دخل الاقتتال الدامي في السودان يومه الثاني عشر، اليوم الأربعاء، فيما لقي اتفاق وقف النار المعلن لمدة ثلاثة أيام في السودان التزاما جزئياً في الخرطوم مع بدء سريانه أمس، وسط تسارع في عمليات إجلاء الرعايا الأجانب.
ودخلت الهدنة يومها الثاني لكنها لا تزال هشة وسط تقارير عن وقوع اشتباكات واستمرار تحليق طيران الجيش وتحرك قوات الدعم السريع في بعض المدن والأحياء.
وتجددت الاشتباكات المتفرقة في وقت متأخر من أمس الثلاثاء بالرغم من إعلان الطرفين المتحاربين وقف إطلاق النار، وذلك في الوقت الذي قال فيه مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان إن الهدنة صامدة في بعض الأماكن، إلا أنه لا توجد مؤشرات على استعداد أي من الجانبين للتفاوض بجدية.
وتبادل الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد دقلو “حميدتي” الاتهامات بخرق وقف النار.
كما حمّل الجيش قوات الدعم السريع مسؤولية هروب السجناء من السجون، خاصة رموز الرئيس السابق عمر البشير.
وبعد 11 يوماً على المعارك التي خلفت أكثر من 459 قتيلا، وما يزيد على 4 آلاف جريح حسب الأمم المتحدة، استهدف الجيش الثلاثاء بطائرات مواقع لقوات الدعم السريع في ضواحي الخرطوم، فردت الأخيرة باستخدام أسلحة ثقيلة، وفق ما روى شهود لوكالة “فرانس برس”.
واستهدفت غارات جوية جديدة مساءً مركبات لقوات الدعم السريع شمال الخرطوم حسب شهود آخرين.
وقالت قوات الدعم السريع إنها سيطرت على مصفاة ومحطة كهرباء على بعد 70 كيلومترا شمالي الخرطوم حسب مقطع فيديو نشر الثلاثاء.
وأبلغ الجيش عبر “فيسبوك” عن تحرك كبير لقوات الدعم السريع نحو المصفاة من أجل الإستفادة من الهدنة .
وتراجعت حدة القتال في أحياء عدة بالعاصمة منذ بدء عمليات إجلاء الأجانب السبت، كما تراجعت حدة القتال العنيف الذي اندلع في إقليم دارفور الشاسع منذ بدء الأعمال العدائية في 15 أبريل.
مع بدء سريان الاتفاق، حذّرت الأمم المتحدة الثلاثاء من أن ما يصل إلى 270 ألف شخص آخرين قد يتوجهون إلى تشاد وجنوب السودان المجاورتين.
وبحسب الأمم المتحدة، هناك “219 ألف امرأة حامل في الخرطوم، 24 ألفا منهن يتوقع أن يلدن في الأسابيع المقبلة”، وتواجه الحوامل “صعوبات بالغة” في الحصول على رعاية صحية فيما تؤكد نقابة الأطباء أن نحو ثلاثة أرباع المستشفيات بات خارج الخدمة.
يهدد النزاع “بحريق كارثي داخل السودان قد يمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها”، حسب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.
وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مخصصة للسودان مساء الثلاثاء.
وتوازيا أبدت منظمة الصحة العالمية قلقها من خطر بيولوجي “هائل” بعد استيلاء “أحد الطرفين المتقاتلين” على “المختبر المركزي للصحة العامة” في العاصمة الذي يحوي عينات مسببة لأمراض الحصبة والكوليرا وشلل الأطفال.
ومنذ أن اندلعت الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل لجأت القوات شبه العسكرية إلى الأحياء السكنية. وقد أدى الصراع إلى تحول مناطق سكنية إلى ساحات حرب. وتسببت الضربات الجوية والقصف المدفعي في تدمير مستشفيات والحد من توزيع المواد الغذائية في بلد يعتمد ثلث سكانه البالغ عددهم 46 مليون نسمة بالفعل على المساعدات.