حنضلة لناجى العلى شخصية هى الاقرب للذاكرة، ذلك الطفل ذو العشرة اعوام الذى لا يكبر ابدا، المشاهد المعترض، وصور السيدات الجميلات على صفحات الجرائد، كلها رسوم في لحظة تعبر عنك.
بعد الحادث الهجوم الإرهابى أمس على صحيفة “تشارلى إيبدو” فى فرنسا، والذى اعاد إلى أذهاننا رسومات تعرض أصحابها إلى عمليات الاغتيال من أمثال رسمة خامنئى زعيم الشيعة للعراقى أحمد الربيعى والذى اغتيل فى أربيل من ثلاث سنوات، ربما سترغب فى معرفة ما هو هذا الفن الذى جعل البعض يخشاه بهذه الصورة فيواجهون الكارتون بالسلاح، وربما صعدت إلى سطح رغباتك تعلم هذا النوع من الفن، وهذا ما سنقدمه لك اليوم.
فن الكاريكاتير
بالتأكيد شهدت بين الحين والأخر على صفحات الجرائد ومواقع الانترنت، تلك الرسومات التى تعتمد على المبالغة فى تحريف الملامح الطبيعية وإعطاء الشخصيات بعض ملامح الحيوانات أو الأجسام الغريبة، باختصار التحريف غالبا ما يكون فى الشخصية الرئيسية.
وهذا طبيعى للغاية خصوصًا أن فن الكاريكاتير أو الكلمة عامة مشتقة من الكلمة الإيطالية Caricare أى المبالغة بما لا يطاق أو يحتمل، والتى استخدمها موسينى أول مرة فى عام 1646.
فى القرن الـ17 كان جيان لورينزو برنينى، وهو مثال ورسام كاريكاتيرى ماهر، قرر أن يقدمها إلى المجتمع الفرنسى من خلال زيارة له فى عام 1665.
لا يخفى علينا طبعا عظمة اجدادنا فى استخدام فن الكاريكاتير فى حفظ مشاهد من حياتهم وفى حقيقة الأمر السخرية منها كما فعل اليونانيين والأشوريين والمصريين القدماء، وعليك أن تذهب فى زيارة سريعة إلى بعض المعابد التى اشتهرت باسم دير المدينة فى عصور الرعامسة، لتشاهد تلك الرسوم الساخرة هناك ولتتأكد أن الأمر يرجع تاريخه إلى عام 1250 قبل الميلاد، وعليك عزيزى وعزيزتى معرفة أن فنانى الكاريكاتير حينها استخدموا رسمهم هذا ايضًا لسخرية من الحكام والعلاقة بين المحكومين ورصد الأحداث بنفس تلك الروح الفكاهية خفيفة الظل.
عليك عزيزى أن تعلم أيضا أن فن الكاريكاتير عن اليونانيين كان شائعًا لدرجة جعلتهم يعاقبوا بوزون الذى كان دائم السخرية من مشهورين زمانه ولكن يبدو أن عقابه لم يكن كافيًا لأنه فى كل مرة استزاد فى الأمر، والغريب ايضًا هو ما ذكره المؤرخ بلنيوس عن مثالى اليونان بوبالوس واتنيس، صنعا تمثالا للشاعر الدميم ايبوناكس، وكان التمثال أشد دمامة، لدرجة اثارت ضحك الجميع فرد الشاعر عليهما بقصيدة لم يحتملاها، فانتحرا على إثرها، ” ومن الفن ما قتل!!”.
وعن اشهر الفنانين الايطاليون فى فن الكاريكاتير هو تيتيانوس” 1477-1576″، والذى عمد مسخ بعض الصور القديمة المشهورة بإعادة تصويرها بأشكال مضحكة.
وظهرت أول رسوم كاريكاتيرية مهمة فى أوروبا خلال القرن الـ16 الميلادى، وكان معظمها يهاجم إما البروتستانتيين وإما الرومان الكاثوليك خلال الثورة الدينية التى عرفت بحركة الإصلاح الدينى، ولا يخفى عليك الأمر بالطبع أن الخازوق والحرق كانا جزاء من ينتقد بالكتابة والرسم والحديث القامات الدينية العظيمة وقتها.
وأنجبت بريطانيا عددًا من رسامى الكاريكاتير البارزين خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين.
وقد اشتهر وليام هوجارث برسوماته الكاريكاتيرية التى انتقدت مختلف طبقات المجتمع الإنجليزى.
وأبدع جورج كروك شانك، وجيمس جيلارى، وتوماس رولاندسون المئات من الرسوم الكاريكاتيرية اللاذعة حول السياسة والحكومة فى إنجلترا.
وبالطبع لن انسى أن أذكر أهم شخصية كاريكاتورية فى الوطن العربى وهى حنظلة والتى ابتكرها ناجى العلى ويقول عنها:
“عزيزى القارئ اسمح لى ان أقدم لك نفسى.. انا وأعوذ بالله من كلمة أنا..اسمى: حنظلة، اسم أبى مش ضرورى، امى.. اسمها نكبة وأختى الصغيرة فاطمة..نمرة رجلى :ما بعرف لانى دايماًً حافي..تاريخ الولادة: ولدت فى “5 حزيران 67″جنسيتى: انا مش فلسطينى مش أردنى مش كويتى مش لبنانى مش مصرى مش حدا.. الخ ،باختصار معيش هوية ولا ناوى اتجنس.. محسوبك إنسان عربى وبس..
التقيت بالصدفة بالرسام ناجى ….كاره فنه لانه مش عارف يرسم..وشرحلى السبب.. وكيف كل ما رسم عن بلد..السفارة بتحتج..الإرشاد والانباء “الرقابة” بتنذر..قلى الناس كلها اوادم.. صاروا ملايكة.. وآل ما فى أحسن من هيك.. وبهالحالة..بدى ارسم بدى اعيش..وناوى يشوف شغلة غير هالشغلة..قلتله أنت شخص جبان وبتهرب من المعركة.. وقسيت عليه بالكلام، وبعدما طيبت خاطرو..وعرفتو على نفسى وانى إنسان عربى واعى بعرف كل اللغات وبحكى كل اللهجات معاشر كل الناس المليح والعاطل والادمى والازعر..كل الأنواع..اللى بيشتغلوا مزبوط واللى هيك وهيك.. وقلتله انى مستعد ارسم عنه الكاريكاتير. كل يوم وفهمته انى ما بخاف من حدا غير من الله واللى بدوا يزعل يروح يبلط البحر..وقلتلو عن اللى بيفكروا بالكنديشن والسيارة وشو يطبخوا اكتر من مابفكروا بفلسطين..
وياعزيزى القارئ.. انا اسف لانى طولت عليك.. وما تظن انى قلتلك هالشى عشان اعبى هالمساحة.. وانى بالاصالة عن نفسى وبالنيابة عن صديقى الرسام اشكرك على طول.. وبس.. ” – التوقيع : حنظلة