مع بداية عام 2015، سيطرت على مواقع التواصل الاجتماعي أخبار لسيدات مصريات شغلن الرأي العام في مصر، بعضهم أحدث تغييرًا، وبعضهم نال هجوم واضطهاد، واحترام أيضًا، إلا أنهن لفتن نظر المجتمع بما فعلوه، قد نختلف أو نتفق معه، لكن لا أحد ينكر أنه لافت للأنظار.
شيماء الصباغ.. “الأشجار تموت واقفة“
“المناضلة الثورية“، “الشجرة التي ماتت واقفة“، “شهيدة الورد” كما أسماها محبيها، عضوة “التحالف الشعبي الاشتراكي“،التي لقيت مصرعها بعد إصابتها بطلق خرطوش في جسدها أدى لوفاتها على الفور، وعرفت باسم “شهيدة الورد” نظرًا لأنها كانت في وقفة سلمية تحمل ورودًا تنعي بها شهداء ثورة 25 يناير في الذكرى الرابعة للثورة.
كسرت القلوب برحيلها، حكى أصدقائها ورئيس الحزب ومن يعرفونها عن حبها لأسرتها ووطنها، وكيف عملت من أجلهم طوال سنوات ماضية، وطالب الجميع بتحويل الضابط المتهم بقتلها – في الجريمة الموثقة بالفيديو – إلى العدالة لكي يتم القصاص منه بالعدل.
وذلك بعد موجه جدل أحثدتها وفاة الصباغ، بسبب تصريحات الدكتور هشام عبد الحميد المتحدث باسم الطب الشرعي، أن وفاتها بسبب كونها “نحيفة” وأن الخرطوش غير قاتل. وفي 4 مارس الماضي، حققت النيابة العامة في الجناية805 لسنة2015 مع الضابط كمتهم، بعد أن حققت معه على سبيل الاستدلال، وألقت النيابة القبض عليه أثناء تواجده خارج غرفة التحقيق وتحفظت عليه، وهو المتهم بقتلها.
سماح حمدي.. “العروسة اللي زهقت“
صدمت الفنانة سماح حمدي المجتمع بما فعلته عندما سارت في شوارع وسط البلد والتقطت عدة صور لها وهي ترتدي فستان زفاف وتسير به في الشوارع والمواصلات العامة.
جسدت حمدي شعور كل فتاة يضغط عليها المجتمع، ويجبرها على الزواج، ويُقيّمها من خلاله، وفعلت ذلك للتخلص من وصم“عدم الزواج“، ساخرة من أعراف المجتمع التي تحبس الفتيات داخل قفص الزوجية. ارتدت سماح حمدي فستان الزفاف وحملت لافتة بيضاء تقول “هل لديكم رغبات أخرى؟“.
عزة عبد المنعم.. تتحدى الوزير
من موظفة تطالب بحقوقها في تسيير الأمور والتخلص من الروتين، إلى سيدة تحدت وزير الثقافة د.عبد الواحد النبوي. نشرت عبد المنعم عبر حسابها الشخصي ما حدث معها أثناء زيارة وزير الثقافة لمقر عملها كأمينة لمتحف “محمود سعيد“بالإسكندرية، وسخر الوزير من وزنها الزائد.
اقرأ أيضا:تعرف على 7 نساء في حياة فريد الأطرش ومنهم الملكة ناريمان
كتبت عبد المنعم القصة عبر حسابها الشخصي، ورد الوزير في تصريحات صحفية بأنه كان “يمزح“، حسب تعبيره، ولكن عبد المنعم لم تستسلم من السخرية منها، وحصلت على تضامن كبير على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك نشرت قصتها في المواقع والصحف، حتى طلب رئيس الوزراء إبراهيم محلب مقابلتها وجمعها بالوزير، واعتذر الوزير لها.
سيدة البطاطس.. سندوتش لذيذ وقصة عظيمة
هذه السيدة هي صاحبة مطعم شعبي في الشارع، لتقديم السندوتشات السريعة، بالقرب من ميدان “طلعت حرب” الشهير بمنطقة وسط البلد بالقاهرة.
وقال ملتقط الصورة المصور أحمد هنداوي، تعليقًا على صورته “لو أنت في وسط البلد، وعاوز تأكل سندوتشات بطاطس، فأم أميرة قد تكون خيارك المفضل، أم أميرة سيدة جت من اسوان هي و زوجها و بنتها الاتنين أجبرتها إصابة زوجها بالشلل النزول إلى الشارع وبيع البطاطس للناس في وسط البلد“.
وتابع “ماتكسرتش لما بنتها الكبيرة أميرة ماتت بمرض في القلب، كملت عشان بنتها التانية وزوجها وحولت مشروعها الصغير لمحل ناس كتير بتروحله في وسط البلد“. وانهالت التعليقات على الصورة، والتي رشحت “سيدة البطاطس” لجائزة “الأم المثالية“، وقالت سلمى سعد: “أيوة وكان في فيلم اتعمل عنها اسمه أم أميرة.
“سيدة المطار“.. الجدل حول السلطة والنفوذ
ياسمين النرش، أو كما تعرف باسم “سيدة المطار“، ابنه رجل الأعمال المعروف “محيي النرش” وتبلغ من العمر 40 عاما، انتشر لها مقطع فيديو أثناء شجارها مع ضابط شرطة بالمطار.
ظهرت النرش في الفيديو تدعي أنها وصلت للمطار متأخرة، لكن لازال هناك وقت قليل قبل رحلتها، بينما رفض الموظف والضابط صعودها للطائرة. وقالت وزارة الداخلية أنه تم القبض عليها بمطار القاهرة الجوي عند تقدمها للسفر لمدينة الغردقة، بحوزتها 200 جرام لمخدر الحشيش، وانتابتها حالة من الغضب الشديد وتعدت على القوات بالسب والقذف والضرب.
نفت ياسمين النرش ذلك، وقالت أن الفيديو تم تصويره يوم 27 إبريل الماضي. وأكدت السلطات المصرية أنها محبوسة على ذمة القضية، بينما قال شقيق النرش أنها في منزلها، ووسط هذا اللغط، أكد مساعد وزير الداخلية للعلاقات العامة والإعلام اللواء أبو بكر عبد الكريم– في اتصال هاتفي لبرنامج “يحدث في مصر“- أن ياسمين تنفذ القرار الثاني للنيابة بالفعل، بمد حبسها 15 يوما، وذلك بعد انتهاء حبسها 4أيام على ذمة التحقيقات.
ونسبت النيابة لها تهمتي: الاتجار في المواد المخدرة، والاعتداء على موظف عام أثناء تأدية عمله في مطار القاهرة بالألفاظ والضرب. ولازالت القضية تحوي الكثير من المعلومات التي قد تنكشف في الأيام المقبلة، لكن هاشتاج “#الحرية_لياسمين_النرش“اجتاح موقع “تويتر” للتدوينات القصيرة، واحتل المركز الخامس.
هاجم كثيرين النرش بسبب ما فعلته ضد ضابط الشرطة، ودعمها البعض في موقفها، إلا أننا لا نستطيع إنكار أنها أحدثت جدلًا وفتحت باب للنقاش حول السلطة والنفوذ.