كثفت وزارتي الزراعة والري جهودهما الفترة الماضية، في محاولة لتحقيق برنامج الرئيس السيسي، وهو إستصلاح أربعة لايين فدان، بداية من توشكي للوادي الجديد والفرارة، وشرق العوينات، والتي شهدت إهتماما غير مسبوق من الوزارتين ، وتنسيق غير معهود.
وفي إطار ذلك ، قال الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري، علي بأن الوزارة قامت باتخاذ الإجراءات اللازمة لتقييم الموقف الحالي لمنطقة شرق العوينات كإحدى مناطق المشروع القومي لاستصلاح مليون فدان، حيث تم وضع الضوابط المنظمة لآليات استخدام آبار المياه الجوفية الحالية والمستقبلية بالمنطقة وتتضمن الالتزام بتركيب عدادات قياس على الآبار ، مع ضرورة وجود بئر مراقبة لكل 25 بئر انتاجي حرصاً علي استدامة التنمية الزراعية بالمنطقة ، وكذلك وقف تشغيل جميع الابار لمدة 48 ساعة كل أربعة أشهر لرصد مناسيب المياه بدقة لتحديث البيانات والدراسات وتقييم سلوك الخزان الجوفي بالمنطقة .
وأضاف الوزير بأن الضوابط تتضمن أيضا إنشاء روابط لمستخدمي المياه بالمشروع، فضلا عن التنسيق مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بشأن الامكانات المائية المتاحة وتحديد التركيب المحصولي ونوعية الزراعات بالمنطقة بما يحقق الصالح العام ويعظم الاستفادة من الامكانات الجوفية المتاحة.
كما أفاد مغازي بأن العمل يجري حاليا بصدد التنسيق لعقد ندوة في القريب العاجل بمشاركة مسئولي الشركات القائمة بالمنطقة، وذلك بغرض التعريف بوضع الخزان الجوفي والامكانات المائية المتاحة، وكيفية مراقبة وتقييم الوضع الحالي للحفاظ علي استدامة التنمية بالمنطقة، مع عرض نظم التحكم التلقائي لتحسين كفاءة الري، وخفض التكاليف من خلال تخفيض ساعات التشغيل وتكاليف الصيانة، علاوة على توضيح آليات تقديم الدعم الفني للمستثمرين من خلال توجيههم المستثمرين بإنشاء آبار ذات مواصفات قياسية لزيادة العمر الافتراضي لها.
وفي هذا الصدد فإن الوزارة تعمل حالياً على إنشاء مجمع لأجهزة الوزارة بالمنطقة يشمل المياه الجوفية، البحوث، التوسع الأفقي، واستراحات للعاملين والزائرين، ومراكز صيانة للآبار لخلق تنمية مستدامة بالمنطقة.
جدير بالذكر أن هذه الضوابط تأتي في إطار الاجراءات التي تتخذها وزارة الموارد المائية والري للبدء في توصيل المياه لزمام مليون فدان من الأراضي الزراعية كمرحلة الأولي من برنامج الرئيس بإضافة 4 مليون فدان إلي الرقعة الزراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي تمهيداً لإنطلاق التنمية في مصر.
من جانبها أعلنت وزارة الزراعة البدء في تنمية منطقة شرق العوينات عن طريق قيام بحث مشاكل مستثمري “شرق العوينات” التي تحظى بمساحة صالحة للزراعة منذ عام 1998 تزيد على ٤٤٠ ألف فدان، تترك منها مساحة 220 ألف فدان كحزام أمان للخزان الجوفي.
وقال وزير الزراعة الدكتور عادل البلتاجي، إنه سيجتمع بكل المستثمرين لبحث حلول عدد من المشاكل التي تعترض جهودهم الحميدة في استثمار المنطقة زراعيا، وتنميتها عمرانيا وبيئيا وصناعيا.
وتضم قائمة المشاكل ـ التي عددها بعض المستثمرين في شرق العوينات: النقل والمواصلات، عدم توصيل الكهرباء وارتفاع سعر السولار، توقف الرحلات الجوية إلى المطار، صعوبة نقل الحاصلات الزراعية إلى مواقع التسويق والاستهلاك، وعدم كفاية المقنن المائي المسموح به من هيئة مشروعات التعمير والتنمية الزراعية لزراعة أكثر من ٥٠٪ من المساحات المخصصة لهم .
وتجاوبا مع المستثمرين، وعد الدكتور عادل البلتاجي بتذليل جميع العقبات التي تعترض المستثمرين، سواء تلك تدخل ضمن اختصاصات وزارة الزراعة، أو الوزارات الأخرى، مؤكدا انه سيتواصل مع جميع الوزراء المعنيين بإعمار منطقة شرق العوينات، لبحث حلول المشاكل الأخرى المتعلقة بتوطين العمالة وأسرهم، ومنها: التعليم، والإسكان، والصحة، وغيرها من الخدمات.
كما التقى وزير الزراعة عددا من المستثمرين الأوائل في المنطقة، والذين أعلنوا استعدادهم لزراعة مساحات جديدة من الأرض المستصلحة منذ عام ١٩٩٨، في ضوء دراسات جديدة أثبتت كفاية الخزان المائي الجوفي سواء لزراعة مساحة جديدة من مساحة الأمان المائي (220 ألف فدان)، أو إضافة 50 ألف جديدة .
وردا على النقطة الأخيره، وجه البلتاجي بضرورة إعادة تقييم الدراسات المائية المتاحة، ومقارنتها بالدراسات الجديدة، للتعرف دوريا على حالة الخزان الجوفي لمنطقة شرق العوينات، التي تمثل نقطة مهمة للزراعة النظيفة الآمنة .