جورج واشنطن ” الأب “
جورج واشنطن (22 فبراير 1732 – 14 ديسمبر 1799)، أول رئيس للولايات المتحدة (1789-1797)، و القائد العام للقوات المسلحة للجيش القاري أثناء الحرب الأمريكية الثورية، وأحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة ، كان خصمًا للانفصاليين وقاد التمرد الذي انتهى بإعلان انفصال الولايات المتحدة عن بريطانيا في 4 يوليو 1776، كما أنه ترأس الاتفاقية التي صاغت الدستور، الذي حل محل مواد الاتحاد الكونفدرالي، وأنشأ منصب الرئيس.
ولد واشنطن في ولاية فيرجينيا لأسرة تمتهن الزراعة كغالبية الشعب الأمريكي في تلك الحقبة،وبعد انتهائه من تعليمه التحق عام 1760 بالجيش الإنجليزى الذي كان الأقوى آن ذاك في أمريكا،وعندما بلغ العشرين من عمره اندلعت حرب بين الإنجليز والفرنسيين في ذلك الوقت لم تكن إنجلترا في أحسن حالاتها على عكس الفرنسيين الذين انهوا مشاكلهم في كندا وتحالفوا مع الهنود الحمر،و كانت المعركة في غرب أمريكا وهزم الإنجليز وقتل قائدهم وبالتالى تولى جورج قيادة تلك المنطقة وقد انصرف الفرنسيين تاركينه مع جيش ضعيف لم يكن يقدر على اصابتهم بضر انصرفوا إلى الشرق لمواجهة الإنجليز في أماكن أخرى وكانت الهزيمة للانجليز في معظم المعارك حتى انحصروا حول نهر المسيسبى وفي الغرب عند جورج ومر ما يقرب من 3 سنوات قام خلالها ملك إنجلترا بتجهيز جيش قوامه (20 الف جندي نظامى و 18 مدفع حصار) ونزل ذلك الجيش وقام قائده بالاتصال بالهنود الحمر فمنهم من لزم الحياد ومنهم من انضم للانجليز وقام الإنجليز بمهاجمة الفرنسيين الذين كانوا يملكون جيشا قوامه 8 آلاف جندي فلم يمض كثير من الوقت حتى انتصر الإنجليز وصارت أمريكا الشمالية كلها تابعة للتاج البريطانى فكثر الظلم على أبناء أمريكا وخصوصا السود وفرضت الضرائب الباهظة، في ذلك الوقت كان جورج واشنطن القائد الفعلى للأمريكان فقاد ثورة التحرير، ثم اختير عام 1775 م قائدًا لهذا الجيش ليخوض به حروبا عنيفة انتهت بعد ست سنوات.
انتخب واشنطن رئيسا بالإجماع من الناخبين في 1788، وقد خدم ولايتين رئاسيتين ،كما أشرف على إنشاء حكومة وطنية قوية ممولة جيدا ،و قد حافظت حكومته الحياد في حروب أوروبا، كما فاز بالقبول بين الأمريكيين من جميع فئات المجتمع،وأنشأ جورج واشطن أثناء قيادته العديد من الأشكال والطقوس الحكومية التي استخدمت منذ ذلك الحين، مثل استخدام نظام مجلس الوزراء و يوم القسم الرئاسي، وأنشأ الانتقال السلمي من رئاسته لرئاسة جون آدامز والتقاليد التي لا تزال متعارف عليها إلى يومنا هذا،وقد أشادت واشنطن بأنه “أب لبلاده” حتى خلال حياته.
شارل ديجول ” المنقذ “
ولد الرئيس الفرنسي السابق شارل ديجول في مدينة ليل بفرنسا في 22 نوفمبر 1890، وتخرج من المدرسة العسكرية سان سير في 1912 من سلاح المشاة ثم عين جنرال فرقة ونائبًا لكاتب الدولة للدفاع الوطني في يناير 1940 وقاد مقاومة بلاده في الحرب العالمية الثانية وترأس حكومة فرنسا الحرة في لندن في 18 يناير وفي1943 ترأس اللجنة الفرنسية للتحرير الوطني، وفي يونيو 1944 صار رئيسًا للحكومة المؤقتة للجمهورية الفرنسية وأول رئيس للجمهورية الفرنسية الخامسة.
جاء «ديجول» رئيسًا لفرنسا في 8 يناير 1959 وظل يشغل منصب الرئيس حتى 28 أبريل 1969، وقد عرف بمناوراته الاستعمارية تجاه الجزائر منها مشروع قسنطينة والقوة الثالثة والجزائر جزائرية ومشروع فصل الصحراء الجزائرية وسلام الشجعان، وتوفي في 1970.
لم يشفع التاريخ المشرف لـ«ديجول» لدى الشعب الفرنسي الذي خرج في مظاهرات مناوئة له عام 1968، واستجابة لمطالب المتظاهرين الذين شكل الطلاب والعمال الغالبية بينهم قرر «ديجول» أن يجري استفتاء حول تطبيق المزيد من اللامركزية في فرنسا، وتعهد قبل إجراء الاستفتاء بالتنحي عن منصبه في حال لم توافق نسبة كبيرة من الفرنسيين على تطبيق اللا مركزية في البلاد.
وفي 28 أبريل1969 أعلن «ديجول» تنحيه عن منصبه بعد أن حققت الموافقة على تطبيق اللا مركزية نسبة أقل قليلا من النسبة التي حددها سلفا في الاستفتاء الذي دعا إليه،وينظر الفرنسيون إلى «ديجول»باعتباره الأب الروحي للجمهورية الفرنسية الخامسة.
ويرجع الكثير من الفرنسيين الفضل إليه في استقلال بلادهم من الجيوش النازية أثناء الحرب العالمية الثانية، إذ لم يتوقف وهو في لندن من إطلاق الشعارات التي كانت تلهب قلوب الفرنسيين وتدفعهم إلى المقاومة، ومن أشهر نداءاتة «أيها الفرنسيون لقد خسرنا معركة، لكننا لم نخسر الحرب وسنناضل حتى نحرر بلدنا الحبيب من نير الاحتلال الجاثم على صدره»، ولقد ترك «ديجول» وراءه مؤلفات منها «خيط السيف»، و«نحو جيش الاحتراف»، و«فرنسا وجيشها».
ديفيد أيزنهاور ” القائد “
ولد دوايت ديفيد أيزنهاور، السياسي والعسكري الأمريكي والرئيس الرابع والثلاثون للولايات المتحدة، في 14 أكتوبر 1890، وقد شغل منصبه هذا في الفترة من 1953 إلى 1961، وكان جنرالًا في الجيش الأمريكي، وقائدًا أعلى لقوات الحلفاء في أوروبا وكان المهندس الرئيسي لاجتياح الحلفاء لأوروبا خلال الحرب العالمية الثانية والتي انتهت بهزيمة ألمانيا النازية.
وفي 1951 أصبح أول قائد أعلى لقوات حلف الناتو وخلال وجوده في البيت الأبيض، كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، وأنهى أيزنهاور الحرب الكورية وحافظ على الضغط على الاتحاد السوفيتي، وخلال الحرب الباردة أعاد تنظيم ميزانية الدفاع في اتجاه الأسلحة النووية وأطلق سباق الفضاء ووسع نظام الضمان الاجتماعي وبدأ في إنشاء نظام للطرق السريعة بين الولايات، لكن فترة رئاسته لم تحمل أي سمات مميزة على صعيد السياسة الخارجية.
واعتبرت رئاسته فترة هادئة على هذا الصعيد، مع ذلك فقد ارتبط اسم أيزنهاور بالشرق الأوسط والعالم العربي، من خلال المبدأ المعروف باسمه، وهو مبدأ أيزنهاور الذي حدد الإطار العام للاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط في المرحلة التي أعقبت العدوان الثلاثي على مصر في 1956مباشرة والذي هدف أساسًا إلى احتواء التمدد السوفيتي باتجاه المنطقة، إلى أن توفي في 28 مارس 1969.
ونستون تشرشل ” المنتصر”
ولد السياسي الداهية وقائد الحرب المحترف والمفكر والمؤلف والمؤرخ الكبير، ونستون تشرشل، في 30 نوفمبر 1874 في قصر بلنهايم في محافظة أكسفوردشاير في إنجلترا، ويعتبر أحد أهم الزعماء في التاريخِ البريطاني والعالمي الحديثِ، وكان خطيبا مفوها استطاع رفع معنويات شعبه أثناء الحرب، حيث كانت خطاباته إلهامًا عظيمًا إلى قوات الحلفاء، وربما لا يعلم معظم من خرجوا في الثورات أو المنتصرين في الحروب الحديثة حينما يرسمون علامة النصر بأصبعي السبابة والوسطى إشارة للنصر على شكل (v) اختصارا لكلمة Victory نصر بالإنجليزية أن تشرشل هو من ابتكر هذه الإشارة.
عمل «تشرشل» ضابطًا في سلاح الفرسان ثم نـُقِل إلى مصر في 1898 والتحق بسرية عسكرية في مصر كانت تعمل في السودان، وشهد ثورة الدراويش وحرب البوير بين، وأُسر وهرب، وسياسيا كان أول انتخابات يخوضها في 1899 وقد خسرها وبعد سنة فاز.
بدأ حياته السياسية في حزب المحافظين، وانتُخب عضوًا في مجلس العموم، وفي 1904 انضم إلى حزب الأحرار، الذى نجح في الانتخابات العامة ثم عُيّن وزيرًا للتجارة ثم وزيرًا للداخلية ثم وزيرًا للبحرية ثم حارب ضابطًا في الجبهة الغربية بفرنسا ثم عُيّن وزيرًا للذخيرة ثم للحربية والطيران في 1919 ثم عاد إلى حزب المحافظين، وفي 1924 عُين وزيرًا للمالية وبين 1929و1939، بقى بلا منصب وزاري، فتفرغ للتأليف.
أصدر أهم مؤلفاته، وكانت أهم مرحلة في حياته السياسية في الحرب العالمية الثانية، فقد عُين عند اندلاع الحرب سنة 1939 وزيرًا للبحرية، وفي10مايو 1940 أصبح رئيسًا للوزارة، وبعد أن عجزت بريطانيا عن صد الجيش الألماني في جزيرة كريت، ولما هاجم اليابانيون بيرل هاربر ودخلت الولايات المتحدة الحرب أسرع تشرشل للتحالف مع الرئيس الأمريكي روزفلت، واستمر التحالف ضد ألمانيا.
وفي نوفمبر 1943 حضر مؤتمر طهران مع روزفلت وستالين وفيه تقرر الهجوم على الألمان في أوروبا، وفي 8 مايو 1945 ربحت بريطانيا الحرب ضد ألمانيا، وفي 1945 قدم استقالته كرئيس للوزراء، وعاد مجددا إلى رئاسة الوزارة وبقى حتى 1955 مُنح تشرشل لقب «سير» كما حصل على جائزة نوبل عام 1953 (كاتبا ومؤلفا ومؤرخا لا محاربا)، وفي 1955 تقاعد وسلم الوزارة إلى أنطونى إيدن، لتقدمه في السن، إلى أن توفى في 24 يناير 1956عن 91 عاما.