده التوقيع على خطاب تعيينهم وإرسالهم إلى جداول نقابة الصحفيين، وقرارات الترقية والفصل.
لقد سرق الدكتور كمال درويش، عميد كلية التربية الرياضية الأسبق، كتابا من أحد زملائه، وأدين بحكم قضائى، لم يغير من الواقع شيئا، لم يختف الرجل من الحياة العامة، بل سيخوض ماراثون انتخابات الزمالك على منصب الرئيس، ويظهر فى وسائل الإعلام فى صورة “الرجل العاقل الخبير المُنظر”.
وسرق “بلال فضل” سيناريو “واحد من الناس”، وضاع حق صاحب السيناريو الأصلى، وبقى “بلال” ينفث أغلاله وأحقاده، عبر مقال يومى فى جريدة “الشروق”، يشتم ويهين المصريين، فيما لم يكتب كلمة واحدة عن مواطنته اليمنية “توكل كرمان”، التى تكيل السباب مثله لنا، فمن شابه مواطنته فما ظلم، وفى عهد المعزول، ثبت أن وزير ماليته الإخوانى، سطا على أبحاث الدكتور أحمد النجار، الذى صار رئيسا لمجلس إدارة الأهرام، ولم يخجل الوزير الإخوانى يومئذ أو يستقل وبقى فى منصبه، حتى اقتلعته ثورة 30 يونيو، وتزامنت مع تلك الفضيحة العلمية، اكتشاف سرقة وزيرة ألمانية لبحث علمى قبل 20 عاما، فجمعت الوزيرة أوراقها، واستقالت فى هدوء، ولم تدافع عن الباطل، فى مصر فقط.. ينتصر الباطل، يفرد عضلاته، يتصدر المشهد، يحتكر التكريم، وإذا صدع الحق يوما بكلمة، رماه بالجنون، أروقة المحاكم مُتخمة بقضايا سرقات علمية، لا تعد ولا تحصى، لا أحد يهتم، لا أحد يخجل، دور النشر تضخ يوميا كتبا مسروقة وملفقة، صارت وجوه البشر بلا حياء، الحياء لم يعد فضيلة، صار رذيلة. فى مصر، بلد الألف مئذنة، بلد الأزهر، بلد المشايخ وأصحاب العمائم، أصبح الغش والتدليس أسلوب حياة، لن تنجح بدونهما، لن تحقق شيئا، دون التسلح بهما، فما نيل المطالب بالتمنى، ولكن تؤخذ الدنيا غلابا، بالغش والتدليس والتزوير والتلفيق، لا أحد يشتم “باسم يوسف”، ليس لأنه لا يستحق ذلك، ولكن لأن منتقديه ليسوا أحسن حالا منا.. فيا عزيزى كلنا لصوص.