بقلم : محمد على البدوى
تنتشر في مصر العيون المعدنية والكبريتية التى تتميز بالتركيب الكيميائى الفريد والذى يتفوق فى نسبة تركيزه علي جميع العيون الاخري فى العالم وهي بذلك تساعد في علاج العديد من امراض العظام و الجهاز الهضمى و التنفسى والامراض الجلدية و الروماتيزم.
وتتعدد الاماكن في مصر من حلوان الي الواحات البحرية و سيوة و الوادى الجديد و الخارجة و الداخلة و الفرافرة و أسوان و الغردقة و سفاجا و سيناء وتمتد الصحراء الشاسعة في شرق مصر وغربها برمالها و كثبانها الرملية التي تحتوي علي نسب مقبولة عالميا من العناصر المشعة بما لها من فائدة عظيمة في علاج العديد من الامراض.
فعندك مثلا سفاجا والتي تعد من أهم الاماكن علي مستوي العالم لعلاج الصدفية فسخونة الرمال بها تؤثر تأثيراً محموداً على الالتهابات وعلى الدورة الدموية كما يستخدم الطمى الساخن و الرمال الغنية بعناصر باليود والكربونات لازالة اثر الارهاق والتوتر.
لعلك بعد هذه المقدمة تتوقع مني ان اضيف بأننا وبسبب تعدد هذه الاماكن الطبيعية نحتل المركز الاول عالميا في سياحة الاستشفاء ولكن وللاسف الشديد تبتعد مصر عن اي ترتيب متقدم بين الدول التي تقدم هذا النوع من السياحة في حين ان بعض الدول الشقيقة قد تقدمت في الترتيب العالمي ولا اظن انها مفاجأة حين اخبرك بأن تونس تعتبر من افضل 3 دول علي مستوي العالم في السياحة العلاجية وسياحة الاستشفاء.كما ان الاردن تحتل المركز الثاني عربيا.
المشكلة ان مصر لم تدرك بعد الأهمية الاقتصادية لهذا النوع من السياحة والكل مسئول عن هذا الوضع فكيف بدولة تمتلك كل هذه الاماكن الطبيعية والمتنوعة ولا يتم ذكرها في اي محفل من محافل السياحة العلاجية اللهم الا علي استحياء.
يجب الاهتمام بمنشأت السياحة العلاجية وتوفير البنية التحتية لخدمة هذا النوع من السياحة ويجب علي القطاع الخاص المشاركة الجادة والفعالة في انشاء المستشفيات و المصحات الاستشفائية و اماكن الاستشفاء لتكون قريبة من هذه الكنوز الطبيعية التي وهبها الله لنا.كما اظن انه يجب علي الدولة ان تتعاقد مع كبريات شركات الدعاية المتخصصة في هذا النوع من السياحة للترويج له في اوروبا والعالم العربي.
نحن قد من الله علينا بكل ما يبحث عنه السائح من انماط السياحة العلاجية المختلفة من مياه كبريتية ,عيون مياه ساخنة, رمال سوداء ,علاج للصدفية, وصحراء بيضاء ,وابار مياه ,واعشاب ونباتات طبية واشجار معمرة ورغم ذلك تأخر ترتيبنا بين دول العالم.المهم هو العلاج السريع والعمل علي النهوض بهذه السياحة.لا اعلم علي وجه اليقين الدور الذي تقوم به مكاتب التنشيط السياحي المتعددة بالخارج ولكن واقع الامر يؤكد بأنه لابد من مراجعة دور هذه المكاتب ومراجعة عملها.
لا اميل الي القول السائد بين عموم الناس بأن العاملين بهذه المكاتب قد تم تعيينهم عن طريق الوساطة والمحسوبية او انهم غير متخصصين في الشأن السياحي ولكنني لا استبعد في الوقت ذاته احتمالية الاهمال الجسيم في الترويج للسياحة العلاجية من قبل العاملين بمكاتب التنشيط السياحى بالخارج .. وللحديث بقية ..