بقلم : أحمد عبد العليم قاسم
مخرج وكاتب
ما اصعب ان تتكرر المأساه مع كل عيد تفجيرات في عيد الميلاد تتكرر في عيد القيامة حيث تجددت الالام في الاحتفال باسبوع الام المسيح وتحديدا في احد الزعف نلوم الامن تارة ونلوم رجال الدين اخري علي تقصيرهم في تجديد الخطاب الديني ولازالت عبارات الشجب والادانة تتكرر ثم تختفي وتعود مع كل حدث جديد وكأننا لم نتعلم فمتي نبدأ بدراسة تكوين الرهابي وكيفية علاج الفكر الارهابي من منبته بل والتعصب الخفي بين بعض افراد المجتمع والذي يختفي تحت شعارات ليس وراءها ايمان حقيقي بحكمه الله في تعدد العقائد والعبرة التي يضعها الله في في فكرة الاختلاف الذي يجب ان يؤدي الي التكامل والايمان بروح العبادة السمحه فمتي بدأنا في زراعه هذا الفكرة نحصد بعدها نتيجة حيقية بدلا من اي انفعالات لن تعيد ماضاع ولن تمنع ماسيحدث .
السطور القادمه كتبت قبل الاحداث الارهابية في طنطا والاسكندرية لكنها لا زالت تحمل معني هام الا وهو ان فن السينما ان قام بدورة الحقيقي في تجسيد الواقع فقد يحدث ماعجزت عنه السياسو والمجتمع
• رغم ان السينما التسجيلية ( للأسف ) يقتصر جمهورها علي جمهور المهرجانات من المثقفين والنقاد والاعلاميين وصناع السينما وحيث أن حلم ان تمتلك مصر قناة وثائقية تليق بتاريخها العريق الا انني واحد ممن منحهم الله القدرة علي انتاج هذا النوع من المنتجات البصرية التي تمتعني اولا ويملؤني شغف الفكرة والصورة والمعني والرمز ونلت بسببها التقدير مرات والنقد العنيف مرات غيرها والتجاهل عن عمد او غير عمد مرات اخري ومع ذلك فحلم الحوار بلغة الصورة لا يزال مستمراً
• وفي مشوار تجاوز ال20 فيلما تخللتني تجربة لم اقصدها في العقل الواعي لكن يبدو ان العقل الباطن فكر وخطط لها واقتنصها بمجرد مرورها امام خيالي بدات في عام 2001 عندما اهداني الموسيقار طارق شرارة تسجيلا اذاعيا لعمل حقق صدي واسع علي الراديو بصوت الاعلامية الكبيرة هاله حشيش وهي التي رشحتني لتحويلة للسينما التسجيلية وهو الامر الذي منحني اول برونزية في مشواري ( خارج دائرة الضوء ) لكن المضمون كان شرارة ثلاثية التعايش الديني في مصر التي منحني الله شرف العمل بها فكان فيلم ( اماكن الصمت ) ذلك الفيلم الذي يحكي فكرة الصمت بمعانية المختلفة والتي يجتمع فيها البشر كلهم عندما يأتي بمعني التأمل لشروق الشمس علي قمة جبل موسي حيث تختفي المعتقدات الدينية خلف تأمل عظمة الخالق في لحظة تتكرر يوميا ولايختلف عليها ديانتان تليها فكرة الصمت المطلق في حجرة الملك داخل هرم خوفو ثم يتحول الامر الي فكرة مقارنه الصمت بالضجيج في مدينة القاهرة ثم يأتي وسط هذا الضجيج فكرة الصمت بمعني الخشوع في الديانات الثلاث في مجمع الاديان حيث مسجد عمرو بن العاص وكنيسة ابي سرجة ومعبد بن عيزرا اليهودي وكذلك دير سمعان الخراز بالمقطم وهكذا امتلكتني الفكرة الاولي للتعايش الديني في مصر وهي فكرة فلسفي تتلخص في البحث عن المشتركات اكثر من الاختلافات في عبادة الواحد الاحد .
• وبعد 5 سنوات استمعت لتجربة انعشت امالي في تلقي فن جاد ورسالة ممتعه علي يد الشاعر احمد قدري والموزع ياسر فاروق والحان وغناء مأمون المليجي في العديد من الاغاني اختطفتني منهم اغنية نحلم سوا … نفرح سوا … ونخاف كتير علي بعضنا … نعشق ندوب … صبح وغروب … ونعيش في ضلة شمسنا فكان المعني الثاني في الثلاثية ذلك المعني الذي يعرفه المصريون الذين احبو اليهودي توجو مزراحي والمسيحي نجيب الريحاني والمسلم علي الكسار ولم يكن اي منهم حينها يعرف ديانه اي من الثلاثة لكنهم يعيشون معا ويضحكون علي فيلم حسن ومرقص وكوهين وتعيش مصر في مزيج ثقافي هاديء لا يعرف العنف فكان فيلم ( نحلم سوا ) نفس اسم الاغنية وبمشاركة من فريق عملها وغناء بسنت ذلك الفيلم الذي كتبته علا عبد السلام واعدته ايمان الديربي وتم تصويره في بورسعيد المدينه الباسله التي اختلطت فيها دماء المصريون من كل اديانهم في ملحمه يسجلها التاريخ وحكايات الفيلم التي روتها داليا مجدي ليفتح الفيلم الباب مرة اخري للسؤال كيف وصلت بعض القري في مصر الي هذا التعصب الاعمي وكيف تعود مصر لان نري ان اختلافنا حكمه من الله وهو شيء اراده الله لنتعايش به لا ان نتطاحن من اجل ان نكون شيئا واحدا.
• وفي سلسلة ( وصف مصر ) التي خطط الفنان عز الدين سعيد لتنفيذها من خلال 26 مخرج يوثق محافظات مصر برؤية حديثة كان نصيبي منها اسيوط تلك المدينه التي وجدتها تداعب اذاني بتكرار فكرة الحصن فكانت اسيوط تدعي سوت سأوت وتعني الحن الذي يحتمي به اهلها ثم احتمت بها العائلة المقدسة في رحلتها حيث جبل درنكه ودير المحرق وياتي المعني الثالث للحصن عندما تجد مسجدا علي طراز مغربي بين المزارع ثم تفاجيء بأن المسجد بناه منذ 600 عام مواطن مغربي احتمي باهل اسيوط وجعلها حصنا ولما وجد منهم كل الحب اراد ان يبني مسجدا تعبيرا منه عن حبه لهم وليعلوا الدعاء له في المكان الذي حمل اجمل سنوات عمره ليداعب خيالي الفيلم باسم ( حارس الحصون )
• وهكذا ونحن في شهر ابريل يحتفل المسلمون بصيام رجب ويصوم المسيحيون حتي الافطار في عيد القيامه ويحتفلان معا بعيد شم النسيم واعياد تحرير سيناء ذلك الشهر الذي يحمل يوما واحدا هو 21 ابريل والذي يحمل ذكري رحيل المسحراتي سيد مكاوي والاسطوره الابنودي شاعر قصيدة المسيح للعندليب وهو نفس يوم رحيل شاب عمره الف عام ( صلاح جاهين ) الذي أختتم تلك السطور برباعيته الرائعة :
“لا تجبر الإنسان ولا تخيّره
يكفيه ما فيه من عقل بيحيّره
اللي النهارده بيطلبه ويشتهيه
هو اللي بكره ح يشتهي يغيّره
#عيد_القيامة_في_شهر_رجب
تجربة سينمائية وذاتية
#ثلاثية_التعايش_الديني
#المخرج_أحمد_عبد_العليم_قاسم
#السينما_التسجيلية