خوف عميق داخل كل من تعرّض لظلم حقيقى من تكرار التجربة مع أى شخص آخر، لكن لا يبدو أن هذا ما يحدث مع أعضاء جماعة الإخوان الذين ملأوا السمع والبصر طوال عام بأن «رابعة والنهضة» رمزان للظلم والعدوان، لتحل الذكرى ويقوم من ادعوا بأنهم ظُلموا فى الأمس بقطع الطرق وحرق أوتوبيسات الفقراء، وتعطيل عمل الأرزقية وقتل رجال الشرطة وحرق مركباتهم اليوم!
يفسر الدكتور يسرى عبدالمحسن أستاذ الطب النفسى حقيقة التناقض الذى ينطوى عليه موقف الإخوان فى ذكرى فض رابعة من عمليات القتل وقطع الطرق والتدمير والتخريب قائلا: من المستحيل أن يمارس شخص يؤمن فى قرارة نفسه بأنه تعرض للظلم، نفس التجربة مرة أخرى على آخرين، هذا دليل قاطع على أنه يدّعى عكس ما يؤمن به حقاً فى قرارة نفسه.
وأكد عبد المحسن أن الإنسان المظلوم بحق وخلفيته إيمانية وعقيدته ثابتة وراسخة تجاه الله سبحانه وتعالى لا يحيى ذكرى الظلم إلا بالتوجه إلى الله وتفويض الأمر إليه، أما ما نراه الآن من الإخوان فما هو إلى عمل انتقامى خالص.
وأضاف عبد المحسن أن المظلوم يخشى أن يظلم أحداً أو يؤذى أحداً، خاصة لو كان بريئاً لأنه يعرف معنى الظلم مشيرا إلى أن الإخوان هم طول الوقت يقولون لأنصارهم إحنا مظلومين وسلميين وبيحصلنا انتهاكات فى السجون والنظام وحشى وما إلى ذلك لجذب مزيد من الأنصار فى المقابل يدفعون بشباب يمارسون العنف وينكرون أنهم يتبعونهم ولما الموضوع يثبت عليهم يقولوا: دول نزلوا من نفسهم، من هنا العملية بتتوازن بين استقطاب الشعب بالاستعطاف والشفقة، وبين الأعمال العدوانية المستمرة.