قد يستقبل الفضاء بعد عامين على الأكثر، أول رائد مصرى يصل إلى حيث لم يصل إلا عربيان فقط، لأن الباحث أكرم عبداللطيف، مميز بمؤهلات متنوعة لافتة للاهتمام، وهو يقيم منذ 7 أعوام فى مدينة ميونيخ بألمانيا، أى منذ كان عمره 20 سنة تقريبا. مع ذلك، ما زال مصرى الجنسية ولم يستبدلها بالألمانية المسيلة للعاب.
وأول ما ذكره عبداللطيف، وهو من حى مصر الجديدة الراقى فى القاهرة، أن معلومات وردت بشأنه فى وسائل إعلام عربية باليومين الماضيين، لم تكن دقيقة تماماً، كالقول إن “ناسا” الفضائية الأميركية هى التى “اختارته فى رحلة علمية إلى العالم الخارجي”، وهو غير صحيح.
الصحيح، أن من اختاره هو برنامج علمى تابع لمنظمة “فور هاير” التى تدرب المتحمسين لأن يكونوا رواد فضاء، من دون أن تشترط الجنسية، وتهدف من برنامجها غير الربحي، إلى إرسال رواد بدءا من2017 لإجراء بعض التجارب العلمية، فتقدم إلى برنامجها مئات المرشحين من جنسيات مختلفة، وكل منهم كان يأمل أن تنتهى المنافسة باختياره. إلا أن القيّمين على البرنامج “غربلوا” المئات وفرزوهم، ولم يبق فوق الغربال إلا11 فقط وجدوهم مؤهلين ليصبحوا روادا، هم 9 أميركيين وكندي، ومعهم العربى والمسلم والمصرى الوحيد أكرم عبداللطيف المتزوج من مصرية، أب منها لابن وحيد.
أكرم أمين عبداللطيف، درس فى الجامعة الألمانية بالقاهرة، وتابع دراسته بدءا من 2009 بمدينة شتوتغارت بألمانيا، فحصل على بكالوريوس بالاتصالات، وبعدها حصل من معهد “توم” الألمانى على ماجستير بهندسة الطائرات، وعلى ثانية بتكنولوجيا علم فضاء منحنى الأرض من جامعة ميونيخ التى نشرت تقريرا قبل مدة، أشادت به فيه ليكون ضمن البرنامج الهادف إلى إرسال رائد أو رائدين فى رحلة كل مرة، ممن سيقومان بتجارب علمية مختلفة، وعلى ارتفاع أقصاه 130 كيلومترا عن الأرض.
والرحلة التى سيبلغ البرنامج العلمى وكالة “ناسا” بأنه اختاره لها، لتقوم بتدريبه العام المقبل وإرساله فى 2017 إلى الفضاء مع رائد آخر ليوم واحد فقط، هى حول شريحة إلكترونية، كان من المبكر أن تسأله “العربية.نت” عنها، طالما أن اختياره للرحلة لم يتم حتى الآن، لكنه ذكر أن التجربة على الشريحة “ستستغرق دقائق فقط” كما قال.
والأهم كان اختياره مع الكندى والأميركيين التسعة ليكونوا وحدهم لتجارب البرنامج العلمي، فمنهم سيتم اختيار الرواد، ممن ستدفع دولهم تكاليف إعدادهم وتدريبهم وإطلاقهم بواسطة “ناسا” إلى الفضاء، وهذه مشكلة أمام عبداللطيف، لأن مصر ليس فيها “وكالة فضاء وطنية” لتدفع تكاليفه، لذلك ليس أمامه إلا أن يثبت بأن لديه مؤهلات تشجع أى هيئة لتتبناه وترسله رائدا إلى الفضاء على نفقتها وبرعايتها، مع أن الكلفة قد تكون نصف مليون دولار فقط “لكنى لا أريد لمصر أن تدفعها، أو أن يتبرع بها أحد رجال الأعمال مثلا، بل أريد لمؤهلاتى أن تكون سبب اختياري، لا دفعى للتكاليف”، وفق تعبيره.
أكرم عبد اللطيف، الخبير بهندسة الطائرات، من مصر الجديدة الى ما لم يصل اليه أى مصرى قبل الآن
ومن المؤهلات التى يرغب بإبرازها، أطروحة منهمك بإعدادها حاليا لنيل دكتوراة من “معهد توم لديناميكيات نظام الطيران” وهى عن الحقل نفسه، كما يعمل منذ 2011 كمهندس مطور فى “مركز الطيران والفضاء” الألماني، المعروف بأحرف DLR اختصارا، وهو فى “شتوتغارت” عاصمة ولاية “بادن فوتمبرغ” بالجنوب الألماني. وقال إنهم لو اختاروه رائدا فى رحلة فضائية بعد عامين، فسيتدرب 6 أشهر لدى “ناسا” بولاية فلوريدا، إضافة إلى أنه تعلم قيادة الطائرات والغوص، ولديه بهما رخصتان.
وإذا نجح عبداللطيف فى مسعاه بإثبات مؤهلاته، فسيصبح أول مصرى وثالث عربى وعاشر مسلم ارتاد الفضاء الكوني، ممن وجدت “العربية.نت” أرشيفات متوافرة “أونلاين” عنهم، وفيها أن أولهم كان ابن الملك سلمان، الأمير سلطان، مؤسس ورئيس مجلس إدارة “نادى الطيران السعودي” ورئيس “الهيئة العامة للسياحة والآثار” فى المملكة، والمعتبر أول رائد عربى ومسلم بالتاريخ يرى الأرض كرة مستديرة من الفضاء، حين شارك بيونيو 1985 فى رحلة أميركية دامت أسبوعا، وبعده بعامين اعتمر الخوذة الفضائية عربى آخر، هو السورى المنشق عن النظام محمد فارس، ضمن برنامج سوفيتي.
الأمير سلطان، ابن الملك سلمان، أول عربى ومسلم ارتاد الفضاء، وبعده بعامين السورى محمد فارس