جمال ارستقراطي هادئ.. رقة شديدة.. نبرة صوت مميزة حانية.. نظرة عيون بريئة.. حضور طاغي.. أنوثة متدفقة، وقبل هذا كله موهبة هائلة»، صفات ميزتها فأصبحت فتاة أحلام جيلها، لكنها لم تكتف بصورة الفتاة الرومانسية الرقيقة، بل تمردت وسارت عكس التيار فاستطاعت إحداث تطويرا هائلا في شخصيتها الفنية، فكانت صاحبة نمط ونوعية أدوار مختلفة مع كل مرحلة عمرية مرت بها في مشوارها الفني، وكذلك التي مرت بها السينما في مصر.
«عروس السينما» أو «فتاة السينما المدللة» ألقاب كثيرة خرجت لتصف فتاة صغيرة دخلت باب الفن من خلال عبدالحليم حافظ الذي اختار لها اسم «نجلاء»، لكنها لم تكن تعلم يوما أن الفراغ الذي تركته لا يمكن لأحد أن يملأه بعدها.
أقرا ايضاً: نجلاء فتحى ليست فى أفضل حال
وعندما ابتعدت نجلاء فتحي عن الساحة الفنية، وامتنعت عن الظهور لفترات طويلة، لم تكن تدرى أن ذلك سيزيدها حبا وتألقا في قلوب معجبيها، الذين صدموا بخبر مرضها النادر بالصدفية المستعصية، لتخرج هي بهدوء ورقة كعادتها تمنح جمهورها نفحة أمل، وتطمئنهم طالبة منهم الدعاء لها بالشفاء.
ونرصد محطات في مشوار «فتاة السينما الدلوعة».
نشأتها وطفولتها
79. ولدت فاطمة الزهراء حسين أحمد فتحي في 21 ديسمبر 1951، وتبلغ من العمر 64 عاما، لأسرة ميسورة الحال تقطن في حي مصر الجديدة بالقاهرة، ولأنها ولدت في يوم المولد النبوي الشريف، اختار لها والدها اسم فاطمة الزهراء، على اسم بنت الرسول عليه الصلاة والسلام، ورأت والدتها أنها ستكون تعويذة الأسرة، وصاحبة الحظ السعيد، وكانوا ينادونها باسم الدلع «بطة».
78. كان والدها يعمل مهندسا، ووالدتها ربة منزل من المنصورة، وأنجبا 9 أبناء، وكان ترتيب «نجلاء» الخامس بين أخواتها، فكانوا 4 بنات و5 أولاد.
76. تلقت تعليمها في مدرسة «نوتردام» الفرنسية بمصر الجديدة.
75. في حوار صحفي قديم لها نقله موقع «محيط» اعترفت «نجلاء» أنها عانت من عقدتان في طفولتها، الأولى أن «صوتها وحش»، موضحة أنها وهي صغيرة «كانت والدتها تدعوها دائمً لكي تدخل غرفة الصالون لتصافح الضيوف فتبكي ولا تدخل إلا بعد إلحاح شديد، لأنها كانت تعرف أنها ستسمع هذه الجملة غير المأثورة عندها «البنت دي حلوة أوي بس صوتها وحش»، لذلك لم تكن تتحدث طويلًا.
وأوضحت أن كان لها عقدة أخرى في طفولتها غير صوتها، وهي ساقها فكانت ساق والدتها جميلة جدًا، ومع ذلك فقد كانت تعاني من أن رجل نحيفة جدًا وكانوا يقولون لها: «كلي وأنتي واقفة عشان رجليكي تتخن»، على سبيل المزحة.
74. قال زوجها الإعلامي حمدي قنديل في حوار له في برنامج «ممكن» أن «نجلاء لها نهجا يساريا رغم مصادرة جمال عبدالناصر لأملاك واراضي والدها حسين بك في في الفيوم».
73. انفصل أبواها وهي في سن الـ11، وانتقل أبيها للعيش في الفيوم، وأخذ أبنائه ممن تجاوزوا سن الحضانة للعيش معه، ورغم ذهاب «نجلاء» للعيش مع إخوتها، إلا أنها لم تتحمل الحياة هناك، وطلبت من والدها العودة للقاهرة والعيش مع والدتها في مصر الجديدة، الحي الذى ولدت وعاشت فيه أجمل أيام حياتها، فاستجاب لها وعادت إلى القاهرة.
وعن هذا الموقف تقول «نجلاء» في حوار لها عام 2005 مع مجلة «الجزيرة» السعودية: «أتذكر جيدا هذا اليوم الحزين الذي وصلت فيه العلاقة بين أبي وأمي لطريق مسدود فتم الانفصال بينهما وانتقل أبي للعمل بالفيوم وعشت أنا مع والدتي في القاهرة، فقد كان لهذا الموقف تأثيرا كبيرا على شخصيتي وكنت أنا قريبة منها بشكل أكبر من كل أخواتي، ولهذا أختارت لي والدتي مدرسة النوتردام الفرنسية بمصر الجديدة لكي أتلقى تعليمي فيها».
الحب والزواج في حياتها
71. تمت خطبتها قبل الشهرة والأضواء إلى ضابط شاب من عائلتها، وكان ذو طابع محافظ صارم لم يكن يستسيغ ميلها إلى الفن، وبالطبع فور علمه بقرارها احتراف التمثيل، انفصل عنها نهائيًا، ما سبب لها جرحًا كبيرًا، وفقا لموقع «جولولي».
70. تزوجت في حياتها 4 مرات، المرة الأولي كانت عام 1969 وهي في سن المراهقة ولم يتعد عمرها 18 عاما من المهندس أحمد عبد القدوس نجل الكاتب والروائي إحسان عبد القدوس، وكان الزواج سريًا خوفا من رفض الأهل، وسرعان ما انهارت العلاقة، وحدث الانفصال بعد عام واحد.
69. عن قصة هذا الزواج تقول «نجلاء»: «تعرفت على أحمد أثناء تصوير أحد الأفلام، وكان لا يزال طالبا بكلية الهندسة، ومن الصعب عليه أن يفاتح أباه في أمر الزواج لكونه لا يزال طالبا لم يعتمد على نفسه بعد، فعرض علي الزواج سرا دون استشارة أسرتي وأسرته، وبتفكير الفتاه المراهقة وافقت وكأن الموضوع لعبة ليس أكثر دون أن أدرك خطورته، وهذا هو ما حدث بالفعل فبعد عام واحد وقع الطلاق، وكان لابد أن يتم هذا الانفصال لأن ما بني على باطل فهو باطل، ومن هنا احذر كل فتاة من الوقوع في مثل هذا المأزق دون أن تفكر في عواقبه».
68. زواجها الثاني كان من المهندس المعماري سيف أبو النجا، والد ابنتها الوحيدة «ياسمين»، والشقيق الأكبر للفنان خالد أبو النجا، ومثل في حياته دورًا واحدًا هو دور «مصطفى» الطالب الجامعي والابن الأكبر لفاتن حمامة في فيلم «إمبراطورية ميم» عام 1976، بطولة أحمد مظهر، وظهر في التترات باسم خالد أبو النجا، ثم تفرغ بعدها لعمله في مجال الهندسة المعمارية، وتدرج في المناصب حتى أصبح رئيس الجمعية المصرية للمعماريين ونائب رئيس الإتحاد الدولي.
67. تقول «نجلاء» عن الزواج الثاني: «سيف أبو النجا كان صديقا لشقيقي الأكبر وكان يثني على أدواري الفنية ونتحدث كثيرا في هذا الأمر وطموحاته وطموحاتي، ولا أخفي أنني كنت أشعر بارتياح شديد له لأنه كان شابا متزنا وعاقلا ويحمل طموحات لا حد لها، وبعد فترة طلب الزواج مني فتناقشت مع شقيقي في الأمر ثم وافقت عن اقتناع وتزوجنا، وأنجبت منه ابنتي الوحيدة ياسمين».
66. عملت ابنتها «ياسمين» لفترة في السفارة الإيطالية ثم قررت البقاء في بيتها إلى جانب زوجها وابنتها، وفقا لتصريحات «نجلاء».
65. تزوجت للمرة الثالثة في بداية الثمانينات من أمير سعودي، أقامت معه بين القاهرة وباريس واستمر الزواج لمدة 3 أعوام ونصف، ظلت بعدها فترة طويلة بدون زواج.
64. كانت الزيجة الرابعة لها عام 1992 من الإعلامي حمدي قنديل، بعدما تعرف عليها خلال حوار صحفي لصالح التلفزيون المغربي، وفقا لصحيفة «الشرق الأوسط».
63. عن اللقاء الأول، تقول «نجلاء»: «استمتعت بالتسجيل معه وتوطدت علاقتنا ولمست فيه الصدق الشديد وعشقه لعروبته ووطنيته وتبادلنا الأحاديث واحترمته بشدة، ومن هنا لم أفكر كثيرا حينما عرض عليّ الزواج وكان ذلك في عام 1992 وها نحن نعيش سويا حتى اليوم بحب واحترام وسعادة».
وتضيف: «تعلمت من زوجي حمدي قنديل الكثير وأثر بشدة في تفكيري وشخصيتي وجعلني قريبة أكثر من الأحداث السياسية والآلام العربية بشكل مختلف تماما عما كنت عليه قبل ارتباطي منه، فهو مناضل وحارب التوريث والفساد بشتى أشكاله ومنعت برامجه من التلفزيون المصري لأنه كان يقول كلمة حق».