لدي قناعة تقول لي دائما أن الزعماء الذين تصنعهم النخب السياسية ليسوا زعماء ، و ليس لهم إي علاقة بالزعامة ، لكن الزعماء الحقيقيون هم من يصنعهم الشارع ، فكم من زعيم صنعته النخبة و إكتشفنا بعد ذلك أنهم زعماء من ورق ، ليس لهم من ارضيه او شعبيه ، بل هم ليسوا زعماء اصلا ، و لك في ذلك الكثير من الامثلة التي تساقطت واحداً تلو الاَخر ، و علي رأسهم الزعيم الملهم ” البرادعى ” ، و المناضل الثوري ” أيمن نور ” ، و البطل الهمام ” أحمد ماهر ” ، و بنظير بوتو مصر ” إسراء عبد الفتاح ” ، و غيرهم كثير ، إلي أن وصل بنا الحال و استقر علي القائد الرمز زعيم التيار الشعبي حمدين صباحى .
أنصار الزعيم حمدين صباحي يرون أنه يجب ان يترشح للرئاسة لانه مرشح الثورة ، ولأنه الوحيد الذي يحق له التحدث بأسمها بين جميع المرشحين المحتملين للرئاسة ، حتي حمدين نفسه ” مع حفظ الألقاب ” يري أنه خليفة جمال عبد الناصر ، حتي أنه في الإنتخابات الرئاسية السابقه تعمد أن تكون ” بوسترات ” الدعاية له في صور و لقطات تجعله قريب الشبه من ناصر من حيث النظرة و بياض الشعر و النظارة أحيانا ، خرج إلي الناس عبر الفضائيات ليتحدث عن عبد الناصر و إنتمائه لفكره بذكاء شديد يحسب له لأنه يعلم أنه بالحديث عن عبد الناصر يداعب احلام الفقراء و البسطاء الذين يبحثون عن زعيم و قائد في حجم عبد الناصر .
و للحق أقول أن حمدين نجح خلال الانتخابات الرئاسية السابقة في إرتداء قميص ناصر و هو ما دفع الملايين لانتخابه و تحقيق نتيجة إيجابية تحسب له ، لكن كما يقولون تأتي الرياح دائما بما لا تشتهي السفن ، ففي الوقت الذي حاول فيه حمدين إرتداء قميص عبد الناصر ، ظهر له عبد الناصر بذات نفسه ، و بالصورة التي كان يبحث عنها الشعب تماماً ، رجل عسكري قوي يشعر بالشعب و ينصره و يقاوم الإرهاب ، و يداعب قلوب البسطاء بصدق دون إي تصنع ، أو بحثاً عن السلطة ، ظهر له الفريق أول عبد الفتاح السيسي ، ذلك البطل الحقيقي الذي خرج من الشعب من اجل تفويضه في اعداد تقدر بال 33 مليون مواطن ، وربما سيخرج مثلهم يوم 25 من يناير المقبل لمطالبته بالترشح .
لهذا رأينا زعيم التيار الشعبي يقول أنه لا يمانع في ترشح الفريق للرئاسة بشرط ان يتعهد بأن لا نعود إلي ما قبل 25 يناير و ان لا يتصدر رجال مبارك المشهد السياسي مرة أخري ، في تناقض واضح مع تصريحاته السابقه و تصريحات
القائمين علي الحملة الانتخابية الخاصة به المسماه بـ” مرشح الثورة ” ، و التي تؤكد رفضهم التام لترشح الفريق لانه ذو خلفيه عسكرية .
اعتقد اني اسهبت كثيرا في الحديث عن صباحي و لم اتحدث كثيرا عن الفريق ، ربما لان الفريق لا يتحدث كثيرا هو يفعل فقط ، يفعل ما يجعله فعلا زعيما حقيقيا في نظر البسطاء الذين خرجوا و سيخرجوا من أجل مستقبل افضل من اجل
زعيم شعبي ، و ليس زعيم نخبه … و للحديث بقيه
فاروق الجمل
مذيع برنامج عز الشباب علي روتانا مصرية