كتب: محمد علي حسن
ذكرت صحيفة “القدس” الفلسطينية بأن معلومات مسربة وصلت لها من اجتماعات باريس التي وصفت بالحاسمة، وبعيدا عن قراءات التنجيم والنميمة السياسية، فان لقاء أبو مازن لكيري في العاصمة الفرنسية قبل أيام شهد خروجا عن مألوف ودبلوماسية تلك اللقاءات والتي اضطر خلالها رئيس الدبلوماسية الأمريكية لمعاودة الاجتماع مرة أخرى بالرئيس عباس بعد ان انفجر في وجهه غاضبا خلال اللقاء الأول بينهما بسبب تبنيه للمطالب الاسرائيلية كاملة والمتمثلة بيهودية الدولة ورفض أي تواجد دولي في الأراضي الفلسطينية بعد انسحاب اسرائيل منها واعتبار بيت حنينا وليس القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية التي لن تكون الاغوار جزءا منها.
وبينما ساد الاعتقاد لدى المراقبين ان اجتماع باريس سيكون حاسما لجهة وضع اللمسات الاخيرة على اتفاق الإاطار الذي طال انتظاره قبل أسابيع من نهاية الموعد المحدد للمفاوضات فان ما جرى في الاجتماع جاء على النقيض تماما من جميع التوقعات والتخرصات التي نالت من الرجل وهو يخوض واحدة من اشد معارك التفاوض قسوة وشراسة يذود خلالها باعصاب من حديد عن ثوابت لا قبل له بالتنازل عنها ومحددات ليس لاحد ان يحيد عنها ،رغم ما ابداه من مرونة سياسية ضيقت هوامش الحركة امام الدبلوماسية الاسرائيلية في الساحة الدولية واثارت غضبها .
فما أوضحت معلومات من مصادر موثوقة أكدتها تصريحات الرئيس في ختام اجتماعاته مع كيري والتي اعرب فيها عن خيبة امله من الجهود الأمريكية المبذولة للتوصل الى اتفاق، تفيد بان الرئيس هدد كيري بقلب الطاولة والتراجع عن المرونة التي ابداها لانجاح الجهود الامريكية عندما رفض كيري وجود طرف ثالث في الاراضي الفلسطينية مطالبا ببقاء القوات الاسرائيلية عند ذلك رد عليه الرئيس قائلا” اذن انا اريد دولة ليست منزوعة السلاح” وهو ما رد عليه كيري بالرفض.
وبينما تواصلت اللقاءت لنحو ثماني ساعات فقد تواصلت معها عروض كيري غير العادية كمطالبته الاعتراف بيهودية الدولة دون نقاش وهو ما رفضه الرئيس بشدة معتبرا ذلك “ضربا من الجنون”مشيرا الى ان الاعتراف بإسرائيل تم عام 88.
كما طلب كيري بضرورة الإبقاء على 10 كتل استيطانية ضمن ما أسماه تبادل الأراضي، وهو أمر رفضه الرئيس جملة وتفصيلا واعتبره “ضربا آخر من الجنون”.