فيما بدا سعيا أوروبيا لتأمين احتياجات دول الاتحاد من الغاز المصري، وقعت الحكومة المصرية، أمس، مذكرة تفاهم حول “الشراكة الاستراتيجية فى مجال الطاقة مع مفوّض الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبي.
وقال مجلس الوزراء في بيان إن مذكرة التفاهم تأتي في إطار توافق كل من مصر والاتحاد الأوروبي، وتطوير علاقاتهما وتعاونهما في قطاع الطاقة خلال الفترة 2018 – 2022.
وتتضمن الاتفاقية مجالات دعم تطوير قطاع البترول والغاز، واستمرار الدعم لإصلاحات قطاع الكهرباء، إلى جانب تطوير مركز تداول الطاقة، وتحقيق المزيد من الدعم في مجال الطاقة المتجددة من خلال معايير ومشروعات مشتركة، بحسب البيان.
ويأتي التحرك الأخير بالتزامن مع التوقعات المتصاعدة بتحول مصر إلي لاعب دولي على خريطة الغاز مع بدء الإنتاج من حقل “ظهر” العملاق.
وتتضمن مذكرة التفاهم أيضا دعما إضافيا لاستراتيجيات وسياسات وتدابير كفاءة الطاقة عبر مختلف القطاعات، ودفع التعاون في المجالات التكنولوجية والعلمية والصناعية في مجال الطاقة. وأعرب مفوض الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبي “ميجيل آرياس كانتيه” عن تطلع الإتحاد لزيادة التعاون المشترك مع مصر بشكل وثيق.
وأكد “كانتيه” تأييد الاتحاد الأوروبي لجهود برنامج الحكومة المصرية للإصلاح الإقتصادي والإجتماعي، مشيرا إلي نظرة الاتحاد الأوروبي لمصر باعتبارها البوابة الرئيسية للاستفادة من اكتشافات الغاز الجديدة، في ضوء توافر البنية الأساسية المطلوبة من مصانع الاسالة والموانىء وشبكات خطوط الغاز بالاضافة للموقع الاستراتيجى.
وتعد تلك الخطوة من جانب الاتحاد الأوروبي تحركا استباقيا قبل أشهر من وصول مصر لخطوة تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز، وبعد أشهر قليلة من توقيع اتفاق بين شركة “دولفينوس” المصرية و”ديليك” الاسرائيلية يتم بموجبه تصدير الغاز الاسرائيلي وتسييله في مصر، في صفقة يعتقد كثيرون أنها ستحول مصر إلي مركزا إقليميا للطاقة.
وفي فبراير الماضي قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” إن وجود مصر كمركز في شرق البحر المتوسط لتصدير الغاز يعد أمراً جاذباً للدول الأوروبية التي تتخوف من تراجع إنتاج الغاز من بحر الشمال، وكذلك من الاعتماد المتزايد على روسيا، لافتة إلى أنه لابد من التغلب على بعض المصاعب التي تحول دون ذلك، بما فيها مد خطوط الأنابيب اللازمة لنقل الغاز من دول شرق المتوسط إلى مصر.
واعتبر رجل الأعمال أحمد هيكل، رئيس شركة القلعة أن مصر مستعدة لكى تصبح مركز الطاقة لأوروبا، مع الارتفاع الكبير فى إنتاج الغاز فى عدد من المواقع فى مصر.
وقال فى تصريحات أمس لشبكة “CNBC” الأمريكية الاقتصادية “فى قطاعى الغاز والنفط تظل مصر لاعبا مهما للغاية، وهناك دافعا الآن ليتدفق الغاز المصرى إلى الأسواق الأوروبية عبر محطتى إدكو ودمياط”، موضحًا أن الاكتشافات الجديدة فى الغاز والبنية التحتية فيما يتعلق بمحطات الغاز الطبيعى المسال فى إدكو ودمياط يعنى أن مصر مستعدة للعب دور هام للغاية كمركز للطاقة، لاسيما فى صادرات الغاز.
وتقول وزارة البترول إنه “من المتوقع أن يرتفع إنتاج الغاز في حقل “ظهر” من 400 مليون قدم مكعب يوميا، إلى مليار قدم مكعب في منتصف العام الجاري.
وفي يناير الماضي قال رئيس شركة إيني الإيطالية، كلاوديو ديسكالزي إن مشاريع الغاز في دول شرق البحر المتوسط مثل مصر وقبرص وإسرائيل ستكون مهمة لمساعدة أوروبا في تنويع وارداتها من الغاز.
وتعتمد أوروبا بشكل كبير على الغاز الروسي، حيث تورد شركة “غازبروم” الروسية أكثر من ثلث كميات الغاز التي يحتاجها الاتحاد الأوروبي، في وقت دعت فيه المفوضية الأوروبية مطلع العام الدول الأعضاء في الاتحاد إلى تقليص الاعتماد على الطاقة الروسية، بعد أن ضمت موسكو شبه جزيرة القرم في العام 2014 من أوكرانيا.