عن دار “سما” صدر كتاب “ألغام في منهج الإخوان.. أول دراسة في فكر الإخوان المسلمين” للكتور أحمد ريبع غزالي.
يتناول الكتاب منهج المؤسس الأول لجماعة الإخوان “الإرهابية” حسن البنا وأفكاره، وقراءتها وتحليلها وفق موازين الشرع ومنهج النبوة وسلوك السلف الصالح.
الكاتب اعتبر أن عشر خطايا شرعية قد تكبدها المؤسس أصبحت ألغاماً مفخخة تضرب وجه الجماعة والإسلام السياسي وأمن البلاد، وأن أبرز هذه الخطايا الرغبة في السيطرة على الحكم، كما أوضح الكتاب كيف سارت الجماعة في طريق الغلو في هذا المنهج بتكفير الحكام وتبني الفكر الانعزالي، والاستعلاء النفسي والسلوكي ورفض الآخر، وعسكرة التنظيم.
يقول المؤلف: “هذه الخطايا ينبثق بعضها من سوء الفهم والاجتهاد الخاطئ، بالانحراف عن منهج العلماء والفقهاء في تعاملهم مع الحكام حال معصيتهم وانحرافهم وظلمهم للرعية وكثير منها من سوء التطبيق، والجابر لهذه الخطايا جميعاً محض تطبيق قوله تعالى (فذكِّر إنما أنت مُذكِّر، لست عليهم بمصيطر)، فالرغبة في السيطرة مهلكة اصطدم فيها الدعاة مع الساسة والحكام على أعتاب السلطة، وما كان هذا الصدام ليقع إلا بالجمع بين المؤسسة الدعوية والمؤسسة السياسية في منظومة واحدة بقيادة واحدة بذات الأشخاص وتوجه واحد ومرشد واحد، ويضاف إلى هذين الخطأين سعي الجماعة للاستقواء بالسلاح لمواجهة الطغمة الحاكمة “الذين لا يؤمنون بأحكام الإسلام الحنيف”، بتعبير المؤسس، وهذا المنهج الانقلابي يعلن الحرب المقدسة على مؤسسات الدولة وشعبها المسالم، فأنشأ المؤسس بذلك منهجاً قائماً على العنف المرجأ لحين استكمال عناصر القوة وتجييش اثني عشر ألف مقاتل يقتحم بهم لجج البحار ويناطح بهم عنان السماء فكوَّن بذلك جيلاً يتربص بحكامه، وتولد بذلك رفض مقابل وسوء ظن متبادل مع الحكومات المتعاقبة احتكم فيه الطرفان للقوة والعنف فكانت الغلبة من نصيب الأقوى والذي لم يُمهل ولم يُهادن الجماعة لحين تمكنها من الفتك به”.
ويضيف: “وسارعت الجماعة في طريق الغلو بتكفير الحكام وأعوانهم وكان فيلسوف هذا الفكر صاحب معالم الطريق سيد قطب الذي كتبه في عتمة السجن وبرودة القضبان وصلصة الجنازير، وحيث انفتح التلمساني بفكر جديد على المجتمع السياسي ونبذ فكرة العنف إلا أنه سرعان ما عاد تنظيم العشرات المعتنق للفكر القطبي إبان إرشاد مصطفى مشهور وأزاحوا قادة الفكر الانفتاحي التلمساني من إدارة الجماعة واستكملوا قبضتهم على الجماعة تماماً في 2010، بيد أن إدارة الجماعة القطبية وبدلاً من مراجعة المنهج الصدامي المنغلق والمستعلي على المجتمع والرافض للآخرين قد تملكت جسداً من الإخوان المتشبعين بالعمل السياسي….. والتحفت باتفاق مع الأمريكان يستقوون به على حسني مبارك لتغيير النظام ي 25 يناير وما قبلها وما بعدها، فكانت الجماعة باتفاقها مع أمريكا الكمتجير من الرمضاء بالنار حين قبلت إلحاح الحليف الأمريكي للترشح للرئاسة، ولم يكن هذا الخطأ السياسي لإشباع نهم السلطة وأحلام الأباء المؤسسين ليتحقق إلا بمباركة العم سام الذي قبل منهم التنازل عن الثوابت الدعوية وقبول الاعتراف بإسرائيل وتقديس معاهدة كامب ديفيد على علاتها”.
الدكتور أحمد ربيع غزالي التحق بجماعة الإخوان المسلمين أواخر السبعينيات وقاطعهم باستقالة مسببة في عام 2005.