كتبت: داليا فكري
الأمومة قديمًا في السينما المصرية كانت هى القيمة التي ترعرعنا عليها والتي رسخت بداخلنا مبادئ الفناء لمن نحب والتضحية إلي مالا نهاية فكان لذلك أثره البالغ في تعظيم قيمة الأم وترك بصمتها داخل كل فتيات هذا الجيل وأصبحن يحملون للأمومة مثلاً وقدوة يحتذي بها.
جسدن أمهات الزمن القديم تلك القيم وعملن علي ترسيخ المباديء الرفيعة داخل العمل الفني وكلنا تعايشنا مع فئة تلك الأعمال فأبدعت فردوس محمد وكريمة مختار وأمينة رزق ودولت أبيض وأمال زايد في تجسيد دور الأم الحانية التي تخاف علي أبنائها وتحاول ضمهن داخل حضنها ومن خلال قيمنا المجتمعية بني العمل الفني أنذاك جميع أفكاره علي هذا الأساس وبالتالي نتج جيلا يخاف , ويحترم , ويؤتمن , ويعمل , ولذا نبتت زرعة الجيل القديم قوية ومتينة ومدعمة بالأخلاق.
أما في زماننا هذا فتخلفت معظم الأعمال الفنية عن تلك المبادئ بحجة أنها تعكس الواقع , وأى واقع هذا الذي يضع كفة الأمهات مع ما تقدمة شاشات السينما ودور العرض ومن منا يلمس هذا الواقع المرير وبأي هدف أخذت السينما النماذج السيئة القليلة لتضع حولها هالة هذا الزمان وتجعل التفكير المطلق أن نساء هذا الجيل صرن بالفعل غانيات , زانيات , قاتلات , خائنات , همهن لهو الدنيا ومتع الحياة ضاربين عرض الحائط بكل مُثل الأمومة وكل مثال تعلمناه عنها .
ليس كل ما ينتجه المجتمع الفاسد من أمثلة فاسدة يصح لنا أن نتناوله , وإن تناولناه لابد منا كإعلام أن نوضح أن تلك الفئة قليلة ونموذج سيء لا بد أن نجاهد لبتره من المجتمع فكيف كأعمال مثل أحاسيس , السفاح , حين ميسرة , الريس عمر حرب , وغيرها من الاعمال التي وظفت الأم كغانية وخائنة وأن المبادئ تغيب عن وجدانها فمنهم من ترمي ضناها وأخري تبيع جسد إبنتها , ومن تخون أما صغارها تلك النماذج الرخيصة الدخيلة علي مجتمعنا والتي لا تعبر إلا عن الفئة القليلة لابد وأن نتعامل معها بصفة عامة فيباح الخطأ ويرفع برقع الحياء عن أمهات الجيل فما بال المخطئ الذي يري خطأه عام فبعد أن يخجل لحاله الذي كان يعلم أنه وحده يفعله نقدم له مثل النماذج ليعلق عليها شماعة أخطائه قائلا ” مش أنا لوحدى اللى بعمل كده ” وبالفعل معظم نماذج غياب الأخلاق في مجتمعنا عند إنكشاف المستور منها تكون تلك تبريراتهم وأبلغ مثال ما تعرضه وسائل الإعلام من حوادث أخلاقية الكلمة المدرجة في معظمها ” هو أنا لوحدي اللي بعمل كده , إشمعني أنا”.
وبالفعل نجحت الأعمال الفنية في بتر أخر ذراع للأخلاق ورسم صورة مضادة للأمومة التي أصبحت تحت تهديد سينما المقاولات وتجار العري والخلاعة فهل سيثور إعلامنا ذات يوم علي تلك الفئات لتعود الأم مرة أخري إلي سابق عهدها علي شاشتنا لتبث روح الأمومة المجردة من الخجل والإشمئزاز فرفقا بأمهات الجيل ياأهل الفن .