وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي خطابا سياسيا حاد اللهجة في احتفالية إطلاق المرحلة الأولى، من مشروع حقل “ظُهر” للغاز الطبيعي.
وتُعول الحكومة على حقل “ظُهر”، أكبر الحقول المصرية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي في 2019، طبقا للاتفاق مع شركة إيني الإيطالية، صاحبة امتياز التنقيب، وهو حدث هام للغاية بالمعايير الاقتصادية، ولكن حديث السيسي غلب عليه الجانب السياسي والأمني بشدة، خاصة انتقاده تحركات من أسماهم “الساعين للعبث بالأمن القومي المصري”.
وقال السيسي “لن أسمح لأحد بالمساس بأمن مصر” ، وحذر الجميع بأنه لا أحد يستطيع أن يضيع مصر، وقال ” أمن واستقرار مصر ثمنه حياتي وحياة الجيش”، وتابع “ما حدث فى مصر قبل 7 سنوات لن يتكرر مرة أخرى” ، فى اشارة إلى ثورة يناير 2011.
ويخوض السيسي انتخابات رئاسية شبه محسومة النتيجة للفوز بفترة رئاسية ثانية، ورغم ذلك امتلأت كلمة الرئيس أمس بالمصطلحات العنيفة، ووصل الأمر بالرئيس السيسى إلى إنه ربما سيطلب من المصريين تفويضا جديدا، عن طريق نزول المصريين مرة أخرى إلى الشارع “، لمواجهة المتربصين بالوطن.
كان السيسي قد طلب من المصريين تفويضه لمواجهة الإرهاب بعد ثورة 30 يونيو 2013، ونتج عن هذا التفويض فض اعتصامي رابعة والنهضة.
وشدد السيسي على ضرورة حذر الإعلام عند تقديم المشروعات والقضايا على المواطنين لتقديمها بالشكل المناسب، قائلا “لابد من الانتباه لكل كلمة وفكرة يتم طرحها”، ولكنه لم يوضح أي ممارسات إعلامية أثارت ضيقه.
وحظى حقل ظُهر بنسبة ضئيلة من خطاب الرئيس، حيث أشار إلى أنه لولا اتفاقية ترسيم الحدود مع قبرص، لما تمكنت الحكومة المصرية من البحث والاستكشاف فى المياه العميقة، ثم عاد للحديث عن الأوضاع السياسية والأمنية مرة أخرى، وقال إن إنتاج حقول الغاز والنفط انخفض نتيجة عدم تنفيذ عمليات صيانة فى ظل حالة عدم الاستقرار خلال السنوات الماضية، ما أدى إلى تآكل احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي، نتيجة تحمل عبء شراء الاحتياجات البترولية.
وتابع: “نعمل على سداد مديوناتنا والأوطان لا تبني إلا بالصبر”.
ووجه السيسي الشكر والتقدير لرئيس شركة إيني الإيطالية، مؤكدا أن ما تم تنفيذه أثبت أن العلاقات المصرية الإيطالية أقوى بكثير من التحديات، ملمحا لتجاوز الدولتين حادثة مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني.