قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، حول مستقبل جماعة الإخوان المسلمين في مصر، إن أول انتخابات شهدتها مصر كانت حرة ونزيهة، والشعب اختار وقتها الإخوان المسلمين، ولكنه أضاف “أقول إنه في أي انتخابات ستعقد في المستقبل لن يكون للجماعة حظ المشاركة فيها”.
وأضاف، في حوار مع مجلة التايم، نُشر جزء مختصر منه أمس الثلاثاء، أن الحديث عن عزل محمد مرسى وجماعة الإخوان، وعلى أنه بالرغم من اتهام الجميع للمؤسسة العسكرية بالسبب في ذلك، إلا أن الجيش لم يكن يرغب في القيام بأي تدخل، ولكنه اضطر لذلك استجابة لدعوة ملايين المصريين.
وأكد الرئيس على أن مصر لم تشهد تطورات داخلية على هذا القدر من الصعوبة والتعقيد منذ أكثر من 40 عامًا، مؤكدًا أن ارتفاع معدلات البطالة والفقر تخلق بيئة خصبة للعديد من المشكلات، كما تحدث الرئيس عن مستقبل جماعة الإخوان المسلمين وعن خطر المجاهدين الأجانب في الحرب ضد الإرهاب.
وعلى المستوى الشخصي، تحدث الرئيس عن دور الإسلام في حياته، مؤكدًا أنه يمثل الإسلام الوسطي.
وشدد السيسي في حواره المطول، الذي تنشر نسخته كاملة في العدد المطبوع للمجلة، المقرر صدروه 6 أكتوبر القادم، على أهمية الإسلام وتأثيره في حياته، وعلى ضرورة الحرب ضد الإرهاب، كما تطرق للحديث عن المشاكل والتحديات الداخلية التي تواجهها مصر.
وفيما يتعلق بحرب الولايات المتحدة الأمريكية على داعش، قال السيسي: “إنه من الصعب التخيل كيف كان سيؤول الأمر إذا ترك دون مواجهته”، مؤكدًا أننا لا زلنا بحاجة إلى المزيد من الجهد، ولا ينبغي أن تقتصر الحرب على الإرهاب على العراق وداعش فقط، وأنه لابد وأن تمتد الحرب الدولية على إرهاب داعش التي تقودها الولايات المتحدة إلى كافة الجماعات الإرهابية، قائلًا: “هذا التهديد الخطير ليس على الشرق الأوسط فحسب، بل على العالم كله”.
وأضاف ”إذا لم نقم نحن بإنقاذ مصر من التطرف، كانت ستنشأ مشكلة ضخمة، والولايات المتحدة الأمريكية لا تولي انتباهًا لذلك”.
وحول الرئيس السابق محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، يرى السيسي أنه من الخطأ التعامل مع ما حدث في مصر على أنه تحرك تم من قبل الجيش، لأن الجيش المصري لم يكن يفكر في القيام بانقلاب، لقد كان الشعب المصري هو الذي طالب بالتغيير، وفي بلد مثل مصر إذا بدأ انتشار التطرف فيها سيكون ذلك تهديدًا حقيقيًا للعالم كله، وكانت أمريكا ستشعر وقتها بضرورة تدمير مصر في هذه الحالة.
وعلى صعيد التحديات الداخلية التي تواجهها مصر، قال السيسي: “إن مصر لم تواجه مشكلات بهذا الحجم منذ أكثر من 40 عامًا، فمصر تعاني من مشاكل انتشار الفقر والبطالة بين الشباب، وهي المشكلة التي تمثل التربة الخاصة لعدد كبير من المشاكل. كما أن معدل النمو السكاني لدينا يصل إلى 2.6 مليون شخص سنويًّا، وخلال 10 أعوام أخرى ستكون الزيادة المنتظرة في عدد السكان بمقدار يزيد عن 30 مليون شخص، وهذا هو السبب وراء الثورة في مصر، فالشعب يريد التغيير والمضي قدمًا نحو مستقبل أكثر إشراقًا”، معتبرًا أنه “للأسف، لم يكن مرسي يتعامل جيدًا مع حجم هذه المشاكل”.
وحول مستقبل جماعة الإخوان المسلمين، أكد السيسي أن أول انتخابات شهدتها مصر كانت حرة ونزيهة، والشعب اختار وقتها الإخوان المسلمين، ولكنه يضيف ”أقول إنه في أي انتخابات ستعقد في المستقبل لن يكون للجماعة حظ المشاركة فيها”.
وحول تأثير الإسلام في حياته، يقول السيسي: “إنه ببساطة يمثل الإسلام المعتدل، فهو يشعر بالقلق تجاه تحديات الفقر والجهل في العالم الإسلامي، ولا يمكن أن يكون ضد الإسلام، فهو يعتبر نفسه مسلمًا متدينًا، ولكن الواقع يشكل تحديًا كبيرًا”.