أحمد بدر
دعني في البداية أؤكد لك أنني من أكثر الناس تأييداً لك.. وكنت واحداً ممن بذلوا الجهد والمال خلال حملتك الانتخابية الأولى في 2012، وحزنت بشدة بين من أحسوا برحيل الحلم عندما لم توفق في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسة. زاد احترامي لك بعد مشاركتك في ثورة 30 يونيو بالجهد رافضاً أن تنسب لنفسك دوراً لم تقم به وقتها، وعندما طلبت أن يكون الحديث مع قادة حركة “تمرد” لا معك بشأن خارطة الطريق، باعتبارهم كانوا قادة المرحلة في هذا التوقيت.
الحق أقول لك إنني كنت على وشك أن أتحول تجاهك تماماً بعدما رأيت أنصارك – بتحريض من بعض المؤيدين لك ممن يظنون أن دعمك لن يتأتى إلا على أشلاء كرامة معارضيك- يهتفون ضد محمود بدر، مؤسس حركة تمرد الذي أعلنت أكثر من مرة اعتزازك به وقلت في أكثر من محفل أنه أحد رموز الثورة الذين يجب احترامهم، وطالبت بعدم ترشح “أي منافسين” أمامه في انتخابات البرلمان التي يعتزم خوضها، سواء من التيار الشعبي أو حزب الكرامة أو جبهة الإنقاذ. بصراحة لم أتوقعها ممن انتظرت أن يحكم مصر ليمحو ما لحق بها طوال سنوات من تخوين دائم للمعارضين، ففوجئت بأن أنصارك هم أصحاب نظرية التخوين لمجرد أن الرجل يدعم مرشح آخر، فكانت الهتافات “تسبه” ولا تنتقده.
تبددت هذه المخاوف تجاهك يا أستاذ حمدين بعدما دخلت في جدل مع من حضروا المؤتمر أمس فأكدوا لي استيائك الشديد مما حدث، ولكن الأمر خلق داخلي سؤالا ما زلت أبحث عن جواب له: هل ستخوض الانتخابات وخلفك هؤلاء المخونون؟ هم قلة لا أختلف مع أحد على هذا، ولكنهم الأعلى صوتاً، فبعضهم داخل مكتبك، يدير اللعبة باحترافية أشهد له بها، وإن كنت لا أستسيغ أبداً فكرة أن من ليسوا معك خونة يريدون عودة حكم العسكر.
طيب دعنا نناقش فكرة حكم العسكر، لا أؤيده بالطبع، ولكن ألا ترى أن حكم العسكر اعتمد طوال السنوات الماضية على القمع والتخوين؟ فماذا يفعل أنصارك الآن بخلاف القمع والتخوين؟ في بداية دخول قياديي حركة تمرد “عبدالعزيز وشاهين والقاضي” كاد أنصارك أن يفتكوا بهم، لأنهم من الحركة التي أعلنت دعمها رسمياً للمشير عبدالفتاح السيسي، ثم تبدل الأمر بعدما أعلنوا دعمهم لك.. ألا يعد هذا تطبيقاً لنظرية “بوش الابن” من ليس معي فهو ضدي؟ ألا يعد هذا تطرفاً لا يليق بأنصار من يقدم نفسه كمرشح مدني متفتح يستوعب الرأي والرأي المضاد؟
سيادة الرئيس المحتمل.. صدقني أتمنى أن أرى مثلك رئيساً لمصر.. ولكن بدون هذه المجموعة الباحثة عن المشكلات والأزمات، لا تدخل الانتخابات بهم فهم المسمار الأول في نعش شعبيتك لدى المصريين، لأن مصالحهم لن تلتقي مع مصلحتك في منع التخوين وإخماد نبرة التشكيك وتمزيق صكوك الوطنية للمؤيدين فقط.
ونصيحة لله بقى بجد يا أستاذ حمدين.. اختار اللي يمثلك في الفضائيات علشان هتتفضح ويتقال إن وراك مجموعة “لمؤاخذة” بطيخ.