حملت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى ، التى ألقاها فى مؤتمر القمة العربية بشرم الشيخ، عدة رسائل مهمة تمثل فى مجملها وثيقة عمل عربية لمواجهة تحديات الأمن القومي العربي الذي يمر بمرحلة صعبة وصفها الرئيس السيسي، بأخطر مرحلة فى تاريخنا الحديث.
وقال السيسي إن المرحلة تتطلب تضافر الجهود العربية، خصوصا في التصدي لخطر الإرهاب المنظم الذي بات يهدد أمن واستقرار الدول العربية، منها مصر وليبيا وسوريا وآخرها الجرح اليمنى النازف.
وفى هذا السياق جاء تأكيد الرئيس على خطر الإرهاب حاسما وواضحا حيث أكد الرئيس، أن هذا التحدي الجسيم يضرب هوية الأمة واستقرار مجتمعاتها، يمس الأمن المباشر لكل مواطنيها وهو الإرهاب والترويع، مطالبا بضرورة المواجهة بكل ثقة وإصرار.
وأكد أن هناك خطرا إرهابيا جديدا غير تقليدى يستغل التقنيات الحديثة وعلى رأسها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويسىء استخدام شبكة المعلومات والإنترنت بغرض التحريض والترهيب ونشر الفكر المتطرف، داعيا لتضافر كافة الجهود لوضع مبادئ عامة للاستخدام الآمن لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتفعيل الاتفاقات الدولية المنظمة لهذا الشأن.
وشدد على التحديات التي تواجه الأمن القومي العربى، وضرورة التصدى لتلك القضايا دون إبطاء أو تأجيل، من خلال منهج يتسم بالتوازن والمصداقية وعبر أدوات ذات تأثير وفاعلية.
كما جاءت رسالته الثانية حاملة تحذيرا شديد اللهجة لكل الأطراف التي تسعى إلى العبث بالأمن القومي والعربي، مشيرا إلى محاولات بعض الأطراف الخارجية التي تستغل الظروف التي تمر بها الدول العربية للتدخل في شئونها واستقطاب قسم من مواطنيها بما يهدد أمننا القومي بشكل لا يمكننا إغفال تبعاته على الهوية العربية وكيان الأمة، وأغرت تلك الظروف أطرافاً فى الإقليم وفيما وراءه وأثارت مطامعها إزاء دول عربية بعينها.
وفى هذا السياق جاءت الرسالة الثالثة متضمنة دعوة مخلصة من الرئيس السيسي، لعمل عربي مشترك يحفظ للأمة استقرارها وأمنها متمثلا فى تأكيده آلية إنشاء قوة عربية عسكرية مشتركة تمثل رادعا لكل من تسول له نفسه المساس بمصالح وبسيادة الدول العربية الشقيقة وحياة مواطنيها.
وأكد الرئيس السيسي، أنه لابد من أدوات للعمل العربي العسكري المشترك للتغلب مع كيفية الاستعداد للتعامل مع تلك المستجدات من خلال تأسيس “قوة عربية مشتركة”، دونما انتقاصٍ من سيادةِ أى من الدولِ العربيةِ واستقلالِها، وبما يتّسِقُ وأحكامِ ميثاقىّ الأممِ المتحدةِ وجامعةِ الدول العربيةِ، واحترامِ كاملِ لقواعدِ القانونِ الدولى.
ولما كان الخطاب الدينى، يمثل أهمية كبيرة، دعا الرئيس السيسي، فى رسالته الرابعة إلى ضرورة تنقية الخطاب الدينى من التطرف مشددا على أهميةِ دورِ المؤسساتِ الدينية فى التصدى للفكرِ المتطرف، قائلا:”إن من يسير فى طريقه الوعر سينزلق حتماً إلى هاوية الإرهاب، وتفعيلِ دورِ مؤسساتِنا الدينيةِ بما يعزِّزُ الفهمَ السليمَ لمقاصدِ الدينِ الحقيقيةِ من سماحةٍ ورحمةٍ، وتنقيةِ الخطابِ الدينى من شوائبِ التعصبِ والتطرفِ والغُلُوِّ والتشدُّد”.
كما أكد الرئيس السيسي، فى رسالته الخامسة، التى تتعلق بتداعيات المشكلات الاقتصادية الخارجية والداخلية، والتي اعتبرها مرحلة من أحلك الظروف التى تمر بها الأمة العربية، حيث إنها لم يسبق أن استشعرت تحدياً لوجودها وتهديداً لهويتها العربية كالذي تواجهه اليوم، على نحو يستهدف الروابط بين دولها وشعوبها، ويعمل على تفكيك نسيج المجتمعات فى داخل هذه الدول ذاتها، والسعى إلى التفرقة ما بين مواطنيها، وإلى استقطاب بعضهم وإقصاء البعض الآخر على أساس من الدين أو المذهب أو الطائفة أو العِرق.
وأكد الرئيس السيسي، خلال رسالته السادسة، على أولوياتِ التنميةِ العربيةِ لما بعد عام 2015 والسعى إلى تضمينه فى أولويات أجندة التنمية المُرتقبة، والحرص على مكافحةِ الفقرِ بأنواعه وتحقيقِ العدالةِ الاجتماعيةِ، وتوفير سبلِ العيشِ الكريمِ للشعوبِ العربية، والارتقاءِ بمستوى الخدماتِ لاسيما الصحية والقضاء على الأمية بحلول عام 2024، وإيجاد المزيدِ من فرصِ العمل للجميع، بمن فيهم الشباب من النساء والرجال، وإقامةِ مجتمعاتٍ عربيةٍ آمنةٍ مستقرة.
وحملت الرسالة السابعة تأكيدات واضحة تعكس ثوابت السياسة المصرية فيما يتعلق بقضايا وحقوق الشعب الفلسطينى وحقه فى إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس وكذلك موقف مصر مما يجرى فى اليمن بمشاركة مصر عسكريا فى عملية”عاصفة الحزم” من أجل استعادة الشرعية فى اليمن.
وفيما يتعلق بالأوضاع فى ليبيا الشقيقة، أكد الرئيس السيسي أن استعادة الأمن والاستقرار فى ليبيا لا يحتل فقط أهمية قصوى بالنسبة لمصر، لاعتبارات الجوار الجغرافى والصلات التاريخية القديمة، ولكن للإقليم والمنطقة العربية ككل على ضوء تشابك التهديدات ووحدة الهدف
وحول الأوضاع فى سوريا، أكد الرئيس السيسى ، أن مأساة الأزمة السورية والأوضاع المُتردية تتفاقم يوماً بعد يوم، مع حالة فراغ استغلتها التنظيمات الإرهابية.
وفيما يتعلق بدولة العراق، أكد الرئيس السيسى ، على نجاح العراق الشقيق فى إتمام الاستحقاقات الدستورية، التى تُوجت بتشكيل الحكومة الجديدة.
وحول الأوضاع فى لبنان ، أكد الرئيس السيسى ، على دور مصر بالحوار القائم بين مختلف القوى السياسية اللبنانية، لاستعادة الاستقرار فى هذا البلد الشقيق.
وأكد الرئيس السيسى ، أنه لا يُمكن الحديث عن التحديات التى تواجه الأمن القومى العربى دون التأكيد مُجدداً وبقوة على ثوابت الموقف العربى حيال مسألة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووى وأسلحة الدمار الشامل.
واللافت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، حرص على تكرار عبارة أن مستقبل الأمة مرهون بما تتخذه القمة من قرارات فى إشارة واضحة إلى المسئولية التى تقع على عاتق الزعماء العرب فى مواجهة تحديات المستقبل وهى الرسالة الأهم التى أراد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن يحملها لكل القادة المشاركين فى القمة حتى أنه اختتم بشعار على غرار “تحيا مصر”، مرددا:”تحيا الأمة العربية.. تحيا الأمة العربية”.
وقال السيسي إن المرحلة تتطلب تضافر الجهود العربية، خصوصا فى التصدي لخطر الإرهاب المنظم الذي بات يهدد أمن واستقرار الدول العربية، منها مصر وليبيا وسوريا وآخرها الجرح اليمنى النازف.