كتبت :ويما حسين
منذ انطلاق حلم الربيع العربي بتونس مرورًا بــ مصر ثم ليبيا و سوريا و اليمن ، لم نكن أبداً نتخيل أن هناك ذئاب متربصين بالفريسة العربية في انتظار اللحظة الحاسمة للانقضاض عليها .. و أن الحلم العربي بــ امتلاك إرادتنا الحرة تجاه أراضينا كان مجرد اداة في ايدي هؤلاء المتربصين يتلاعبون بنا لينهكوا قوى بلادنا ما بين احتجاجات و تظاهرات و اعمال عنف و تخريب و تعمد تام لإسقاط مؤسسات الدول على رأسها الجيوش العربية ..
حلمنا جميعاً نحن شعوب دول الربيع العربي بتلك اللحظة التى تعلن فيها الحرية انها سيدة الموقف و أننا انتصرنا لقضيتنا الكبرى التى لطالما حلمنا بها بيننا و بين انفسنا فحن لم نكن على القدر الكافي من الوعى السياسي الذي يؤهلنا لخوض معركة مع النظم الحاكمة التى ضربت بمصالح الشعوب عرض الحائط .. و جميعنا كنا نسير بمبدأ ” أمشي جنب الحيط ” فكان الخوف سيد موقفنا الا من رحم ربي منا ..
لقد تربى بداخلنا هذا الخوف منذ نعومة اظافرنا .. الخوف أن ننطق و الا ذهبنا وراء الشمس كما يقولون .. جملة سمعناها في حياتنا و في افلامنا و في اخبار متداولة عن هذا الذي ذهب بلا عودة و هذا الذي عذب حتى الموت و الخ الخ من القصص التى باتت كالشبح تطوف في مخيلتنا .
ناهيكم عن كم التهميش الذي مارسته النظم تجاه الشعوب حتى باتت الشعوب العربية أكثر جهلاً بالمواقف اجمع سواء السياسية او الاقتصادية .. فالاغلبية كانت تحيا فقط لتسعى لكسب لقمة العيش غير مبالية تماماً بما تم او يتم او ما سيكون .
فجاء طوفان الربيع العربي ليجرفنا خلفه املاً منا انه سيحقق تلك الاحلام المكبوتة بداخلنا و بالفعل بدأنا جميعا بالانصياغ لمجريات الاحداث غير مكترثين بثغرات كثيرة تخللت تلك الاحداث كان من الممكن اذا توقفنا عندها للحظة لأدركنا ما نحن ماضون اليه .
و لكننا كابرنا و استمرينا في المضي نحو هذا النور الذي كان يستطع من بعيد .. و كلما شرفنا على الوصول اليه أبتعد أكثر و اكثر و كأنه سراب نسجة خيالنا ..!!
سأتحدث عن سوريا الحبيبة فهي اكثر البلدان تأثراً بحلم الربيع العربي و لم و لن انكر ابداً ان ثورة سوريا بدأها احرارها الذين خدعوا بوهم المتأسلمين بأنهم حماة ثورتهم ضد بطش الأسد , ومن ثم بدأ مخططهم القذر في ذبح سوريا بسكين بارد .
اختلفنا أو اتفقنا على غباء النظام السوري في امتصاص ازمة الوافدين بحجة الجهاد هذا لا يمنع ابداً من أن نيقن تمام اليقين أن 75% من الجرئم التى أرتكبت في حق الشعب السوري تمت بــ أيدي هؤلاء المرتزقة المسميين بالجيش الحر و الذي تم تقسيمة فيما بعد الى فرق و جماعات أبرزهم تنظيم داعش و جبهة النصرة .
و من هنا بدأ مسلسل تمزيق الدولة السورية بكل اتقان وفق اليات محكمة لتأجيج الرأي العام السوري و العالمي تجاه النظام السوري أملاً منهم في إسقاط النظام السوري و فرض سيطرتهم على تلك البقعة الهامة في الجسد العربي.
شهدت سوريا في عهد الثورة الكاذبة أبشع جرائم التصفية الجسدية و بحسب تقارير دولية وصل عدد الشهداء الموثقين 101855 حتى تاريخ 31/3/2014 بلغ عدد النساء والأطفال منهم 11709 قتلى , بينما قتلى الجيش السوري النظامي 52290 قتيلا على الأقل .
أما عن أخطر القضايا الانسانية التى شهدتها سوريا هى الهجوم الكيميائي على منطقة الغوطة بريف دمشق في الحادي و العشرين من شهر أغسطس الماضي فقد أكد أكد موقع “غلوبال ريسيرتش” الكندي أن الهجمات الكيميائية المزعومة قد تكون الكذبة الأشد خطرا والأكثر ترويعا في تاريخ البشرية و انها ليست اكثر من تمثيلية أمريكية نفذها مقاتلوا داعش بقصد اعطاء الضوء الاخضر لأمريكا لتهديد سوريا بالتدخل العسكري ..