تترقب جماهير وعشاق النادى الأهلى حاليا الإعلان عن اسم المدير الفنى الجديد للفريق الأول لكرة القدم بالنادى خلفا لمحمد يوسف المدرب المؤقت، الذى تولى المهمة بعد إقالة باتريس كارتيرون عقب الخسارة من الوصل الإماراتى فى بطولة كأس زايد للأندية العربية.
وكانت نتائج فريق الأهلى فى الفترة الأخيرة تسببت فى ضياع بطولة أبطال أفريقيا بعد الخسارة من فريق الترجى التونسى فى النهائى، حيث فاز الأهلى فى الإسكندرية ذهابا 3-1 وخسر إيابا فى تونس 0-3.
وبعدها خرج الأهلى من بطولة كأس زايد للأندية العربية من دور الـ16 أمام الوصل الإماراتى، حيث تعادل فى الإسكندرية 2-2 وفى الإمارات 1-1، إضافة إلى مركزه الأخير فى ترتيب فرق الدورى المصرى الممتاز والذى لم يحقق فيه الفوز إلا بعد مرور 99 يوما وذلك أمس الأول على حساب فريق بتروجيت فى المباراة المؤجلة من الأسبوع التاسع، ليرفع الأهلى رصيده إلى 14 نقطة من 8 مباريات يحتل بها المركز الـ13، ويتبقى للفريق 8 مباريات مؤجلة.
وهناك عدة أسماء مرشحة لتدريب فريق الأهلى خلال المرحلة المقبلة، وإن كانت الخيارات قد انحصرت بين ثلاثة أسماء من مدارس كروية مختلفة، وهم الأرجنتينى رامون دياز، والأوروجوانى دانيال كارينيو، والبرتغالى باولو دوراتى، الذى اقتحم قائمة المرشحين حديثا بتزكية من مانويل جوزيه المدرب الأسبق للأهلى.
رامون دياز “عاشق الأهداف”:
حصل الأرجنتينى رامون دياز على شهرته فى عالم التدريب من خلال عمله فى منطقة الخليج، وبالتحديد مع فريق الهلال السعودى، لينضم إلى الأسماء الأرجنتينية التى لمعت فى مجال التدريب.
وكان دياز مرشحا قبل ذلك لتدريب الأهلى خلفا لحسام البدرى المدير الفنى السابق، الذى اعتذر عن استكمال مهمته عقب الخسارة من كمبالا سيتى الأوغندى بهدفين دون رد فى المواجهة التى جمعت الفريقين ضمن منافسات الجولة الثانية بدور المجموعات بدورى أبطال أفريقيا.
ولد رامون دياز فى الـ29 من أغسطس عام 1959 فى مدينة (لاريوخا) بالأرجنتين، وله أصول بوليفية ولكنه يحمل الجنسية الأرجنتينية، وكان من الأسماء اللامعة فى الكرة الأرجنتينية فمسيرته كلاعب بدأت مع فريق ليفير بليت الأرجنتيني، أحد قطبى الكرة فى الدورى وقضى معهم 4 مواسم، وتوج معهم بلقب الدورى الأرجنتينى فى 4 مواسم.
كما لعب دياز لأندية نابولى وأفيلينو وفيورنتينا وإنتر ميلان فى إيطاليا، وتوج مع الأخير بالدورى الإيطالي، بعدها تحولت وجهته إلى نادى موناكو الفرنسى الذى توج معه بكأس فرنسا.. وبعد ذلك عاد دياز إلى فريقه القديم ليفير بليت، وفى نهاية مسيرته كلاعب انتقل إلى يوكوهما اليابانى لمدة 3 موسم ثم اعتزل اللعب عام 1995.
وعلى مستوى المنتخب الأرجنتينى، لم ينتظر دياز كثيرا حتى يبدأ فى تحقيق الإنجازات، حيث سجل هدفه الأول مع منتخب التانجو العريق بعد مرور 17 يوما على مشاركته الأولى، كما فاز فى عام 1979 مع منتخب بلاده بلقب كأس العالم (تحت 20 عاما)، واحتفل باللقب برفقة النجم الأسطورى دييجو مارادونا الذى تواجد مع الفريق نفسه فى فترة كان يشق فيها طريقه نحو النجومية المطلقة، كما فاز دياز حينها بجائزة الحذاء الذهبى بعدما تُوّج بلقب الهداف برصيد 8 أهداف، فيما فاز مارادونا بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب فى البطولة.
وتشير الأرقام إلى أن رامون دياز شارك خلال مسيرته فى 514 مباراة على صعيد مسابقات الدورى، ونجح فى الوصول إلى الشباك فى 221 مناسبة، بخلاف سجله مع منتخب بلاده التانجو.. ويلقبه البعض بـ”عاشق الأهداف”.
وعلى المستوى التدريبى، اتجه دياز بمجرد اعتزاله للتدريب، وجاءت الفرصة له عن طريق فريقه القديم ليفير بليت الأرجنتينى بعد سوء النتائج، وحقق مع الفريق خلال 7 مواسم (بداية من عام 1995 إلى 2002) 9 بطولات، من بينها بطولة الدورى الأرجنتينى 6 مرات، وبطولة الكوبا ليبرتادوريس عام 1996، وكأس السوبر لأندية أمريكا الجنوبية عام 1997.
وابتعد دياز عن التدريب لمدة عامين، ثم درب فريق أكسفورد يونايتد بالدورى الإنجليزى فى ديسمبر 2004، وتمت إقالته فى مايو 2005.. ثم ابتعد دياز عن التدريب مرة أخرى من مايو 2005 إلى يناير 2007، قبل العودة للدورى الأرجنتيني، ولكن هذه المرة كانت عن طريق سان لورينز لمدة عام خلال الفترة من يناير 2007 إلى يونيو 2008، وتوج مع النادى خلالها بالدورى الأرجنتينى.
وفى يوليو 2008، تعاقد دياز مع نادى كلوب أميركا المكسيكى واستمر مع الفريق إلى فبراير 2009، ثم عاد مرة أخرى لصفوف سان لورينز الأرجنتيني، حيث تولى قيادة الفريق فى الفترة من يوليو 2010 إلى أبريل 2011، ثم تولى قيادة فريق إنديبندينتى الأرجنتينى لفترة قصيرة من سبتمبر 2011 إلى مارس 2012، وانتقل بعد ذلك إلى ليفير بليت مرة أخرى لمدة عامين من نوفمبر 2012 إلى مايو 2014.
وفى نفس العام، جاءت النقلة الكبيرة لدياز بتدريبه منتخب الباراجوى من ديسمبر 2014 إلى يونيو 2016، واستطاع أن يطور من شكل المنتخب وأحرز معه المركز الرابع فى بطولة كوبا أمريكا بتشيلى عام 2015 بعدما نجح فى إقصاء البرازيل فى ربع النهائى.
وفى التجربة العربية، بدأ دياز مع فريق الهلال السعودى خلال الفترة من أكتوبر 2016 إلى مارس 2018، وتوج معه ببطولتى الدورى السعودى بعد غياب دام 5 سنوات، وكأس خادم الحرمين الشريفين، كما وصل معه لنهائى دورى أبطال آسيا لكنه خسر اللقب بعد أن تعادل فى السعودية (1-1) أمام أوراوا رد دايموندز الياباني، وخسر فى اليابان بهدف نظيف.
وبعد ذلك كان قرار إقالة رامون دياز من تدريب الفريق الهلالى فى مارس الماضى بعد الخسارة أمام استقلال طهران الإيرانى بهدف مقابل لا شيء فى الجولة الثانية من دورى أبطال آسيا، وقبل نهاية الدورى المحلى بـ 5 جولات.
وكشف الأمير نواف بن سعد، رئيس نادى الهلال حينها عن الأسباب الحقيقية وراء إقالة رامون دياز، وأهمها أن المدرب الأرجنتينى كان يسلّم مهامه لمساعده وهو ابنه ايميليانو، وذلك عقب نهائى دورى أبطال آسيا، وأصبح رأى المساعد هو السائد.. مشيرا إلى أن بعض اللاعبين أصبحوا يقولون خلال تلك الفترة “إذا قمت بتحسين علاقتك بالمساعد فإنك ستلعب”.
وفى بداية دورى الأمير محمد بن سلمان للمحترفين فى السعودية هذا الموسم، عاد دياز إلى المملكة مرة أخرى عن طريق نادى اتحاد جدة، لكنه لم يستمر طويلا حيث قررت إدارة النادى إقالته بعد مرور جولتين فقط من انطلاقة الدورى.
وجاء قرار إدارة الاتحاد مترجما لعدة أسباب وأهمها البداية الهزيلة للفريق الاتحادى تحت إدراته الفنية فى 4 مباريات، لتكون أسوأ بداية لمدرب فى تاريخ نادى الاتحاد، حيث بدأ مشواره بخسارة لقب بطل السوبر السعودى أمام الهلال (1-2)، إضافة إلى قيادته الفريق فى 4 مباريات رسمية فى 3 بطولات خسر خلالها 3 مباريات، سواء أمام الشباب والقادسية فى الدورى أو أمام الهلال فى السوبر، وتعادل فقط مع الوصل الإماراتى فى البطولة العربية.
ومن الأسباب التى أدت إلى إقالة الاتحاديين لدياز أيضا، خلافاته المستمرة مع نجوم الفريق، وأبرزها صدامه مع اللاعب التشيلى كارلوس فيلانويفا صانع الألعاب وأفضل لاعبى الموسم الماضى، الذى لم يجد مكانا فى حسابات المدرب الأرجنتينى وظهر عدم اقتناعه به فى واحدة من المفاجأت المدوية، إلى جانب فشله فى تأهيل فهد المولد نجم الاتحاد الذى تراجع مستواه معه منذ توليه المسؤولية.
دانيال كارينيو “صائد البطولات”:
المدرب الأوروجوانى دانيال كارينيو ولد فى الأول من مايو عام 1963، وبدأ حياته الكروية كلاعب فى نادى مونتيفيديو واندررز الأوروجوانى، ثم انتقل فى نهاية الثمانينات إلى نادى ناسيونال فى أوروجواى حيث حصل على كأس ليبرتادوريس لكرة القدم الوطنية وكأس القارات عام 1988.
وبدأ كارينيو، “صائد البطولات” كما يلقبه البعض، مسيرته التدريبية فى نادى مونتيفيديو واندررز وفاز ببطولة الدرجة الثانية عام 2000، وصعد بفريقه إلى الدرجة الأولى فى السنة التالية، وحصل معه على بطاقة تؤهله للتصفيات المؤهلة لكأس ليبرتادوريس عام 2001.. وفى عام 2002 انتقل لتدريب نادى ناسيونال وحصل معه على لقب دورى الدرجة الأولى فى أوروجواى.
وفى عام 2004، قاد كارينيو الجهاز الفنى لفريق ليجا دى كويتو الإكوادورى، وهو النادى الذى سبق وأن لعب ضده فى كأس ليبرتادوريس.. وفى موسم 2005 – 2006 عاد الى الأوروجواى لتدريب وندررز مونتيفيدو.. وفى عام 2007 درب كارينيو فريق ناسيونال الأوروجوانى، حيث حقق معه التأهل لكأس الليبرتادورس عن طريق بطاقة التصفيات، وذلك حتى أكتوبر 2007، ثم تمت إقالته.
وعلى مستوى المنطقة العربية، بدأ كارينيو مشواره التدريبى مع فريق النصر السعودى عام 2012، وحقق معه لقب الدورى وكأس ولى العهد، ليلقيه النصراويون حينها بصائد البطولات، إلا أنه رحل بصورة مفاجئة وحل بديلا عنه مواطنه دا سيلفا.
كما درب كارينيو فريق العربى القطرى خلال موسم 2014 – 2015، ولم يحقق مع نتائج مرضية لتتم إقالته، ويتسلم بعدها مهمة تدريب منتخب قطر، والتى لم تستمر طويلا أيضا حيث تمت إقالته بعد الخسارتين اللاتين منى بهما المنتخب القطرى فى مستهل مشواره فى تصفيات كأس العالم أمام إيران وأوزبكستان 2018.
وقاد كارينيو فريق الشباب السعودى خلال الموسم الماضى فى 15 مباراة فى الدورى السعودى للمحترفين، حقق التعادل فى 5 مباريات، وخسر فى 5 لقاءات، وفاز الليث تحت قيادته فى 5 مواجهات.
وعاد مرة أخرى فى مارس الماضى إلى تدريب فريق النصر، وعلى الرغم من البداية القوية، إلا أن شكل النصر تغير تماما بعد ذلك، لتنهى إدارة العالمى الارتباط بالمدرب الأوروجوانى فى نوفمبر الماضى، أى بعد عدة أشهر من التعاقد معه بسبب تراجع النتائج، والهزيمة من الأهلى فى الدورى بهدفين دون رد، ومن مولودية الجزائرى بهدف نظيف، وذلك فى إطار ذهاب دور الـ16 من كأس زايد للأندية العربية.
وكان كارينيو قد وافق على العودة لتدريب النصر بشرط تسليمه مستحقاته المتأخرة منذ عام 2014، وكانت تقدر بمليون و300 ألف دولار، وهو الشرط الذى كان قد وضعه المدرب من أجل العودة، أى أن هدفه من العودة كان حسابات مادية.
وشمل العرض النصراوى التعاقد مع كارينيو لمدة موسم واحد مع أفضلية تجديده لعام إضافى، وبلغت قيمة العرض 3 ملايين دولار للعام الواحد شاملة قيمة عقد مساعديه الخمسة، بواقع مدرب لياقة ومدرب حراس ومحلل تقنى ومساعد أول وأحصائى.
باولو دوراتى “مورينيو أفريقيا”:
المدرب البرتغالى باولو دوارتى ولد فى 6 أبريل 1969، واعتزل اللعب فى عام 2004 ليدخل مجال التدريب فى العام ذاته، حيث تولى تدريب فريق ليريا موسم 2004 – 2006، ليقوده للتتويج بكأس انترتوتو، كما قاد الفريق للتأهل لكأس الاتحاد الأوروبى.
وتولى دوراتى تدريب منتخب بوركينا فاسو فى الفترة من 2008 إلى 2012، وهى الفترة الأبرز للمدير الفنى البرتغالى على الاطلاق، حيث نجح فى بناء فريق جديد استطاع أن يحقق طفرة فى الكرة البوركينية، فصعد ترتيب الفريق عالميا من المركز الـ109 الى المركز الـ49.
كما تولى دوارتى تدريب منتخب الجابون 2012 – 2013، ثم عاد إلى منتخب بوركينا فاسو عام 2015.. كما كان دوراتى مرشحا لتدريب الزمالك خلفا لحسام حسن قبل 4 سنوات، ولكن لم يتم الاتفاق.
ولقب باولو دوراتى بـ”مورينيو أفريقيا” نظرا لاجادته التامة للغة البرتغالية والأسبانية والفرنسية والإنجليزية، وذلك إضافة إلى تواجده ضمن الجهاز المعاون مع جوزيه مورينيو بفريق ليريا البرتغالى، والذى قال عنه فى كتابه الذى يتحدث عن مسيرته التدريبية “إن باولو دوراتى كان له دور كبير فى مسيرتى التدريبية”.