“حليم” فى ذكراك الـ38 .. كم اشتقنا لعذوبة صوتك ونقاء تعبيراتك ودفء إحساسك.
ولد العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ فى قرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، فى21 يونيو 1929 وهو الابن الأصغر بين أربعة إخوة هم إسماعيل ومحمد وعلية.
توفيت والدته بعد ولادته بأيام وقبل أن يتم عبد الحليم عامه الأول توفي والده ليعيش اليتم من جهة الأب كما عاشه من جهة الأم من قبل ليعيش بعدها في بيت خاله الحاج متولي عماشة.
كان يلعب مع أولاد عمه في ترعة القرية، ومنها انتقل إليه مرض البلهارسيا الذي دمر حياته، ولقد قال مرة أنا ابن القدر، وقد أجرى خلال حياته واحد وستين عملية جراحية.
التحق بعدما نضج قليلا في كتاب الشيخ أحمد؛ ومنذ دخول العندليب الأسمر للمدرسة تجلى حبه العظيم للموسيقى حتى أصبح رئيسا لفرقة الأناشيد في مدرسته. ومن حينها وهو يحاول الدخول لمجال الغناء لشدة ولعه به.
قدم عبد الحليم أكثر من 230 أغنية، امتازت بالصدق، والإحساس، والعاطفة. وقد قام مجدي العمروسي، صديق عبد الحليم حافظ، بجمع أغانيه في كتاب أطلق عليه “كراسة الحب والوطنية…السجل الكامل لكل ما غناه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ” تضمنت غالبية ما غنى عبد الحليم حافظ.
كما له العديد من الابتهالات الدينية والأدعية مثل أنا من تراب وعلى التوتة ويا خالق الزهر، بالإضافة إلى الكثير من الأغاني الوطنية مثل حكاية شعب وإحنا الشعب.
وللعندليب 16 فيلما سينمائيا بداية من لحن الوفاء وحتى أبي فوق الشجرة، كما قام ببطولة مسلسل إذاعي “أرجوك لا تفهمني بسرعة” سنة 1973، وهو المسلسل الوحيد الذى شارك فيه عبد الحليم كبطل للحلقات، وكان بطولة نجلاء فتحى وعادل إمام، قصة محمود عوض وإخراج محمد علوان.
ومع كل ذلك كان للعندليب تراثا مجهولا من الأغاني لم يعرفه الكثيرون، والسبب الحقيقي لهذا هو أن هذا الإنتاج الإذاعي لا يتم إذاعته وهو مملوك للإذاعة المصرية مثل باقي إنتاجه، وهذا السبب نتج عنه شىء من الندرة.
وتم الاعتقاد أنه تراث مجهول ولكنه معلوم لكثير من المؤرخين والإذاعيين المصريين المخضرمين، وإذا حسبنا عدد الأغاني التي قدمها في الأفلام سواءٌ بالصوت، والصورة، أم بالصوت فقط، إضافة إلى الأغاني المصورة في التلفيزيون، نجد أن عددها يمكن أن يصل إلى 112 أغنية تقريباً، وهذا العدد لا يكاد يشكل نصف عدد أغانيه البالغة حوالي 231 أغنية في المتوسط، كما أننا لم نأخذ في الحسبان الأغاني التي هي بحوزة بعض أصدقاء عبد الحليم، والتي هي غير متاحة للتداول التجاري .
توفي العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ فى 30 مارس عام 1977 في لندن عن عمر يناهز السابعة والأربعين عاما، والسبب الأساسي في وفاته هو الدم الملوث الذي نقل إليه حاملا معه التهاب كبدي فيروسي” فيروس سى” الذي تعذر علاجه مع وجود تليف في الكبد ناتج عن إصابته بداء البلهارسيا منذ الصغر كما قد أوضح فحصه في لندن.
ولم يكن لذلك المرض علاج وقتها، وبينت بعض الآراء أن السبب المباشر في موته هو خدش المنظار الذي أوصل لأمعاه مما أدى إلى النزيف وقد حاول الأطباء منع النزيف بوضع بالون ليبلعه لمنع تسرب الدم ولكن عبد الحليم مات ولم يستطع بلع البالون الطبي.
حزن الجمهور حزنا شديدا حتى أن بعض الفتيات من مصر انتحرن بعد معرفتهن بهذا الخبر.
وقد تم تشييع جثمانه في جنازة مهيبة لم تعرف مصر مثلها سوى جنازة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والفنانة الراحلة أم كلثوم سواء في عدد البشر المشاركين في الجنازة الذي بلغ أكثر من 2.5 مليون شخص، أو في انفعالات الناس الصادقة وقت التشييع.
وداااااااااااااع يا دنيا الهنا .. وداااااااااااع يا حبي يا أحلام
دا عمر جرحي أنا … أطول من الأيام
https://www.youtube.com/watch?v=eu_DDJype_c