الرئيس الأمريكى الخامس والأربعون، أيًا كان، دونالد ترامب أم هيلارى كلينتون، سيرث عالمًا يتزايد تعقيدًا وغموضًا، وتحديًا كبيرًا، يتلخّص في 3 نزاعات تتطلب موارد عسكرية إضافية، وتفكير ملىٍّ لمواجهتها، وفقًا لتقرير لمجلة “المصلحة القومية” الأمريكية.
وتناولت المجلة فى معرض حديثها عن الصراعات التى ستحتاج إلى قرار من الرئيس الأمريكى الجديد، ثلاث حروب، هى تلك المشتعلة فى سوريا، والنزاع فى أوكرانيا، والحرب فى اليمن.
وبشأن الحرب فى سوريا، قالت المجلة إن منطقة الحظر الجوى، والممرات الإنسانية والمناطق الآمنة للاجئين داخل سوريا، والغارات على القواعد الجوية السورية جميعها أدرجت كخيارات يمكن للإدارة الأمريكية اتخاذها لمساعدة المعارضة على استعادة الأراضى التى فقدتها ووقف تضعضعها.
وأشارت إلى أن تيم كين، ومايك بنس، نائبى مرشحى الانتخابات الرئاسية، كلاهما ساند إقامة منطقة إنسانية آمنة فى سوريا من شأنها أن تمنع حركة الطائرات السورية والروسية هناك، مشددة على أن جميع هذه الخيارات يمكن أن تتسبب بالمزيد من العنف والعجز والتنافس المحموم بين واشنطن وموسكو، بصورة لم يسبق لها مثيل!
ووصف التقرير الأمريكى الحرب فى سوريا بأنها إحدى أفظع الكوارث الإنسانية فى عالم اليوم، مشددة من جانب آخر على أن أى عمل عسكرى أمريكى ضد الحكومة السورية قد يثير الروس إلى حد التسبب فى اندلاع مستوى جديد من الحرب.
وبالنسبة للنزاع فى أوكرانيا، أكدت المجلة أنه بغض النظر عما حدث فللروس مصالح وطنية فى هذا الجزء من العالم، لافتة إلى أن انهيار حكومة فيكتور يانوكوفيتش واستبدالها بأخرى موالية للغرب ومعادية لروسيا، جعل الكيل يطفح، وخاصة أن موسكو وجدت نفسها أمام تهديد انضمام دولة أخرى على حدودها إلى حلف الناتو، مشددة على ضرورة فهم هذه الحقيقة جيدا فى الولايات المتحدة وأوروبا.
وأشارت إلى الخطط الأمريكية بشأن إرسال أسلحة فتاكة إلى الحكومة الأوكرانية، مشيرة إلى أن ذلك سيدفع روسيا إلى الرد فى ساحة المعركة، مضيفة أن سياسة كييف تسبب الكثير من المتاعب، وستسبب الأسلحة الأمريكية إثارة عداء الروس وربما إشعال صراع هو الآن منخفض الدرجة نسبيا.
وبشأن اليمن، قالت المجلة إن الحرب الأهلية فى هذا البلد الأفقر فى العالم العربى تسببت فى مقتل ما يقارب من 10 آلاف شخص خلال عام ونصف، لافتة إلى أن واشنطن تدعم السعودية حليفها الاستراتيجى فى المنطقة وتبيع لها أسلحة بمليارات الدولارات وتزود طائراتها بالوقود فى الجو بالإضافة إلى الدعم الاستخباراتى فى هذه الحرب.
ووصف التقرير الحوثيين بأنهم مليشيا مدعومة من إيران، أطاحت بحكومة ديمقراطية معترف بها دوليا بقوة السلاح، مشيرا فى نفس الوقت إلى أن الحرب التى يقودها التحالف العربى بقيادة السعودية تسببت فى وقوع خسائر فى صفوف المدنيين، مضيفا أن قصف المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى والموانئ يبدو متعمدا لجعل الحياة فى مناطق سيطرة الحوثيين لا تطاق.
وأكدت المجلة أن الدعم الأمريكى خلال عام ونصف من الحرب فى اليمن لم يحدث نتائج حاسمة فى الصراع، الذى قالت إن خريطته استقرت بتحقيق القوات الموالية للحكومة مكاسب قليلة، وعاصمة البلاد لا تزال تحت سيطرة المتمردين، فيما تواصل الولايات المتحدة بيع الأسلحة للسعودية وتقديم الدعم الجوى للتحالف، وهى بذلك تسهم فى إراقة الدماء وتشجع الرياض والرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى على مواصلة القتال عوضا عن التفاوض.
ورجح التقرير أن تطلب السعودية من الرئيس الأمريكى الجديد الحفاظ على الوضع الحالى ما يعنى المليارات من الدولارات فى عقود دفاعية أكبر والحماية فى مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان، مضيفا أن على كلينتون أو ترامب (من سيصبح منهما رئيسا) مقاومة هذه الدعوات ووقف التدخل العسكرى فى حرب أهلية طائفية لا علاقة لها بالأمن القومى ولا بمكافحة إرهاب القاعدة باليمن.
وخلصت المجلة إلى أن العالم سوف يتغير خلال الأربعة أشهر المقبلة، ويمكن أن تتغير بعض هذه الصراعات مع الزمن، وإلا فعلى القائد العام المقبل للقوات المسلحة الأمريكية أن يكون حكيما وحصيفا لمقاومة قرع طبول الحرب المتواصل، وكى لا نجعل من المشكلات الخطرة أكثر خطورة.