قال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، فى خطاب إلى هيئة تحرير جريدة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن المقال المنشور من جانب هيئة تحريرها حول الحادث الذى تعرضت له قافلة سياحية فى مصر يعد مضللا وغير صادق.
واعتبر المتحدث أن التعمد المتكرر من جانب هيئة التحرير فى “نيويورك تايمز” لتشويه الأحداث فى مصر، يعكس تجاهلا صارخا لإرادة الشعب المصرى.
وأضاف: “كما هى العادة فى معظم ما تنشره الجريدة مؤخرا، فقد استبقت هيئة التحرير نتيجة التحقيقات الرسمية الجارية فى الحادث، بالإشارة إلى أن “هناك حاجة لوجود محاسبة كاملة، وهو مع الأسف أمر لا يتوقع حدوثه فى ظل حكومة السيسى القمعية والمنغلقة”.
ورد المتحدث فى خطابه بأن هيئة التحرير تعمدت تجاهل أن مصر قامت بالفعل بالبدء فى عملية تحقيق محايدة وذات مصداقية على أعلى المستويات منذ ثلاثة أيام، وما تزال عملية التحقيق مستمرة، “ولكن هذا الأمر لا يحمل لنا أى مفاجأة، فقد اعتدنا على التغطية المتحيزة وغير الموضوعية من جانب هذه الصحيفة”.
وأضاف أبو زيد أن التغطية الصحفية المسؤولة والمهنية تقتضى أن يلتزم الإعلام بنقل الحقيقة، بدلًا من نشر الأحكام والإتهامات التى لا أساس لها من الصحة، والتى لا تستند إلى أى دليل.
وتابع: “ويزيد من وطأة الأمر أن الجريدة نشرت تقريرا آخر حول نفس الموضوع، وتم إعداده بنفس القدر من الانتقائية، حيث اختزل متعمدا شقا هاما من الخطاب الذى وجهه وزير خارجية مصر إلى الشعب المكسيكى، متناولا تعليق وزير الخارجية على قواعد الاشتباك التى يلتزم بها مسؤولو إنفاذ القانون فى مصر”.
وأضاف المتحدث أن التقرير اقتبس من مقولة وزير الخارجية قوله “انه ليزعجنى بشدة استغلال هذا الحادث ليزعم أحد أن مسؤولى إنفاذ القانون فى مصر ليست لديهم قواعد صارمة للاشتباك، وأنهم يتصرفون بشكل عشوائى، ولا يتخذون الاحتياطيات اللازمة خلال العمليات التى يقومون بتنفيذها”.. مشيرا إلى أن تقرير “نيويورك تايمز” حذف بشكل نهائى باقى عبارة الوزير، التى أكد من خلالها على أن “مسؤولى إنفاذ القانون فى مصر يتصرفون وفقا لقواعد أخلاقية وقانونية صارمة، تستهدف الحيلولة دون إصابة المدنيين”.
وأردف أبو زيد: “لاشك أن هذا الحذف يفرغ الحجة من مضمونها، بالإضافة إلى أن التقرير تجاهل تماما باقى عناصر الخطاب، التى أكدت على معانى التضامن والمواساة، والتأكيد على أن التحقيقات اللازمة سيتم إجراؤها”.
وأضاف: “فى التقدير، فإن هذا المنحى يعد محاولة غير مفهومة أسبابها من جانب الجريدة لإثارة حفيظة الشعب المكسيكى وتعبئة مشاعر سلبية تجاه خطاب هدفه الأساسى إظهار التعاطف والتضامن مع ضحايا هذا الحادث الأليم وأسرهم”.
وأشار إلى أن تقرير الصحيفة تجاهل ما تضمنه الخطاب من التأكيد على الالتزام بإجراء تحقيق، والتعبير عن الأمل فى ألا يتسبب مثل هذا الحادث فى التأثير على العلاقات الطيبة بين الشعبين المصرى والمكسيكى، “فقد تجاهلت الجريدة كل هذه المعانى الايجابية وها هى تفعل اليوم مجددًا ما تمرست على القيام به دائمًا، وهو التلاعب بالوقائع بما يتناسب مع رؤيتها للحقيقة”.
وأكد المتحدث الرسمى باسم الخارجية أن هذا النمط يعكس ما نعتبره تشويها متعمدا للأحداث الجارية فى مصر، حيث دأبت الصحيفة على الترويج لرواية سلبية ومغلوطة حول ما حدث على مدار العامين الماضيين، موضحا أنه لا يبدو المقال الجديد استثناء من هذا النهج، حيث تم استغلال الحادث المأساوى الأخير كمدخل خلفى لإعادة طرح المقولة البالية، بأن مصر شهدت “انقلابا” عام ٢٠١٣.
واختتم المتحدث بالقول: “ونظرا لتأثير الإعلام على الرأى العام، فإنه يقع على عاتق صحيفة نيويورك تايمز وهيئتها التحريرية أن تختار الحرفية على حساب الإثارة، والنزاهة بدلا من التحيز، ومع الأسف فليس هذا هو الوضع فى مثل هذا المقال كما هو الأمر فى الكثير من المقالات السابقة”.