شهدت الشركات العاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “مينا” معدلات نمو مقيّدة مع استمرار التقلبات السياسية والاقتصادية، على الرغم من قيام الجهات التي صنفتها شركة “إيه إم بيست” بالحفاظ على ميزانياتٍ عموميةٍ قوية الى حد بعيد.
ويفيد تقرير جديد خاص نشرته شركة إيه إم “بيست” بعنوان “شركات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تم تصنيفها تحافظ على مستويات رسملةٍ قوية على الرغم من النمو المكبوت” بأن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد تأثرت تاريخياً إلى حد كبير بأسعار النفط، فقد أثّر التراجع عن المستويات المرتفعة التي تم بلوغها في أواخر عام 2014 على التنمية الاقتصادية ولا تزال الميزانيات المالية ترزح تحت الضغط. وقد خفضت الحكومات عدد من مشاريع البنية التحتية الرئيسية خلال السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تأثيرٍ محبط على القيم المؤمّن عليها وأنشطة التأمين – ولا سيما في مجالات الملكيات، والهندسة والبناء.
وتأثرت الاتجاهات والاستثمارات في المنطقة أيضاً بالاضطرابات السياسية والصراعات المستمرة. وفي عام 2017، جاءت غالبية إجراءات التصنيف الائتماني التي قامت بها “إيه إم بيست” على الشكل التالي: تأكيد التصنيفات (81 في المائة)؛ في حين تفوقت ترقيات درجات التصنيف (ثمانية في المائة) على تخفيض درجات التصنيف (اثنان في المائة).
وقال جريج كارتر، المدير الإداري لقسم التحليلات: “قامت ’إيه إم بيست‘ في العام الماضي بمزيج من عمليات رفع درجات التصنيف وخفضها لشركات إعادة التأمين التي تعمل ضمن ظروف السوق الصعبة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. بالنسبة الى بعض الشركات، تتعرض أحجام الأعمال التجارية إلى ضغوطات وتتدهور الأرباح، ولكن الشركات التي تم تصنيفها حافظت على قاعدة قوية لرأس المال بشكل عام.”
ويفيد التقرير بأن المنافسة القوية والضغوط على التسعير لا تزال قائمةً في العديد من القطاعات والأسواق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتتوقع “إيه إم بيست” أن تؤدي التغييرات التنظيمية بزيادة الضغط على رأس المال على المدى القصير، ومن المرجح أن تستمر شركات إعادة التأمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالتأثر بالتباطؤ الاقتصادي، وانخفاض قيمة العملة، والإجراءات التقشفية والتقلبات في أسواق الأسهم والعقارات.
وأضافت إيفيت إيسين، مديرة الأبحاث والاتصالات ومؤلفة التقرير في سياق تعليقها على الأمر: “على الرغم من التحديات المتنوعة التي تواجه شركات إعادة التأمين، ترى ’إيه إم بيست‘ أن هناك العديد من الفرص بحال تمكنت الشركات من اعتماد مقاربة انتقائيةً حيال منهجيات الاكتتاب خاصتها، ومن التركيز على منتجات وأقاليم محددة، أو حتى على منصات التوزيع الناجحة. ويمكن ايضاً لهذه الشركات أن تدرس إمكانية توحيد المحافظ وإعادة تنظيم الاستراتيجية، والابتكار في مجالات متخصصة وغير تقليدية. وقد يكون هناك أيضاً طلب متزايد على التأمين المتعلق بمصادر الطاقة البديلة.”