الحكاية كلها إبتدت بعد زيارة النحات الفرنسي بارتولدي لمصر وأخذه رحلة نيلية من القاهرة لأسوان و ده خلاه يعشق مصر، رجع فرنسا ورسم تصميم مصغر لتمثال الحرية ، وأخذه إلى الخديوي إسماعيل في مصر، في أعقاب افتتاح قناة السويس للملاحة (1869).
واقترح عليه أن يوضع على مدخل القناة عشان يكون رمز لحرية الملاحة أمام العالم، وباعتبار أن التمثال يمثل مصر وهي تحمل شعلة الحرية لأن التاج الذي يعلو رأس المرأة له سبعة أسنة (تبدو كأنها سبعة أشعة)، ترمز للبحار السبعة التي تطل عليها قارات العالم لأن كل دول العالم كانت بتنظر لمصر بأنها ملكة العالم كله.
وللأسف الشديد، الخديوي إسماعيل رفض التمثال ، والفرنسي بارتولدي جاله إحباط شديد وإبتدي يدور علي أي دولة توافق علي شراء التمثال ، وفضل ١٥ سنة موجود في باريس لغاية ما سافر #أمريكا وكان عايز يحطه في السنترال بارك في وسط نيويورك ولاقي رفض شديد وبعدين راح فلاديلفيا وبوسطون عشان يحطوه عندهم و رفضوا برضوا !!
وبعدين وهو راكب المركب شاف جزيرة مهجورة، قال بس كدة هي دي الجزيرة اللي ححط عليها التمثال، بس كان فيه مشكلة كبيرة إن الحكومة الأمريكية فقيرة جداً و معهاش ثمن التمثال (٦٠٠ ألف دولار) !! ولكن الحكومة الفرنسية قررت دفع ثمن التمثال كهدية لأمريكا تعبيراً عن الصداقة ما بينهم .. إلا إن التمثال لازم يتحط على قاعدة وأمريكا معهاش فلوس حتى تبني القاعدة الخرسانية ..فقد سارع الكاتب والصحفي الأمريكي جوزيف بوليتزر لنشر افتتاحية في صحيفته The World جعل عنوانها “العار الوطني”..
قال فيها إنه سيكون من العار على نيويورك والولايات المتحدة أن تقدم لها فرنسا هدية فتكون عاجزة عن إقامة قاعدة لها!!
مش بس كدة ده الحكومة الأمريكية عملت حملة قومية في كل الدولة عشان يتبرعوا لبناء القاعدة الخرسانية واللي حيتبرع حيتكتب إسمه في لوحة الشرف في الجريدة الأمريكية الكبري .. وأخيراً بعد ٤ أسابيع تم جمع ٢٥ ألف دولار و بدئوا العمل …
المهم في الموضوع إن تمثال الحرية (اللي عافر عشان يلاقي مكان يتبني فيه) دلوقتي رمز لأمريكا كلها و من أشهر التماثيل العالم و بيزوره عشرات الملايين من السياح سنوياً (أكثر من مجموع السياح إللي بيزوره مصر سنوياً) و بيدخل للإقتصاد الأمريكي مئات الملايين من الدولارات ..
يا تري لو كان التمثال إتبني في مصر وإتحط علي مدخل #قناةـالسويس .. كانت مصر إستخدمته سياحياً زي أمريكا وعملته رمز عالمي وأخد الشهرة دي كلها؟