الذي يحدث في حياتك في هذه اللحظات.. هو ليس مصادفة وحسب، بل نتيجة عمل وعيك في السابق، وجذور اليوم خاصتك غاطسة في الماضي.
تعالى أقول لك شيء : وأنت تنظر إلي السماء وتشاهد النجوم ففي حقيقة الأمر أنت ترى ماضيها ، حيث إن بعض هذه النجوم لم تعد موجودة، والنجوم موجودة في مكان بعيد عنا لمئات بل آلاف السنوات الضوئية والضوء الذي ينتشر بسرعة 186000 ميل في الثانية، يصل إلي الأرض أثناء مئات وآلاف السنيين وحسب، وبهذا الشكل فإن النجوم البعيدة الملاحظة من قبلنا، كانت قد أصدرته النجمة ذاتها منذ مئات السنوات وكان يمكن لهذه النجمة أن تتفجر أو تخمد منذ خمس وعشرين سنة إلا أننا وكالسابق نري ضوءها وسنراه لمئة سنة أخرى، مع أن النجمة ذاتها لم يعد لها وجود منذ زمن بعيد.
مستخدماً قوة عقلك الذاتي ،تذكر دائماً هذه المشابهة لأنك عندما تغير أفكارك فإنك لن تلاحظ مباشرة تغييرات الواقع الذي تعيش فيه، فبشكل دائم ستبقي موجودة القطعة الزمنية عندما ستطور معرفة جديدة متابعاً مع ذلك العيش في الواقع القديم.
والمرحلة المشابهة ”توقع كل ما يجري” مهمة جداً: فتصرفك في هذا الوقت سيكون إما تسريع أو إبطاء قدوم الواقع الجديد، الذي تريد خلقه ويمكن أن تظهر لديك شكوك في أن التغييرات ستحصل وتستطيع أن تخيب آمالك، إذا ما فكرت أنك تضيع الوقت سدى وحسب ويحاول عقلك استغفالك هامساً أن شيئاً ما لن يحدث وإن كل شيء من دون فائدة ، هذه الأفكار طبيعية بالكامل وتظهر عند كل واحد منا، فلا تٌعيرها انتباهك بل اعتصم بالصبر والاجتهاد وتابع ما بدأته، وهنا تذكر أن الواقع هو عملية وليس شيئاً ثابتاً ولا متغيراً.
وكل ما هو أكثر جفافاً يتواجد في حالة تحول دائم إلي شيء ما آخر ، فظروف حياتك كذلك تتغير كل الوقت متحولة إلي أشياء أخرى، لذلك وإذا ما كررت في نفسك هواجس، فإنه لا يمكنها إلا أن تكون واقعاً جديداً ، إنه أمر يستحق التفكير.
فاسترخ وتمتع بهذا التمرين متجاهلاً أي أفكار سلبية، لكل وقته وبالتدريج تبدأ حياتك بالتغير بشكل طبيعي وغير مؤلم والأمر لا يستحق الإسراع في هذه العملية.
تذكر هذه الملاحظات:
1-أدرك دائماً ما تفكر فيه، فأفكار اليوم تصنع مستقبلك.
2-غير علاقاتك مع أي ورطة حياتيه، وإذا كنت لا تتقدم في سلم الخدمة أو أن حياتك لا تستقر؛ أنت مريض ، ليس لديك عمل أو أن كل ظروف الحياة تتجمع ضدك، فاقبل ذلك كواجب ولا تحاول الإيحاء لنفسك أن الموضوع ليس كذلك فهو هكذا، لذلك لا تضيع وقتك مشفقاً علي نفسك أو متصدياً للظروف؛ بل تصارع معهم بمساعدة قوي العقل.
3-حدد لنفسك ”مرحلة إنشاء”، متحررة من الهموم اليومية.
وقد اتصلت مرة في إحدى الشركات طالباً أن يعطوني معلومة ضرورية من أجل العمل والمرأة التي تحدثت معها طلبت مني معاودة الاتصال بعد نصف ساعة، قائلة : “اعذرني ، الآن لا يمكننا أخذ المعلومة من الكمبيوتر فإنهم يطبقون عليه برنامجاً ” ، وفكرت وأنا أضع السماعة : ” هكذا نحن نستخدم قوة العقل فعندما نطبق برنامجاً ذهنياً ، نغلق عقلنا في وجه كل المهيجات ونطرد البرنامج مجدداً ومجدداً ”
التغيير – عملية تنقيط
تصور لنفسك نقاطة مليئة صبغاً أحمر وأنت تقوم كل يوم بتنقيط نقطة واحدة منها في وعاء كبير ملئ بالماء وفي البداية لن تلاحظ أي تأثير : فالدهان سينحل سريعاً وتمتصه المياه – غير أنك لو تابعت التنقيط نقطة في اليوم ، فستري أن الماء سيصبح في البداية ذا لون زهري باهت ، ومن ثم زهرياً حتى يتحول في النهاية إلي محلول أحمر مشبع.
وعند تكوين واقع جديد بمثابة ”نقاطة” ، تتدخل “مرحلة الخلق” اليومية خاصتك عندما تتوقف عن ورطاتك، صعوباتك وحقائقك اليومية التي تعيشها في اللحظة الحالية، وهذه المرحلة يمكن أن تطول من خمس إلي ثلاثين دقيقة، وهذا يتعلق بكيف تحددها لنفسك، وعند استعمالك المنتظم للطرائق مجال البحث سرعان ما تلاحظ وبشكل دائم الأثر المقوى وأولئك الذين يمارسون هذا بنصف قوتهم يتلقون فشلاً سريعاً، أما بالنسبة لأولئك الذين يعملون بدأب فلن يكون هنالك شيء غير ممكن.
هل يمكن الوثوق في أنك تملك موهبة النبوءة ، بمعني أن تكون أقوي وتقف أمام الظروف؟ هل أنت جاهز يومياً مع عدم تمرير أي يوم لتقوي وتعزز في نفسك الأفكار حول الواقع، الذي أردت لو تخلقه لنفسك؟ هل ستكون مواظباً علي متابعة الدروس يومياً، والثقة في نجاحها حتى لو لم يتغير أي شيء من مظهر حياتك الخارجي؟
إذا كان الجواب بنعم، فأنت ستحصل علي كل ما ترغب به، فتخطي عتبة هذا العالم بشجاعة وهو سيلبي أي طلب تطلبه.