فى أوروبا و الدول المتقدمه توجد قوانين لتنظيم كل سبل المعيشه و ما يتضمنها من انشطه يلتزم بها كل افراد الشعب الا فى مصر , فإن وجدت القوانين فأنها لا تطبق و ان طبقت فأنها تصبح تقييد للحريات و يفسر عدم الالتزام بها على انه فعل ثورى , مجموعه من الشباب قررت القيام برحله تسلق لجبال سانت كاترين دون اخطار السلطات مكتفيين بدليل واحد من بدو سيناء ثم شاء حظهم العاثر ان تحدث عاصفه ثلجيه مفاجئه قتلت منهم ما قتلت و اصبح الباقى فى عداد المفقودين . حتى الأن و الواقعه لا تتعدى كونها كارثه طبيعيه اودت بحياه مجموعه من الشباب رحمهم الله و لكن بما اننا
بلد فريده من نوعها تحولت الواقعه الى صراع سياسى و انقسمت الى ثلاثه عوالم احدهم فقط هو الواقعى .
فى عالم الانترنت الافتراضى تحول الى صراع سياسى قذر تم المتاجره به من محترفى تجاره الجثث و الشهداء كعادتهم طوال الثلاث سنوات الماضيه فى محاولات مستميته لألصاق اى تقصير بالجيش عدوهم اللدود و بدأت حرب الاشاعات القذره بدايه من ان تصريح طائره الانقاذ سوف يستغرق عشره ايام كأن الطائره سيتم تصنيعها خصيصا لتلك المهمه مرورا بأن الجيش رفض الاغاثه من الاساس لأن المفقودين مصريين و ليسوا اجانب و كأن طلبات الاغاثه كانت مقدمه لجيش الاحتلال الانجليزى و اللورد كرومر و ليس الجيش المصرى المكلف بحمايه المصريين و انتهاء برفض بعض المنظمات
الحقوقيه التحقيق مع الناجين فى الحادث و هو اجراء طبيعى من المعروف انه لا يعنى اتهامهم بأى شئ و انما يتم بوصفهم الشهود الوحيدين على مقتل خمسه افراد فى حادث اليم لمعرفه ظروف و ملاباسات الحادث و لكن تعامت تلك المراكز الحقيقيه عن تلك القاعده القانونيه المعروفه و صورتها على انها تعنت امنى من الدوله القمعيه حتى انى اتوقع فى المستقبل ان تتم المطالبه بالتغاضى عن التحقيق مع اى شاهد او متهم و يتم الاكتفاء بأخذ اقواله على الفيس بوك او الواتس اب حتى نبتعد عن القمع و نصبح دوله حريات .
فى نفس العالم الافتراضى تصور البعض ان واجبهم فى الدفاع عن الدوله و الجيش يفرض عليهم مهاجمه ضحايا سانت كاترين و اتهامهم بالاستهتار و انتشرت تعليقات من نوعيه يستاهلوا و (هم ايه اللى وداهم هناك ) بل و تعدوا الى الخوض فى اعراض البنات الضحايا و اللوم عليهم للذهاب الى الجبل وحدهم بدون محرم و كأنها كانت رحله للحج او العمره فى اراضى الحجاز , دون مراعاه لحرمه الموت و مشاعر اهالى الضحايا رحمهم الله .
اما على ارض الواقع و من الشهادات الموثقه لمنظمى الرحله و اصدقاء الضحايا ان الدليل البدوى تأخر فى ابلاغ السلطات لمده نصف يوم فى محاوله منه لأنقاذ الضحايا بنفسه و تفادى المسائله القانونيه ثم تأخرت السلطات و المحافظ فى ابلاغ قوات الجيش لمده يوم و نصف فى ابشع مظاهر التقصير لأى دوله تحترم مواطنيها و لكن للاسف من الواضح اننا لازلنا غارقين فى مستنقع البيروقراطيه العقيم بالأضافه الى قله الامكانيات و ضعف كفاءه دوله قضت نحو ثلاثه سنوات مجمده و عاجزه , الثابت و المؤكد بعد ذلك ان الجيش بمجرد ابلاغه حرك كتيبه كامله للبحث عن الضحايا فى وقت
صعب تزامن مع حدوث تفجير طابا الارهابى و مجهودات تمشيط القطاع التى كانت مستمره من 24 ساعه قبلها و تم العثور على الجثث و المفقودين فى ظروف مناخيه و تضاريس جعلت من المستحيل الوصول اليهم فى نفس اليوم و لكن تم القاء اعاشه و غطاء لمن هم على قيد الحياه حتى تم انتشالهم فى اليوم الثانى و قام الجنود بنقل الجثث لمسافه سته كيلومترات سيرا على الاقدام .و هو ما ينفى اى تقصير للجيش المصرى تجاه واجبه نحو مواطنيه.
السؤال المهم الأن هو متى سيصبح لدينا قوانين منظمه لمثل تلك النشاطات يلتزم بها الجميع لنضمن تفادى اى كوارث مستقبليه , متى ستهتم الدوله بأنشاء فرق اغاثه و انقاذ متخصصه و مجهزه و قادره على التدخل السريع فى مثل تلك المواقف التى تفرق بها كل ثانيه بين حياه او موت انسان , متى سيصبح لدينا حكومه قادره على تفهم ان الإجراءات البيروقراطية الصالحه للتطبيق فى حالات تكهين المعدات و جرد المخازن غير صالحه للتطبيق على البشر و حياتهم ،متى سيتخلص مجتمعنا من تجار الموت الذين ينتهزون كل الفرص لأستغلال الدماء فى صراعتهم السياسيه القذره و المريضه , متى سنتعلم ألا نبنى افتراضتنا و ارائنا على مصادر غير موثوق بها او كتابات اشخاص مجهولين فى ظل الظروف الحاليه التى اظهرت مرارا مدى رداءه و عدم حرفيه صناعه الخبر
عندنا و اعتماد الكل على الاشاعات
اخيرا رحم الله ضحايا سانت كاترين و كل ضحايا ما قبلها من كوارث و امد فى عمرنا حتى نرى عبارات غير العبارات اللى بيموتوا فيها دى و قطارات غير القطارات اللى بيتحرقوا فيها دى و جبال غير اللى بيتدفنوا فيها دى
اللهم ما تقب